قتلى في خامس أيام الاشتباكات بطرابلس

Lebanese Sunni gunmen hold a meeting inside a building in the Sunni district of Bab al-Tabbaneh following overnight clashes with the Alawite neighbourhood of Jabal Mohsen in the northern Lebanese port city of Tripoli, on May 23, 2013 which killed six people and wounded 40. Violence has regularly broken out in Tripoli since the beginning of Syria's uprising, pitting residents of the two districts against each other. AFP PHOTO/JOSEPH EID
undefined

تجددت الاشتباكات في مدينة طرابلس شمال لبنان مساء أمس الخميس بعد ساعات من الهدوء النسبي، وقتل ثلاثة أشخاص في عمليات قنص، ليرتفع عدد ضحايا الاشتباكات التي عدها رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي "جريمة بحق المدينة وأهلها".

وفي خامس يوم من الاشتباكات في تلك المدينة الساحلية قتل تسعة أشخاص على الأقل في اشتباكات اندلعت الخميس على خلفية النزاع السوري بين حيي جبل محسن وباب التبانة.

وقال مصدر أمني إن ثلاثة أشخاص قتلوا مساء الخميس برصاص قناصة، أحدهم في القبة واثنان في جبل محسن.

وأوضح أن معارك عنيفة دارت طيلة ليلة الأربعاء-الخميس بين المنطقتين استمرت حتى الخامسة فجرا (الثانية صباحا بتوقيت غرينتش) قتل فيها ستة أشخاص وأصيب 40 آخرون بجروح. وأضاف أن القصف وإطلاق النار "طالا أحياء آمنة في أنحاء مختلفة من المدينة".

وقال شهود عيان إن القذائف واطلاق نيران الأسلحة الرشاشة الثقيلة وصل إلى أماكن وسط المدينة. وإن حطام زجاج تناثر في شوارع المدينة حيث يمكن رؤية سيارات محترقة أو متضررة هنا وهناك، وجابت سيارات تقل مسلحين شوارع المدينة أثناء الليل وطلبت من الأهالي النزول من الطبقات العليا للأبنية.

أمين القبوط:
هذه المعارك استكمال لحرب 1985 التي شنتها سوريا علينا، والجهة السياسية التي تخوض الحرب هي نفسها، أي الحزب العربي الديمقراطي

حرب 85
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مختار منطقة القبة أمين القبوط قوله "تتعرض أحياء آمنة في طرابلس منذ الأحد الماضي لقصف لم نشهد مثله في جولات المعارك الماضية"، وأضاف أن "المرة الأخيرة التي حصل فيها قصف مماثل كانت في 1985، ولو أنه استخدم راجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة آنذاك".

واعتبر تلك المعارك "استكمالا لحرب 1985 التي شنتها سوريا علينا، والجهة السياسية التي تخوض الحرب هي نفسها، أي الحزب العربي الديمقراطي" الذي يمثل غالبية العلويين في لبنان، ويتهمه المسلمون السنة بالبدء بالمعارك.

وقال ناشطون سوريون إن القتال في طرابلس اندلع بعد هجوم على بلدة القصير الحدودية السورية، حيث يساعد مقاتلون من حزب الله قوات الحكومة السورية. وبلغ عدد القتلى منذ بدء المعارك في طرابلس 23، والجرحى أكثر من 200.

وشهدت طرابلس أعمال عنف طائفية متفرقة منذ اندلاع الانتفاضة ضد الرئيس بشار الأسد قبل أكثر من عامين، لكن السكان يقولون إن هذا القتال كان الأشرس حتى الآن.

وقال السكان إن الجيش اللبناني نشر قوات لحراسة الضاحيتين اللتين اندلع بهما القتال، وقال سياسيون محليون إن جهود عقد اجتماع وبحث اتفاق لوقف إطلاق النار أخفقت حتى الآن، ويتهم كل جانب الآخر باستخدام طرابلس قاعدة لإرسال مقاتلين وأسلحة إلى سوريا.

نجيب ميقاتي:
طرابلس تحولت إلى ساحة لتنفيس الاحتقان في لبنان والمنطقة وأدعو الجميع إلى التعاون مع الجيش لإعادة الهدوء إليها
"

احتقان
ومع تواصل الاشتباكات شدد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي على ضرورة تصدي الجيش اللبناني للتجاوزات الأمنية التي تستهدف المدينة، ووصف ما يجري في مدينة طرابلس بـ"الجريمة بحق المدينة وأهلها الآمنين"، قائلا إن "المدينة تحولت إلى ساحة لتنفيس الاحتقان في لبنان والمنطقة".

وقال ميقاتي في تصريح له أمس الخميس "أدعو الجميع إلى التعاون مع الجيش لإعادة الهدوء إلى طرابلس الحبيبة، لأن الاستمرار في هذه المعارك العبثية ستكون نتائجه وخيمة، ليس على طرابلس فقط وإنما على السلم الأهلي في لبنان".

كما اعتبر "كل استهداف للجيش هو محاولة لاستهداف السلم الأهلي، والمؤامرة التي تستهدف طرابلس وأهلها إنما تستهدف في أحد جوانبها إحراج الجيش تمهيدا لإخراجه من المدينة وإخلاء الساحة للقتال الذي ينتج موتا مجانيا بحق أبناء المدينة".

وتابع ميقاتي "المسؤولية جماعية في وقف انزلاق طرابلس إلى الواقع المرير الذي عاشت أبشع صوره خلال الأيام الماضية، وليس لدينا خيار سوى الرهان على الجيش اللبناني من أجل وقف هذا الجنوح العنفي الذي يقضي على مستقبل طرابلس".

ونبه إلى أن"الشجب والإدانة لم تعد تعابير تكفي لوصف حالة الغضب التي أصابتنا، وأصبح من الملح أن يتحمل جميع الأطراف المعنيين بهذه المعارك العبثية مسؤولياتهم تجاه المدينة وأهلها وأمام التاريخ".

المصدر : الجزيرة + وكالات