قال زعماء قبليون بإقليم دارفور المضطرب في السودان إن اشتباكات جديدة اندلعت بين قبائل عربية في الإقليم السبت أدت إلى مقتل أكثر من 53 شخصا، مما يهدد بنزوح المزيد من السكان بعد أن أسفرت اشتباكات وقعت الشهر الماضي عن سقوط مائتي قتيل.
وأوضح أن غالبية الضحايا من قبيلة بني حسين التي ينتمي إليها، لكنه لم يذكر أية أرقام بشأن عدد الضحايا في صفوف قبيلة الرزيقات التي يدور معها الصراع.
وهذه أول تقديرات إجمالية تصدر عن عضو في حزب المؤتمر الوطني الحاكم بشأن الاشتباكات التي دارت هناك في الآونة الاخيرة.
والأرقام التي أعلنت أكثر ارتفاعا من الأرقام التي نشرت حتى الآن عن المعارك التي دارت منذ مطلع الشهر الماضي بين القبيلتين للسيطرة على مناجم الذهب في منطقة جبل عامر شمال دارفور، حيث تحدثت منظمة العفو الدولية في 30 يناير/كانون الثاني الماضي عن 200 قتيل جراء أعمال العنف.
وحسب قول آدم شيخة -النائب عن منطقة السريف حيث دارت المعارك- فقد اغتصبت 15 امرأة، في حين أحرقت 68 قرية بشكل تام، و120 قرية جزئيا. وتحتاج 20 ألف أسرة نازحة إلى الغذاء بشكل عاجل.
وأوضح شيخة -الذي ينتمي إلى حزب المؤتمر الوطني الحاكم- أن من نفذوا الهجوم وصلوا "في سيارات حكومية بأسلحة حكومية، ويتقاضون راتبا من الدولة". وقدر عدد الأسر النازحة بـ20 ألفا، أي حوالي 200 ألف شخص.
وكان سكان في بلدة السريف أشاروا السبت الماضي إلى هجوم بالأسلحة الثقيلة والقنابل اليدوية نفذته عناصر من قبيلة الرزيقات، مما أوقع أكثر من 50 قتيلا.
وقال حاكم ولاية شمال دارفور عثمان كبر أمس الاثنين إن مسؤولين يعملون على احتواء الوضع وتطبيعه في السريف بعد "تدخل القوات المسلحة"، وفق ما نقلته عنه وكالة الأنباء السودانية الرسمية.
من جهته، أعرب الممثل والمنسق الإنساني للأمم المتحدة في السودان علي الزعتري عن "القلق الكبير على أمن المدنيين في مدينة السريف، حيث لجأ معظم النازحين في ظروف إنسانية صعبة". وأضاف "إن مزيدا من الناس قد يفرون من ديارهم، ما لم يتوقف القتال تماما، ويتم التوصل إلى حل دائم للصراع".
وقالت القوة المشتركة للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في دارفور إنها نقلت جوا 37 مدنيا مصابا من بلدة السريف أول أمس الأحد.
وفي نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، أعلنت الأمم المتحدة أن أكثر من 100 ألف شخص فروا جراء أعمال العنف في جبل عامر، وانضموا إلى 1.4 مليون نازح لا يزالون في مخيمات بدارفور إثر اندلاع الحرب الأهلية.
وكان رئيس السلطة الإقليمية لدارفور التيجاني السيسي قد صرح الأسبوع الماضي بأن المشكلة الرئيسية في دارفور الآن "ليست هجمات المتمردين ولكن العنف القبلي"، كما يحصل في جبل عامر.