عباس يبدأ مشاورات تشكيل حكومة جديدة
بدأ رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أمس الأحد مشاورات مع الفصائل الفلسطينية لتشكيل حكومة وحدة وطنية بعد ساعات من قبوله استقالة سلام فياض التي أعرب مسؤولون غربيون عن أسفهم بشأنها، ورحبت بها حركتا التحرير الوطني (فتح) والمقاومة الإسلامية (حماس).
وقال المسؤول الكبير في فتح عزام الأحمد -وهو خصم قوي لفياض- للصحفيين في رام الله إن عباس بدأ مشاورات لتشكيل حكومة وحدة وطنية من التكنوقراط.
وتابع الأحمد أن عباس -الذي سيغادر إلى الكويت- سيواصل في وقت لاحق من الأسبوع الجاري مشاوراته بعد عودته، مشيرا إلى أن المحادثات يمكن أن تستمر أسبوعين.
وكان عباس قبل استقالة فياض يوم أمس الأول السبت بعد خلاف بشأن استقالة وزير المالية نبيل قسيس التي رفضها عباس.
ولم يبرز حتى الأحد أي مرشح مفضل لخلافة فياض، ولكن من بين الأسماء المطروحة المستشار الاقتصادي للرئيس عباس ورئيس صندوق الاستثمار الفلسطيني محمد مصطفى، ورجل الأعمال ووزير الاقتصاد السابق مازن سنقرط الذي تربطه علاقات جيدة مع حركة حماس.
وقد يتولى عباس نفسه رئاسة الحكومة في سياق حكومة "وفاق وطني"، بحسب اتفاقيْ المصالحة بين حركتيْ فتح وحماس الموقعيْن بالقاهرة في أبريل/نيسان 2011 والدوحة في فبراير/شباط 2012، ولكنهما لم يطبَّـقا حتى الآن.
وستقوم تلك الحكومة التي ستتألف من شخصيات مستقلة بالتحضير لإجراء انتخابات عامة في "أقرب وقت ممكن" بالأراضي الفلسطينية.
أسف دولي
وعلى صعيد الردود الدولية، أعربت الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا عن أسفها لاستقالة فياض الذي يحظى بثقة الغرب.
فقد أبدى وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ اليوم الأحد أسفه للاستقالة، وأشار إلى أن فياض كان شريكا وثيقا للحكومات البريطانية المتعاقبة.
ومن جانبه، أعرب وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله عن أسفه، وأشاد بـ"التعاون الجيد والمفعم بالثقة" الذي تم مع فياض خلال السنوات الماضية.
وشاركهما في هذا الأسف وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي وصف سلام فياض بأنه "صديق جيد"، ودعا السلطة الفلسطينية إلى اختيار "الشخص المناسب" لتولي مهماته ومواصلة العمل مع الولايات المتحدة الأميركية.
وأكدت حنان عشراوي -وهي مسؤولة كبيرة في منظمة التحرير الفلسطينية- أن "خطة التنمية" التي طرحها كيري خلال زيارته للمنطقة قبل نحو أسبوع "لن تتأثر"، مؤكدة أن عباس والفريق الذي سيختاره هو الذي سيتابع المبادرة الأميركية.
وقالت عشراوي إن استقالة فياض "مسألة تتعلق بالسياسات الداخلية، ويجب ألا يكون لها تأثير على الجهود الغربية لدعم الاقتصاد الفلسطيني".
ترحيب فتح وحماس
ولقيت استقالة فياض ترحيبا في أوساط حركة فتح التي ينتمي إليها عباس، والتي اتهمت حكومته "بالفشل الذريع في إدارة الدفة الاقتصادية، وتحميل السلطة الفلسطينية ديونا هائلة، إضافة إلى فشلها في توفير رواتب الموظفين على مدى أشهر طويلة".
وقال أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح أمين مقبول لوكالة الصحافة الفرنسية إن الاستقالة تشكل "استجابة لمطالب فتح والمطالب الشعبية الفلسطينية التي تم التعبير عنها بتحركات جماهيرية واسعة ضد الحكومة".
يشار إلى أن الضفة الغربية شهدت في سبتمبر/أيلول 2012 موجة من الاحتجاجات الاجتماعية ضد حكومة فياض، بسبب ارتفاع أسعار السلع، وعدم دفع رواتب الموظفين بسبب مشاكل الميزانية الفلسطينية.
ومن جانبها، رحبت حركة حماس باستقالة رئيس الوزراء سلام فياض، وقالت إن الاستقالة سببها خلافات بين فياض وفتح ولا علاقة لها بجهود المصالحة بين حركتيْ فتح وحماس.
واتهم سامي أبو زهري المتحدث باسم الحركة فياض بإغراق الشعب بالديون، وقال إن "فتح تتحمل المسؤولية لأنها هي التي فرضته على الجميع منذ البداية".