المالكي يتوعد والبشمركة تنتشر بكركوك

Iraqi anti-government gunmen from Sunni tribes in the western Anbar province march during a protest in Ramadi, west of Baghdad, on April 26, 2013. The United Nations warned that Iraq is at a "crossroads" and appealed for restraint, as a bloody four-day wave of violence killed 195 people. The violence is the deadliest so far linked to demonstrations that broke out in Sunni areas of the Shiite-majority country more than four months ago, raising fears of a return to all-out sectarian conflict. AFP PHOTO/AZHAR SHALLAL
undefined

ذهب المشهد في العراق اليوم لمزيد من التعقيد حيث تعهد رئيس الوزراء نوري المالكي بعدم السكوت على ظاهرة قتل الجنود قرب ساحات التظاهر التي تشهدها العديد من المحافظات، حيث أعلنت العشائر عن تشكيل جيوش لحماية هذه الساحات من قوات الجيش، في حين انتشرت قوات البشمركة الكردية بمحيط مدينة كركوك الغنية بالنفط والمتنازع عليها، وهي خطوة من شأنها أن تثير غضب الحكومة الاتحادية في بغداد.

ففي أول رد فعل للحكومة على مقتل خمسة من عناصر الجيش في ساحة اعتصام بالرمادي اليوم، حذر المالكي بأنه لن يسكت على ظاهرة قتل الجنود العراقيين قرب ساحات التظاهر، كما دعا في بيان خاص المتظاهرين السلميين إلى طرد "المجرمين" الذين يستهدفون قوات الجيش والشرطة من محافظة الأنبار، كما دعا علماء الدين وشيوخ العشائر وأبناء الشعب وخصوصا في الأنبار إلى "نبذ هؤلاء القتلة".

المالكي حذر من اندلاع الفتنة الطائفية بالعراق (رويترز)
المالكي حذر من اندلاع الفتنة الطائفية بالعراق (رويترز)

وتفجر الموقف بالعراق اليوم بعد مقتل خمسة من استخبارات الجيش وإصابة اثنين باشتباك بين هؤلاء ومسلحين قرب مكان الاعتصام بالرمادي، حيث يطالب المعتصمون بإسقاط المالكي، وحسب ضابط بالشرطة فإن الاشتباكات وقعت بعدما أوقف مسلحون عناصر الاستخبارات الذين كانوا يستقلون سيارتين ويجولون قرب مكان الاعتصام.

وعلى إثر ذلك أمهلت قيادة عمليات الأنبار المعتصمين 24 ساعة لتسليم القتلة، وفرضت حظرا للتجوال في المحافظة من الساعة التاسعة مساء وحتى الرابعة فجرا وإلى إشعار آخر.

وفي تطور آخر قتل خمسة من عناصر قوات الصحوة قرب ناحية عوينات الواقعة على بعد عشرين كلم جنوب مدينة تكريت شمال العاصمة بعدما هاجم مسلحون نقطة تفتيش تابعة لهذه القوات، بحسب مصادر أمنية وطبية.

وجاء هذا التصعيد برابع يوم من الاحتجاجات على اقتحام الجيش ساحة الاعتصام بالحويجة، مما أسفر عن مقتل العشرات.

قوات البشمركة
وفي تطور من شأنه أن يثير غضب الحكومة الاتحادية انتشرت قوات من البشمركة الكردية بمحيط مدينة كركوك الغنية بالنفط والمتنازع عليها بهدف "ملء الفراغ الأمني" و"حماية المواطنين" بحسب بيان صادر عن الأمين العام لوزارة البشمركة.

‪قوات البشمركة انتشرت بمحيط كركوك‬ (الجزيرة)
‪قوات البشمركة انتشرت بمحيط كركوك‬ (الجزيرة)

وجاء بالبيان أنه بعد التشاور مع محافظ كركوك تقرر أن تملأ قوات البشمركة الفراغات الأمنية بصورة عامة، وبالأخص بمحيط مدينة كركوك"، مؤكدا أن هذه الخطوة تأتي بسبب الأحداث الأخيرة بمحافظات ديالي وصلاح الدين وكركوك ونينوى.

وقال البيان إن القوات العراقية تحركت بأماكن خوفا من مهاجمتها من قبل المجموعات المسلحة، مما أدى لفراغ بهذه المناطق وبالأخص بمدينة كركوك وضواحيها.

وشدد البيان على أن وزارة البشمركة لا تملك هدفا وخطة سياسية، إنما هدفها الوحيد هو الحفاظ على أرواح المواطنين من الأعمال "الإرهابية"، وأضاف "لدينا استعداد كامل للتنسيق مع كل الأطراف من أجل حفظ الأمن".

بالمقابل نقلت الوكالة الفرنسية عن ضابط بالجيش قوله إن تحركات البشمركة وضعت الجيش بحالة تأهب بانتظار الأوامر من القيادة، "لكن الجيش ينظر إلى حركة البشمركة بأنها مناورة وليست لملء الفراغ".

أحداث أمس
وشهد مساء أمس وقوع اشتباكات غرب الفلوجة أسفرت عن مقتل عنصرين من الشرطة الاتحادية ومسلح.

بالأثناء بثت جماعة جيش رجال الطريقة النقشبندية تسجيلات مصورة لما قالت إنها هجمات شنها مقاتلوها خلال اليومين الماضيين على مواقع للجيش والشرطة الاتحادية بالموصل ومحيطها. ولم يتسن للجزيرة التأكد من صحة التسجيلات.

‪ساحات الاعتصام والتظاهر طالبت بسقوط نوري المالكي‬ ساحات الاعتصام والتظاهر طالبت بسقوط نوري المالكي (رويترز)
‪ساحات الاعتصام والتظاهر طالبت بسقوط نوري المالكي‬ ساحات الاعتصام والتظاهر طالبت بسقوط نوري المالكي (رويترز)

وأفاد مراسل الجزيرة ببغداد وليد إبراهيم بأن الإعلان عن تشكيل مجلس عشائري وإعلان جماعات مسلحة أنها ستنفذ عمليات ضد الجيش العراقي ألقى بظلال كثيقة على المشهد الأمني والسياسي بالعراق، موضحا أن الوضع الأمني يشهد تعقيدا متزايدا، في ظل علو الأصوات التي تدعو لرد الاعتبار بعد أحداث الحويجة.

الفتنة الطائفية
وكان المالكي قد أكد أمس وخلال افتتاحه مؤتمر إسلامي للحوار أن الفتنة الطائفية عادت لبلاده بعدما "اشتعلت بمنطقة أخرى من الإقليم"، بإشارة على ما يبدو إلى سوريا المجاورة.

وذكر أن "الفتنة التي تدق طبولها أبواب الجميع لا أحد سينجو منها إن اشتعلت"، معتبرا أن انعقاد هذا المؤتمر يأتي في زمن "انفجار الفتنة الطائفية" بالعالم الإسلامي. ورأى أن "نار الطائفية في العراق سرعان ما عادت بعد أن انطفأت، وعودتها ليست بالصدفة إنما مخطط وتوجيه وتبن".

وقال "من مخاوف الطائفية هي أنها سرعان ما تتحول بحركة سريعة إلى عملية تقسيم وتمزيق للبلدان الإسلامية، وهذا ما نراه في العراق والدول العربية والإسلامية الأخرى التي تعيش حالات طائفية". واعتبر الفتنة الطائفية "أخطر من مواجهة الجيوش والاحتلال".

المصدر : الجزيرة + وكالات