كيري يدعو مرسي لتوافقات لإنهاء الأزمة

دعا وزير الخارجية الأميركي جون كيري الرئيس المصري محمد مرسي أمس الأحد إلى "مزيد من العمل الشاق والتسويات" لإنهاء الأزمة في البلاد، وأعلن عن تقديم مساعدات اقتصادية بقيمة 190 مليون دولار لدعم الموازنة المصرية وتشجيع الإصلاح.

وقال كيري -في بيان أصدره قبيل مغادرته القاهرة إلى العاصمة السعودية الرياض- إنه ناقش مع الرئيس مرسي العديد من التحديات التي تواجه مصر "بطريقة صريحة وبناءة"، وأضاف "من الواضح أن هناك حاجة إلى مزيد من العمل الشاق والتسويات من أجل إعادة الوحدة والاستقرار السياسي وإنعاش الاقتصاد في مصر".

وأشار كيري إلى أن الانتخابات البرلمانية القادمة تعد خطوة حاسمة في التحول الديمقراطي في مصر، موضحا أنه ومرسي ناقشا بعمق الحاجة إلى ضمان أن تكون الانتخابات حرة ونزيهة وشفافة.

وتابع كيري "في جميع لقاءاتي نقلت رسالة بسيطة لكنها جدية، وهي أن المصريين الشجعان الذين وقفوا صامدين في ميدان التحرير لم يخاطروا بحياتهم لرؤية تلك الفرصة لمستقبل أكثر إشراقا تتبدد".

وأوضح أنه في ضوء احتياجات مصر الكبيرة وتأكيد الرئيس مرسي عزمه على مواصلة عملية الاقتراض من صندوق النقد الدولي "فقد أبلغته بأن الولايات المتحدة ستقدم الآن دفعة من 190 مليون دولار أميركي من أصل 450 مليون دولار لدعم الموازنة المصرية في بادرة من أجل الإسراع بالإصلاح ومساعدة الشعب المصري في هذا الوقت الصعب".

‪الفريق السيسي اجتمع بالوزير الأميركي قبل مرسي‬  (الفرنسية)
‪الفريق السيسي اجتمع بالوزير الأميركي قبل مرسي‬ (الفرنسية)

شراكة إستراتيجية
وقبل اجتماعه مع مرسي، التقى كيري بالقائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي.

وتناول اللقاء سبل دعم التعاون العسكري بين البلدين، وأعرب السيسي عن تطلعه إلى "مزيد من التعاون لبناء وتطوير القدرة القتالية للقوات المسلحة لدعم الأمن والسلام بالمنطقة".

من جانبه أشاد كيري بـ"الدور الذي تقوم به القوات المسلحة في حماية الأمن والاستقرار في المرحلة الراهنة"، مؤكدا حرص بلاده على دعم العملية الديمقراطية في مصر "باعتبارها شريكا إستراتيجيا في منطقة الشرق الأوسط".

وكان كيري التقى السبت معارضين، كما اجتمع اليوم مع ممثلين للمجتمع المدني، لكن اثنين من قادة جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة، هما محمد البرادعي وحمدين صباحي، رفضا لقاءه، وأشارا إلى ضغوط أميركية لإقناعهما بالمشاركة في الانتخابات التشريعية.

ومع ذلك اتصل كيري بالبرادعي والتقى عمرو موسى -وهو من قياديي جبهة الإنقاذ أيضا- وأكد وزير الخارجية الأميركي أن بلاده "لا تتدخل ولا تتخذ موقفا من أجل حكومة أو شخص أو عقيدة" في مصر.

وعبر كيري عن امتنانه للرئيس المصري لمساهمته في وقف إطلاق النار في نوفمبر/تشرين الثاني 2012 بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس). كما عبر مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية عن ارتياحه "للحوار الجيد المستمر بين الإسرائيليين والمصريين" سواء في غزة أو في سيناء.

محطة السعودية
وغادر كيري القاهرة متوجها إلى الرياض لتكون المحطة السابعة له في أول جولة دولية يقوم بها منذ توليه مهام منصبه في فبراير/شباط الماضي.

واستهل وزير الخارجية الأميركي زيارته إلى السعودية مساء الأحد باجتماع مع نظيره السعودي سعود الفيصل، وتباحثا فيه العلاقات الثنائية بين البلدين، كما أفادت وكالة الأنباء السعودية الرسمية.

وتستغرق زيارة كيري للسعودية يومين، ويبحث فيها مع وزراء خارجية دول الخليج اليوم عدة مسائل أبرزها إيران وسوريا، حسب مصدر خليجي.

المصدر : الجزيرة + وكالات