نصف لاجئي سوريا بلبنان بلا رعاية طبية

أكدت منظمة "أطباء بلا حدود" أن أكثر من نصف اللاجئين السوريين في لبنان يفتقدون الرعاية الطبية ويعانون من ظروف معيشية غير ملائمة خاصة في ظل الظروف الجوية في فصل الشتاء، عازية ذلك إلى إجراءات التسجيل.

وقالت المنظمة التي أعدت استطلاعا ونشرت نتائجه في تقرير تحت عنوان "بؤس خارج منطقة الحرب"، إن نصف السوريين الذين لجؤوا إلى لبنان ويقدر عددهم بنحو 300 ألف لاجئ لا يتلقون العلاج الطبي الذي يحتاجونه بسبب ارتفاع التكلفة.

وكانت المنظمة قد أجرت استطلاعا في مدينة صيدا جنوب لبنان ووادي البقاع شرق البلاد ومدينة طرابلس شمالا، وهي المناطق التي يقدم فيها فريقها الرعاية الطبية.

وجاء في التقرير أن اللاجئين السوريين إضافة إلى اللاجئين الفلسطينيين واللبنانيين الذي فروا من العنف في سوريا "لديهم احتياجات إنسانية كبيرة تحتاج إلى تلبيتها".

وحسب نتائج الاستطلاع، يعيش نصف الذين جرت مقابلتهم سواء كانوا لاجئين مسجلين أم لا في أماكن لا تنطبق عليها المعايير المطلوبة، ولا توفر لهم الحماية من عوامل الطبيعة، بينما يعاني الباقون من تكلفة الإيجارات بعد أن فقدوا موارد رزقهم.

وقالت المنظمة إن 41% من اللاجئين الذين قابلتهم ليسوا مسجلين، وإن نحو ثلثي اللاجئين والعائدين اللبنانيين غير المسجلين لا يتلقون كذلك أي مساعدات من أي جماعات غير حكومية.

اللاجئون السوريون في لبنان لا يقيمون في مخيمات محددة (دويتشه فيلله)
اللاجئون السوريون في لبنان لا يقيمون في مخيمات محددة (دويتشه فيلله)

مشاكل
وتطرق التقرير لجملة من المشاكل التي تقف حائلا دون تلبية احتياجات اللاجئين، منها طول فترة التسجيل التي يمكن أن تمتد إلى أشهر في لبنان، ولا سيما أن اللاجئين موزعون في مختلف أنحاء البلاد ولا يقيمون في مخيمات محددة مثل نظرائهم في الدول المجاورة الأخرى.

وقال العديد من اللاجئين إنهم لم يسجلوا أسماءهم لأنهم لا يعلمون كيف وأين التسجيل؟ إضافة إلى أن مراكز التسجيل بعيدة جدا.

وأشار المدير العام للمنظمة برونو يوخوم للصحفيين في جنيف إلى أن اللاجئين لا يتلقون أي مساعدات قبل تسجيلهم، وتوقع أن يتكبدوا كل تكاليف الرعاية الصحية.

وقال يوخوم إن الحصول على المساعدة يجب ألا يرتبط بعملية التسجيل، ودعا الحكومة اللبنانية ووكالة اللاجئين الدولية إلى تغيير هذه السياسة على الفور.

وطبقا للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين، يوجد في لبنان أكثر من 172 ألف لاجئ سوري مسجل، و88582 لاجئا آخر يجري تسجيلهم، فيما يقدر عدد غير المسجلين في البلاد بنحو 50 ألف لاجئ.

المصدر : وكالات