حظر تجول بالموصل وتهديد بتصعيد الاحتجاج

بعد اشتباكات بين محتجين وقوات الشرطة أدت إلى مقتل متظاهر وجرح أربعة, فرضت سلطات الأمن العراقية حظر تجول في المناطق المحيطة بساحة الأحرار وسط الموصل, بينما خرج عشرات الآلاف من العراقيين في مظاهرات حاشدة أطلق عليها "جمعة الفرصة الأخيرة"، ضمن الاحتجاجات التي تستمر للشهر الثالث على التوالي للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين والمعتقلات وإنهاء سياسة التهميش والإقصاء.

وقال مصدر في شرطة محافظة نينوى إن الشرطة الاتحادية فرضت عصر اليوم حظر تجوال في مناطق الدواسة والنبي شيت ووادي حجر والمنصور وباب جديد، على خلفية الاشتباكات التي جرت بينها وبين المتظاهرين. وذكر المصدر الذي طلب عدم كشف اسمه، أن الحظر سيستمر حتى إشعار آخر بسبب التوتر الحاصل في تلك المناطق.

في غضون ذلك قال مصدر بشرطة محافظة نينوى إن متظاهرا قتل وأصيب ستة في اشتباكات مع عناصر الشرطة الاتحادية وسط الموصل، على خلفية اعتقال الشيخ حسين العبيد -وهو أحد شيوخ عشائر الجبور- أثناء وجوده في ساحة الأحرار، مبينا أن عملية الاعتقال جرت وفق مذكرة قضائية صادرة بحقه بتهمة الإرهاب.

الفرصة الأخيرة
جاء ذلك بينما خرج عشرات الآلاف من العراقيين في مظاهرات حاشدة أطلق عليها "جمعة الفرصة الأخيرة"، في إطار المظاهرات التي تستمر للشهر الثالث على التوالي ضد رئيس الوزراء نوري المالكي للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين والمعتقلات وإنهاء سياسة التهميش والإقصاء.

undefined

وتقدم المتظاهرين مئات من علماء الدين وزعماء العشائر بعد أداء صلاة الجمعة في محافظات الأنبار وصلاح الدين وكركوك وديالى ونينوى، وسط إجراءات أمن مشددة وانتشار كثيف لقوات الجيش والشرطة.

وطالب خطباء الجمعة المتظاهرين بالثبات وعدم الانسحاب من ساحات الاعتصام. وحمل المتظاهرون علم العراق وهم يرددون شعارات تطالب الحكومة بتنفيذ مطالبهم وإطلاق سراح العلماء الذين اعتقلتهم الحكومة على خلفية مشاركتهم في المظاهرات.

وقال الشيخ عمر الفاروق -وهو من هيئة كبار العلماء- إن هذه الجمعة ستكون الفرصة الأخيرة للمالكي لتنفيذ مطالب المتظاهرين، مشيرا إلى تهديدات بخطوات أخرى كالعصيان المدني. كما قال إن مظاهرات اليوم ستختلف عن بقية الجمع، وستكون بمشاركة جميع الأقضية والنواحي في المحافظة وبحضور علماء من محافظات الأنبار وديالى وصلاح الدين، وستكون الفرصة الأخيرة لحكومة المالكي للاستجابة لمطالب المتظاهرين.

وفي بغداد، قال إمام وخطيب جامع أبي حنيفة في الأعظمية إن إدارة الجامع اضطرت إلى إلغاء صلاة الجمعة بسبب ممارسات قوات الأمن التي أغلقت جميع المنافذ المؤدية إلى المسجد الذي كان مقررا أن يشهد صلاة موحدة.

أما في الرمادي مركز محافظة الأنبار (غرب) فقد أفاد مراسل الجزيرة بأن المدينة شهدت صلاة موحدة شارك فيها عشرات الآلاف من العراقيين، مشيرا إلى أن القوات الأمنية والشرطة الاتحادية (الخاضعة لأوامر وزارة الداخلية) شددت إجراءاتها "بشكل غير مسبوق فاق الجُمعات السابقة".

وفي سامراء بمحافظة صلاح الدين (وسط) توافد عشرات الآلاف إلى ساحة الحق بوسط المدينة لأداء صلاة جمعة موحدة، حيث حذر تجمع علماء المدينة حكومة المالكي من جر الشعب إلى حرب طائفية بمماطلتها في تنفيذ مطالب المحتجين السلميين.

واستنكر العلماء اعتقال قيادة عمليات سامراء للمتحدث باسم مجلس شيوخ عشائر سامراء الشيخ طلال الأسود، وطالبوا بالإفراج الفوري عنه، وبعدم المساس بالعلماء والناشطين والمتظاهرين في ساحات الاعتصام، لأن ذلك "سيشعل نارا لن يستطيع أحد إخمادها".

يُذكر أن المحتجين يطالبون منذ ثلاثة أشهر بإصلاحات سياسية وقانونية، في مقدمتها إطلاق المعتقلات والمعتقلين، وإلغاء قانون المساءلة والعدالة، وإلغاء المادة الرابعة من قانون مكافحة الإرهاب، وكذلك تحقيق التوازن في أجهزة ومؤسسات الدولة، وإجراء تعداد سكاني بإشراف دولي لمعرفة النسب الحقيقية لمكونات الشعب العراقي.

مواجهات متفرقة
على صعيد آخر, قتل 19 شخصا على الأقل في سلسلة هجمات شمال البلاد ووسطها، أغلبها استهدف أفراد أمن. في هذا السياق, قتل شخصان وأصيب سبعة آخرون في تفجيرات بمحافظة صلاح الدين (170 كلم شمال بغداد), حيث قالت الشرطة إن الانفجارات وقعت في مدن تكريت وبيجي وسامراء.

وفي تكريت، قتل خمسة مسلحين موالين للحكومة وأربعة مسلحين آخرين عندما اندلعت اشتباكات بين الجانبين. كما أطلقت مجموعة مسلحة النار على نقطة تفتيش تابعة لمقاتلي الصحوة وأضرموا النار في سيارتهم.

وفي وقت سابق, أعلن عن مقتل خمسة عناصر من الصحوة -جميعهم من نفس العائلة- في هجوم مماثل بمدينة الحلة. كما اغتال مسلحون ضابطا في الجيش العراقي وزوجته وابنه في هجوم على منزله في مدينة الموصل.

المصدر : وكالات