سوريا وفلسطين بصدارة قمة ثلاثية

بحثت قمة ثلاثية مساء أمس ضمت رؤساء مصر محمد مرسي وتركيا عبد الله غل وإيران محمود أحمدي نجاد، الأزمة في سوريا. وذلك على هامش قمة منظمة التعاون الإسلامي الثانية عشرة بالقاهرة التي تهيمن على أعمالها الأزمة السورية والقضية الفلسطينية بقوة.

وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية الدكتور ياسر علي إن القمة الثلاثية بحثت آليات واضحة لإنهاء نزيف الدم السوري، وتمكين الإرادة الشعبية السورية من أن ترى حلولا ملموسة لوقف نزيف الدم، ووقف إهدار البنية التحتية في الشارع السوري.

وفي السياق أكد المتحدث أن السعودية مستمرة في الآلية الرباعية لحل الأزمة السورية، مشيرا إلى أن ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز غادر القمة لارتباطات شخصية.

وكان مرسي اقترح تشكيل لجنة رباعية تضم مصر وتركيا وإيران والسعودية لحل الأزمة السورية، وقد عقدت اجتماعات على مستوى وكلاء ومعاوني ووزراء خارجية الدول المذكورة من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة القائمة في سوريا. وقال مرسي أمس في افتتاح القمة إن "على النظام الحاكم في سوريا أن يقرأ التاريخ ويعي درسه الخالد"، مضيفا أن "الشعوب هي الباقية، وأن من يعلون مصالحهم الشخصية فوق مصالح شعوبهم ذاهبون لا محالة".

وفي كلمته التي قرئت أمام القمة الإسلامية، قال العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز إنّ الوضع المأساوي في سوريا يزداد يوما بعد يوم، وإن الجرائم التي ترتكب هناك لا يمكن أن يُبرر الصمت عنها. وأوضح العاهل السعودي في الكلمة -التي ألقاها نيابة عنه ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز- أنه إذا فشل مجلس الأمن في تحقيق الأمن والسلم في سوريا وفلسطين فإن المملكة ستعمل على بناء القدرات للحل.

‪ولي عهد الأمير سلمان ألقى الكلمة نيابة عن العاهل السعودي‬ (الفرنسية)
‪ولي عهد الأمير سلمان ألقى الكلمة نيابة عن العاهل السعودي‬ (الفرنسية)

أما المغرب فأكد أنه اشترك -منذ اندلاع الأزمة في سوريا- في الجهود الدولية الرامية إلى إيجاد حل سياسي لهذه الأزمة الكارثية، بما يكفل وقف دوامة العنف، ويحقق التطلعات المشروعة للشعب السوري الشقيق في الحرية، والحفاظ على السيادة الوطنية، والوحدة الترابية.

وفي موضوع آخر، قالت الرئاسة المصرية إن تعزيز العلاقات مع إيران يبقى رهنا بتحقيق تقدم في عدة قضايا، ومن بينها القضية السورية.

وقد انعقدت مساء الأربعاء جلسة العمل الثانية للقمة التي ترأسها الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي قال إن الرئيس المصري رئيس الدورة الثانية عشرة كلفه برئاسة هذه الجلسة نيابة عنه.

وخلال الجلسة ألقى رئيس الوزراء المغربي عبد الإله بن كيران كلمة العاهل المغربي محمد السادس، حيث أوضح أن الأمة الإسلامية مطالبة بتقديم مساهمة فعلية وجريئة، تجيب عن الأسئلة المطروحة والمخاوف الراهنة، وتسهم في الازدهار التنموي لكافة الشعوب في ظل التعايش والمساواة والوئام.

القضية الفلسطينية
كما أكد أن "القضية الفلسطينية -التي كانت أساس قرار إحداث منظمتنا سنة 1969 بالرباط- لا تزال في صلب انشغالاتنا الدائمة، بل تظل جوهر العمل، خاصة مع تمادي السلطات الإسرائيلية في تعنتها، وخرقها السافر لمبادئ وقواعد القانون الدولي، مشيدا بمصادقة الجمعية العامة للأمم المتحدة على منح دولة فلسطين صفة مراقب غير عضو في المنظمة الأممية".

وأضاف العاهل المغربي أنه كرئيس للجنة القدس، فإنه لن يدخر أي جهد لمواصلة المساعي الحثيثة لدى الأطراف على الساحة الدولية لوضع حد لتمادي الحكومة الإسرائيلية في الاعتداءات المتكررة على مختلف المعالم الدينية، في خطة ممنهجة لتهويد القدس الشرقية، والقضاء على هويتها.

ومن ناحيته، ناشد رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي تقديم العون لبلاده للقيام بواجبها تجاه اللاجئين السوريين، مشيرا إلى أن بلاده استقبلت 340 ألف لاجئ سوري، وقال "إننا نقتسم وإياهم مواردنا الشحيحة ومدارسنا". وأكد النسور ضرورة تقييم عمل منظمة التعاون الإسلامي، والعمل على تعزيزها لتأخذ دورا طليعيا في العالم بين المنظمات الدولية.

وحمّل النسور الحكومة الإسرائيلية مسؤولية الجمود في عملية السلام، مشيرا إلى أن الأردن يحمل على عاتقه مسؤولية الحفاظ على المقدسات في القدس الشرقية، ويؤدي دورا محوريا في دعم المقدسيين.

ومن جهة أخرى، دعت وزيرة خارجية باكستان إلى عقد قمة إسلامية للعلوم والتكنولوجيا لتعزيز التعاون في هذه المجالات بين الدول الإسلامية.

ودعا رئيس جيبوتي إسماعيل عمر غيله الدول الأعضاء إلى دعم الحكومة الصومالية لإنهاء معاناة الشعب الصومالي.

غل (يسار) دعا إلى تعزيز التعاون التجاري بين الدول الإسلامية لمواجهة الأزمات (رويترز)
غل (يسار) دعا إلى تعزيز التعاون التجاري بين الدول الإسلامية لمواجهة الأزمات (رويترز)

التعاون الاقتصادي
كما دعا الرئيس التركي عبد الله غل رئيس اللجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري لمنظمة التعاون الإسلامي (كومسيك) إلى تعزيز التعاون التجاري بين الدول الإسلامية لمواجهة الأزمات الاقتصادية.

وعرض غول -على الجلسة الثانية للقمة الإسلامية الثانية عشرة- تقريرا عن جهود اللجنة وأنشطتها، موضحا أن "كومسيك" قامت بجهود في تنويع مجالات التعاون بين أعضائها خلال السنوات الماضية، لتتجاوز ما خلفته الأزمات الاقتصادية العالمية من آثار على الدول الأعضاء.

وتعقد القمة -التي يحضرها 27 من قادة البلدان الأعضاء، وعددها 57 بلدا- تحت عنوان "العالم الإسلامي.. تحديات جديدة وفرص متنامية"، ويحضرها رئيس إيران في أول زيارة يقوم بها رئيس إيراني لمصر منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، وتوقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية في العام نفسه.

المصدر : الجزيرة + وكالات