حكومة كفاءات بتونس بعد مقتل معارض

Tunis, -, TUNISIA : A national flag and flowers are displayed in front of the home of Tunisian opposition leader and outspoken government critic Chokri Belaid where he was shot dead on February 6, 2013 in Tunis. Belaid was gunned down outside his home, sparking angry protests by his supporters and attacks on offices of the ruling Islamist Ennahda party. AFP PHOTO / FETHI BELAID
undefined

أعلن رئيس الحكومة التونسية حمادي الجبالي عن تشكيل حكومة كفاءات (تكنوقراط)، وعن تكوين خلية أزمة خاصة بالوضع الأمني بعد تطورات غير مسبوقة شهدتها تونس إثر اغتيال المعارض البارز شكري بلعيد بالرصاص وقرار حزب الجبهة الشعبية التونسية المعارض الانسحاب من الجمعية التأسيسية.

وقال الجبالي في مؤتمر صحفي مساء اليوم إنه سيشكل حكومة كفاءات وطنية لا تنتمي لأي حزب لتسيير أمور البلاد حتى إجراء انتخابات سريعة، ودعا الجميع دون استثناء إلى تحمل مسؤولياته  وتزكية الحكومة.

وطالب الجبالي بوقف الاعتصامات والإضرابات لأشهر قليلة "من أجل تونس"، كما دعا رئيس المجلس التأسيسي لتحديد تاريخ قريب للانتخابات القادمة، للخروج بأسرع ما يمكن من الوضع الاقتصادي والاجتماعي والأمني الصعب، حسب قوله.

وفي الأثناء، قال مدير مكتب الجزيرة بتونس لطفي حجي إن الحكومة التونسية أعلنت عن تكوين خلية أزمة خاصة بالوضع الأمني الراهن في مختلف أنحاء البلاد.

وسبق أن أعلن الجبالي اليوم أن اغتيال بلعيد عمل إرهابي وإجرامي يستهدف كل تونس، ودعا إلى التريث وعدم السقوط في فخ الاتهام المجاني، وأن تغلب جميع الأطراف مصلحة الدولة.

كما ألغى الرئيس التونسي منصف المرزوقي مشاركته في القمة الإسلامية بمصر والعودة لتونس من ستراسبورغ بفرنسا بعد أن قال لأعضاء البرلمان الأوروبي "سنستمر في محاربة أعداء الثورة".

أما رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي فوصف اغتيال بلعيد بالجريمة السياسية النكراء، وقال للجزيرة إن الاغتيال يستهدف استقرار البلاد والتحول الديمقراطي، ووصف منفذيه بأعداء الثورة والوطن والإسلام.

المتظاهرون طالبوا بإسقاط الحكومة (الجزيرة)
المتظاهرون طالبوا بإسقاط الحكومة (الجزيرة)

مواقف المعارضة
من جهته، قال المتحدث باسم الجبهة الشعبية حمة همامي إن الجبهة قررت تجميد عمل أعضائها في الجمعية التأسيسية المكلفة بكتابة الدستور بعد اغتيال بلعيد، وأضاف في مؤتمر صحفي أن غالبية أحزاب المعارضة تدعو أيضا إلى إضراب عام غدا الخميس وإلى استقالة الحكومة الحالية.

كما دعا القضاة والمحامون إلى إضراب اليوم وغدا احتجاجا على اغتيال بلعيد.

وكانت الجبهة قد عدت اغتيال بلعيد مدبرا ومخططا له منذ فترة طويلة، وقال محمد جمور عضو المكتب السياسي لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد المنضوي في إطار الجبهة إن "المجرم الذي نفذ عملية الاغتيال محترف لأنه سدد رصاصاته للصدر".

وأوضح جمبور أن ما يؤكد أن عملية الاغتيال مدبرة أن "وزارة الداخلية أعلمتنا أن بلعيد مستهدف من دون أن توضح الجهات المستهدِفة"، وأضاف أن القيادي الراحل رفض عرضا من الحكومة بالحراسة الشخصية، محملا الحكومة ووزارة الداخلية وحزب النهضة المسؤولية عن الاغتيال.

غير أن عضو المكتب السياسي للنهضة رياض الشعيبي أبدى تحفظه لما أعلنت عنه الجبهة الشعبية، وقال إن كل ذلك أمور يجب التثبت منها، وأضاف أن "حركة النهضة التي تؤمن بالديمقراطية وحرية التعبير لا يمكن أن توفر غطاء لمن يريد تهديد السلم والأمن الاجتماعي بالبلد".

تظاهرات

اغتيال بلعيد أثار موجة احتجاجات واسعة في عدة مدن (الجزيرة)
اغتيال بلعيد أثار موجة احتجاجات واسعة في عدة مدن (الجزيرة)

وتظاهر آلاف المواطنين في عدة ولايات تونسية تنديدا باغتيال بلعيد.

وتخللت المظاهرات مواجهات بين الأمن والمحتجين الذين هاجموا مقرات لحركة النهضة ورددوا شعارات معادية للحركة ولرئيسها.

وجرت أعنف التظاهرات وسط العاصمة تونس حيث قتل عنصر أمن في مواجهات بين آلاف من المحتجين والشرطة التي استخدمت بشكل مكثف قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.

وفي مدينة سيدي بوزيد أطلقت الشرطة قنابل الغاز المدمع لتفريق متظاهرين هاجموا مقر مديرية الأمن، كما تظاهر العشرات في الشارع الرئيسي للمدينة للتنديد باغتيال بلعيد.

وهاجم متظاهرون مقرين لحركة النهضة في ولايتي سيدي بوزيد وقفصة، وتظاهر الآلاف أمام مقر وزارة الداخلية مطالبين بإسقاط الحكومة.

المصدر : الجزيرة + وكالات