داخلية مصر تتهم الإعلام بمحاربة الشرطة
دعا وزير الداخلية المصري اللواء محمد إبراهيم القوى السياسية اليوم الأحد إلى إخراج جهاز الأمن من أي خلاف بين الفرقاء السياسيين، متهما وسائل الإعلام بـ"محاربة" الشرطة. في حين ساد الهدوء الحذر منطقة كورنيش النيل قرب ميدان التحرير بعد ليلة من الاشتباكات بين قوات الأمن ومحتجين.
ونفى إبراهيم -في مؤتمر صحفي- حدوث إضراب كامل بين رجال الشرطة، ولكنه اعترف بإضراب مجموعة منهم للمطالبة بحقوق مشروعة تتعلق بتسليحهم أثناء تأمينهم للمنشآت العامة والخاصة، إضافة إلى بعض المطالب المادية. وأكد أنه سيناقشها معهم وسيعمل على تنفيذ المتاح منها في أقرب وقت.
وأعرب الوزير عن دهشته مما تردده وسائل الإعلام قائلا "لا أتخيل أن يُحارب جهاز الشرطة بهذا الشكل في جميع وسائل الإعلام". وأضاف "هناك هجوم على كل رجال الشرطة بحيث يتم تصويرهم على أنهم سفاحون وقتلة".
وقال إبراهيم إن الشرطة لم تطلق رصاصة منذ ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 حتى الآن، داعيا الجميع إلى إخراج الشرطة من أي خلاف سياسي وتركها تعمل من أجل استتباب الأمن. وحذر الوزير في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية من أن "الهجوم الشديد على الشرطة يمكن أن يؤدي لانسحابها".
وعن الأزمة الأمنية التي تمر بها البلاد في الوقت الراهن، رأى إبراهيم أن حلها يتطلب إبعاد المشاغبين عن المناطق الأمنية الحساسة، مؤكدا أنه بإبعادهم ستتمكن وزارة الداخلية من إعادة الأمن خلال شهر واحد، وسيشعر المواطن بذلك.
في غضون ذلك قام قاضي التحقيقات في أعمال العنف، التي أعقبت صدور الحكم في قضية ملعب بورسعيد والمعروفة بمجزرة بورسعيد الثانية في يناير/كانون الثاني الماضي، باستدعاء وزير الداخلية مع عدد من القادة الأمنيين لسماع أقوالهم.
تعطيل قطارات
ميدانيا، قطع عدد من ضباط وعناصر الشرطة بمحافظة الإسكندرية (شمال) خطوط سكك حديدية، مطالبين بإقالة وزير الداخلية.
ونقلت يونايتد برس إنترناشيونال عن مصادر متطابقة بالمحافظة الساحلية أن ما بين أربعين وخمسين من عناصر الشرطة بينهم ضباط قطعوا خطوط السكك الحديدية خارج محطة قطارات سيدي جابر، مطالبين بإقالة الوزير.
وأشارت المصادر إلى أن عناصر الأمن المحتجين وضعوا جذوع أشجار وقطعا خشبية على قضبان السكك الحديدية، مما أدى إلى توقف حركة القطارات المغادرة لمحطة سيدي جابر والواصلة إليها لأكثر من ساعة ونصف الساعة.
هدوء حذر
وفي سياق مواز، ساد الهدوء منطقة كورنيش النيل قرب ميدان التحرير بعد ليلة من الاشتباكات بين قوات الشرطة وعشرات المحتجين في المنطقة أسفرت عن مقتل شخصين وإصابة 19 آخرين، حسب ما نقل مراسل الجزيرة عن مصدر طبي.
من جانبها توعدت الحكومة المصرية بالتعامل بمنتهى الحسم مع المعتدين على المنشآت العامة أو الخاصة، مشيرة إلى أن قوات الأمن ألقت القبض على عدد ممن أضرموا النار في مبنى اتحاد الكرة المصري ونادي اتحاد الشرطة بعيد النطق بالحكم في قضية "مجزرة بورسعيد".
وشدد المتحدث باسم رئاسة الوزراء علاء الحديدي على ضرورة تضافر كل الجهود لحماية الأمن في الظرف الدقيق الذي تمر به مصر.
وبدوره دعا مستشار الرئيس المصري لشؤون المصريين في الخارج أيمن علي إلى عدم إضفاء غطاء سياسي على أي أعمال عنف أو تخريب تجري على أرض مصر.