تصاعد مستمر لمعارك دمشق

تجدد القصف العنيف بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون على حي جوبر بالعاصمة السورية دمشق وعلى مدن عين ترما وزملكا المجاورة للحي، بينما اندلعت اشتباكات عنيفة في شارع الثلاثين بمخيم اليرموك بين الجيش الحر والقوات النظامية، وذلك في أعقاب يوم من المواجهات الدامية سقط فيه نحو مائتي قتيل.

ونقلت رويترز عن نشطاء أن العمليات الجديدة تهدف إلى كسر حالة الجمود في دمشق، حيث منع القصف الجوي والمدفعي مقاتلي المعارضة المتحصنين في الشرق من التقدم على الرغم من سيطرتهم على قواعد للجيش.

وقال إسلام علوش الضابط بإحدى كتائب المعارضة "نقلنا المعركة إلى جوبر"، وهو حي يربط معاقل المعارضة في الضواحي الشرقية بساحة العباسيين في وسط المدينة. وأضاف "أعنف المعارك تدور في جوبر لأنه المفتاح إلى قلب دمشق".

كما ذكرت شبكة شام أن القصف العنيف تجدد براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على أحياء دمشق الجنوبية، وتركز القصف على حي الحجر الأسود.

وكانت مناطق في ريف دمشق قد شهدت خلال الساعات القليلة الماضية تصعيدا في المعارك والقصف الذي وصف بأنه الأعنف منذ أشهر، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، بينما دعا المجلس الوطني المعارض السوريين إلى دعم الجيش الحر في "معركة تحرير دمشق".

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر أمني سوري أن "الجيش يشن هجوما شاملا" في ريف دمشق، حيث توجد معاقل كثيرة لمقاتلي المعارضة يستخدمونها كقواعد خلفية في هجماتهم على العاصمة". وأوضح أن الجيش "علم بأن مسلحي المعارضة يحضرون لهجوم في منطقة دمشق، فبادر إلى مهاجمتهم"، قائلا إن "كل مداخل دمشق مقفلة".

‪قصف النظام لأحياء القدم وجوبر والعسالي بدمشق‬  (الجزيرة)
‪قصف النظام لأحياء القدم وجوبر والعسالي بدمشق‬ (الجزيرة)

من جهة ثانية، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن "مناطق في الريف تعرضت لقصف هو الأعنف منذ أشهر ترافق مع معارك ضارية".

وقد أصدر المجلس العسكري الثوري التابع للجيش السوري الحر في دمشق بيانا طلب فيه من سكان دمشق "عدم الخروج والتجول في الشوارع والأحياء إلا للأمور الضرورية، خصوصا في المناطق التي تحصل فيها اشتباكات"، وأعلن "المناطق الجنوبية مناطق حرب بمعنى الكلمة حتى إشعار آخر".

وقد قال المجلس الوطني المعارض مساء أمس الأربعاء إن "الثوار وأبطال الجيش السوري الحر يقومون بهجوم على مواقع إستراتيجية في عاصمتنا الخالدة دمشق وفي معرة النعمان قرب وادي الضيف الإستراتيجي، وفي مواقع أخرى في كل أنحاء سوريا". وأضاف البيان "يحقق أبطالنا انتصارات مهمة سيكون لها أثرها الحاسم على مسيرة الثورة السورية".

جبهات أخرى
وعلى جبهة أخرى، في محافظة إدلب وقعت اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المعارضة في محيط معسكري وادي الضيف والحامدية اللذين يحاول مسلحو المعارضة السيطرة عليهما منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وقد تزامن ذلك مع قصف من القوات النظامية على مدينة معرة النعمان القريبة، التي تمكن المعارضون بعد الاستيلاء عليها من إعاقة إمدادات قوات النظام المتجهة إلى حلب.

أما في حلب فقد تواصلت الاشتباكات في حي الشيخ سعيد في جنوب المدينة، حيث تحاول القوات النظامية استعادة السيطرة عليه من المقاتلين المعارضين الذين دخلوه قبل أيام. كما سجلت معارك لليوم الثالث على التوالي في محيط ثكنة المهلب للقوات النظامية في حي السبيل غرب المدينة.

وتحدث المرصد السوري عن اشتباكات بين أرتال للقوات النظامية متجهة نحو مدينة السفيرة (جنوب غرب حلب) ومقاتلين من جبهة النصرة وعدة كتائب أخرى، من أجل منع القوات النظامية من التقدم.

المصدر : الجزيرة + وكالات