احتدام معارك القصير وجبهة لحزب الله بدمشق

احتدمت المعارك في القصير بريف حمص بين الجيش السوري الحر وقوات النظام المدعومة بعناصر حزب الله اللبناني، وسط قصف مكثف دمر أجزاء كبيرة من المدينة. وبينما أعلن الثوار استعادة السيطرة على ثلاثة مواقع بريف القصير وإرسال تعزيزات للمحاصرين، شيع حزب الله مزيدا من قتلاه وفتح جبهة قتال جديدة في السيدة زينب بريف دمشق.

وقال المتحدث باسم الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبد الله للجزيرة إن عناصر حزب الله وقوات النظام فشلت في التقدم داخل مدينة القصير أو احتلال مواقع جديدة فيها، منذ بدء هجومها مطلع الأسبوع الجاري.

وأشار إلى أن قوات الثوار سيطرت على ثلاثة حواجز لحزب الله في بلدة جوسية القريبة باستخدام عنصر المفاجأة، مما أدى إلى تشتيت جهود الحزب لدخول مدينة القصير وخفف الضغط على مقاتلي الجيش الحر.

وأوضح العبد الله أن حزب الله يقود المعارك في القصير ووجوده بنسبة 85%، في حين أن وجود النظام يقتصر على 15%.

وقد كثفت قوات النظام اليوم قصفها لأحياء مدينة القصير مستهدفة منازل المدنيين والمحال التجارية وسط المدينة، حيث تتعرض المدينة لهجمات مكثفة من قبل النظام بدعم من مقاتلي حزب الله وقادة إيرانيين، وفق مصادر المعارضة، وهو ما أدى إلى دمار كبير بلغ ثلثي المدينة وفق نشطاء.

ودعما لثوار القصير أعلن الجيش الحر إرسال تعزيزات عسكرية إلى المدينة بعد النداء الذي وجهه الائتلاف الوطني السوري بضرورة تقديم مساعدات عسكرية عاجلة للمحاصرين هناك.

وفي ظل المعارك التي تشهدها القصير يعيش أهالي المدينة أوضاعا معيشية صعبة في ظل نقص حاد في المواد التموينية. ويقول ناشطون إن عناصر حزب الله قطعوا المياه عن المدينة بعد سيطرتهم على محطة مياه عين التنور في القصير.

خسائر حزب الله
وعن الخسائر أفادت شبكة سانا الثوار بمقتل ثمانية عناصر من قوات النظام وحزب الله اليوم.

وفي السياق ذاته، قال مصدر قريب من حزب الله إن 75 من عناصر الحزب قتلوا أثناء مشاركتهم إلى جانب القوات النظامية السورية، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

وذكر المصدر أن 18 آخرين من عناصر الحزب أصيبوا منذ مشاركتهم في المعارك، لا سيما في منطقة القصير الحدودية السورية اللبنانية.

وفي نفس الإطار شيع حزب الله اثنين من عناصره قتلا خلال معارك مدينة القصير وهما خليل نصر الله ومحمد خضر. وقد شارك مئات من مؤيدي وعناصر حزب الله وقادته في تشييعهما في بلدتي القليلة ومعروب جنوب لبنان.

في المقابل نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر عسكري سوري في المنطقة قوله إن جيش النظام سيطر على قرية الحميدية بريف القصير القريبة من مطار الضبعة العسكري، ويكمل تقدمه باتجاه المطار الذي لا يزال يسيطر عليه الثوار.

يأتي ذلك في وقت جددت فيه قوات النظام قصفها المدفعي العنيف على أحياء حمص المحاصرة، كما شنت حملة حرق واسعة لبساتين حي بابا عمرو، مع تواصل القصف العنيف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ على الرستن وتلبيسة والغنطو بالريف الشمالي لحمص.

قوات للنظام تعتقل مواطنين في دومابريف دمشق (الفرنسية-أرشيف)
قوات للنظام تعتقل مواطنين في دومابريف دمشق (الفرنسية-أرشيف)

جبهة جديدة
ومع احتدام المعارك في القصير فتح حزب الله جبهة جديدة في ريف دمشق وفق ما أفاد به نشطاء في الثورة السورية. وقالت الهيئة العامة للثورة إن الجيش الحر قصف مواقع لحزب الله في السيدة زينب، واشتبك مع جيش النظام في عربين وحرستا وداريا ومعضمية الشام بالريف الدمشقي.

وتحدث ناشطون عن إسقاط طائرة تجسس قالوا إنها إيرانية في عين ترما بريف دمشق، بينما استمر القصف على أحياء برزة وجوبر والعسالي وأحياء دمشق الجنوبية، وسط اشتباكات عنيفة في مخيم اليرموك ومحيط حي برزة بين قوات النظام والجيش الحر وفق شبكة شام.

وأفادت الهيئة العامة للثورة بأن جيش النظام قصف مصيف سلمى في ريف اللاذقية، وبلدة عَلما في درعا وأحياء بدير الزور.

كما أشارت شبكة شام إلى قصف واشتباكات في عدة بلدات بريف حماة، وقصف قوات النظام بالمدفعية الثقيلة لأحياء الشيخ سعيد والمشهد وبني زيد في حلب، وسط اشتباكات في محيط فرع المخابرات الجوية بحي الزهراء وقرب دوار الشيحان في شارع تشرين.

وعن أعداد ضحايا اليوم وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 67 شخصا، معظمهم في دمشق وريفها وحلب وحمص. ومن بين القتلى ستة أطفال وثلاث سيدات و31 مقاتلا من الجيش الحر.

المصدر : الجزيرة + وكالات