احتجاج وصلوات بطعم السياسة بالعراق
تواصلت أمس المظاهرات في عدة مدن عراقية وأقيمت صلوات الجمعة تحت شعارات احتجاجية على سياسات رئيس الوزراء نوري المالكي، بينما اقيمت صلاة موحدة في العاصمة بغداد دعا لها المالكي، وذلك في وقت أعربت واشنطن عن قلقها حيال تزايد أعمال العنف في البلاد.
وقد شارك عشرات المصلين بينهم مسؤولون وموظفون في الوقفين الشيعي والسني في صلاة الجمعة الموحدة في نصب الشهيد في بغداد. وكان المالكي دعا لهذه الصلاة ردا على ما قال إنها فتنة طائفية في البلاد.
وأكد خطيب هذه الصلاة رئيس ديوان الوقف السني أحمد السامرائي على حرمة الدم العراقي، وعلى ضرورة تعزيز الخطاب الجامع للعراقيين ونبذ ما سماه الخطاب الطائفي المحرض على العنف.
خطيب الجمعة في نصب الشهيد ببغداد أكد حرمة الدم العراقي وضرورة تعزيز الخطاب الجامع للعراقيين ونبذ ما سماه الخطاب الطائفي المحرض على العنف |
صلوات بالاعتصامات
في مقابل ذلك توافد عشرات الآلاف من المصلين إلى ساحات الاعتصام في مدن عدة للمشاركة في صلاة موحدة تحت شعار "خيار من في الميدان خيارنا" وذلك للتنديد بسياسات المالكي.
وقد أدى عشرات الآلاف بمدينة سامراء (شمال بغداد) صلاة موحدة في جمعة شعارها "خيار من في الميدان خيارنا" استنكر خلالها الخطيب ما سماها محاولات المالكي لتزوير الحقائق وتشويه صورة الاحتجاجات السلمية والادعاء بأنها طائفية وتستهدف مكونا آخر من مكونات الشعب العراقي.
وفي الرمادي، كبرى مدن محافظة الأنبار (غرب) وأكبر معاقل الاحتجاج على سياسات المالكي، أفاد شهود عيان بأن السلطات الأمنية اعتقلت عددا من الصحفيين من الذي كانوا يسعون للوصول إلى ساحة الاعتصام التي شهدت أمس إعلان عدد من أفراد الصحوات انشقاقهم عن مجالس الصحوات الجديدة.
ويطالب معتصمون في مدن عراقية عدة منذ نحو خمسة أشهر بإصلاحات دستورية وقانونية تصاعدت خلا الفترة الأخيرة إلى المطالبة برحيل المالكي.
قلق أميركي
وقد أعرب جون بايدن نائب الرئيس الأميركي عن قلق بلاده من تطورات الأحداث في العراق. وقال بيان صادر عن مكتب رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي، إن بايدن أجرى معه مكالمة هاتفية بحثا خلالها الوضع السياسي والأزمة في العراق.
وأشار البيان إلى أن بايدن أعرب عن قلقه حيال تزايد حالات العنف والتطرّف في العراق وسوريا بشكل خاص، لافتاً إلى ضرورة إيجاد حلول عراقية للتهدئة.
من جانبه، أكد النجيفي، وفق البيان، وجوب احترام الشراكة والامتناع عن استخدام الجيش في قمع المظاهرات السلمية، والتصدي للمليشيات التي برزت بشكل فعّال في الفترة الأخيرة، مطالباً الحكومة بفتح باب الحوار مع المعتصمين وقبول المبادرات السلمية حول المظاهرات.
كما طالب النجيفي بإيقاف مذكرات القبض بحق قيادات القائمة العراقية والمظاهرات وقادة الصحوات، لما في ذلك من دور في نزع فتيل الأزمة.
وتفاقم الوضع خلال الأيام القليلة الماضية بسبب موجة التفجيرات وأعمال العنف التي شهدتها عدة مدن عراقية بينها بغداد على خلفيات طائفية، الأمر الذي هدّد بعودة الاقتتال الطائفي الذي شهدته البلاد بين عامي 2005 و2008.