انفجارات بدمشق ومعارك بدرعا وحلب

تتسارع الأحداث في العاصمة دمشق اليوم الخميس نحو التصعيد، حيث وقعت سلسلة انفجارات قرب مقرات أمنية وحزبية في أحياء برزة والمزرعة، كما سقطت قذائف هاون على مبنى قيادة الأركان في ساحة الأمويين بقلب العاصمة، بينما سحب النظام قواته من الحدود مع إسرائيل، مع تواصل المعارك والقصف بدرعا وحلب.

وأفادت وكالة سانا الثورة أن سيارة مفخخة انفجرت في محيط مقر حزب البعث بحي المزرعة، أعقبها انفجار سيارة مفخخة في مبنى فرع المعلوماتية الأمني 211، وآخران قرب مخفر حاميش وفرع مكافحة المخدرات في مساكن برزة.

‪التلفزيون الرسمي يتهم من وصفهم بالإرهابيين بتفجير دمشق‬ (الجزيرة)
‪التلفزيون الرسمي يتهم من وصفهم بالإرهابيين بتفجير دمشق‬ (الجزيرة)

تصعيد بدمشق
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مهاجما فجر نفسه بسيارة مفخخة قرب مقر البعث بالمزرعة، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 31 شخصا وإصابة العشرات بجروح.

ونفى الجيش الحر مسؤوليته عن تفجيرات دمشق، متهما النظام بالوقوف خلفها، كما أصيب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة أثناء وجوده في مقره القريب من موقع تفجير المزرعة.

في المقابل، وصف التلفزيون السوري التفجير بالإرهابي، قائلا إنه وقع في منطقة مكتظة بالسكان وأودى بحياة 35 شخصا وأصاب 237 آخرين بجروح.

وأفاد ناشطون بأن اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري الحر وقوات النظام اندلعت في برزة عقب الانفجارات، بينما شهدت المنطقة تحليقا كثيفا للطيران الحربي.

وبعد ساعات من هذه التفجيرات، أكد ناشطون سقوط ثلاث قذائف على مبنى الأركان بساحة الأمويين التي تضم مبنى التلفزيون الرسمي، وقالت شبكة شام إن سيارات الإسعاف اتجهت إلى المنطقة مع فرض طوق أمني مشدد. كما سقطت قذيفة هاون على حديقة الجاحظ في حي المالكي القريب، وهي منطقة تكتظ بمنازل كبار المسؤولين.

وكانت قوات النظام السوري قد كثفت قصفها صباح اليوم على أحياء بدمشق وريفها، وبث ناشطون صورا تظهر اندلاع نيران عقب قصف مدفعي على أطراف حي القابون بدمشق. كما استهدف القصف مخيم اليرموك وحي برزة.

ولليوم الثاني على التوالي، تعرضت مناطق في دمشق كانت بعيدة نسبيا عن المعارك لسقوط قذائف، من بينها مدينة تشرين الرياضية في حي البرامكة بعد سقوط قذيفتين الثلاثاء قرب قصر تشرين الرئاسي.

يأتي ذلك بينما واصل الثوار إحكام سيطرتهم على الغوطة الشرقية وبعض الأحياء الجنوبية في دمشق. وقال ناشطون إن النظام يحاول إحكام قبضته على العاصمة عبر نشر نقاط التفتيش بشكل مكثف وإرسال المزيد من التعزيزات إلى مدينة داريا المحاصرة.

النظام يخلي مواقعه على الجبهة مع إسرائيلفي الجولان المحتل (الجزيرة)
النظام يخلي مواقعه على الجبهة مع إسرائيلفي الجولان المحتل (الجزيرة)

قصف وانسحاب
وفي السياق ذاته تجدد القصف على مدينة جاسم في ريف درعا، وقال المركز الإعلامي السوري إن قتلى وجرحى سقطوا في ثلاث غارات جوية على حي طريق السد بمدينة درعا، بينما ذكر ناشطون أن 18 شخصا قتلوا جراء استهداف المشفى الميداني في الحي.

وبث ناشطون صورا تظهر استهداف الجيش الحر لقوات النظام في محيط مدينة بصرى الحرير بريف درعا ضمن ما سموه معركة عامود حوران.

وفي حلب، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن النظام شن غارات جوية على عدد من أحياء المدينة. كما أفاد بوقوع اشتباكات في محيط مطاري النيرب وكويرس العسكريين.

وعلى صعيد آخر، ذكرت مصادر إسرائيلية أن النظام السوري بدأ سحب الفرقة الخامسة للجيش النظامي من جبهة الجولان المحتل عند خط الهدنة مع إسرائيل. وأضافت أنه بينما يخوض الجيش النظامي منذ بدء الثورة حربا في معظم المحافظات السورية، تظل الأخبار الرسمية عن تحركات الجيش طي الكتمان.

ويثير سحب هذه القوات تساؤلات بشأن حرج الوضع العسكري للنظام في دمشق وريفها حتى يدفع بهذه التعزيزات إلى مركز البلاد، لكن الخبير في الشؤون العسكرية والإستراتيجية العميد صفوت الزيات قال إن النظام يسعى إلى نقل المعركة إلى خارج حدود البلاد، وإنه يوجه رسالة مفادها أن الجماعات الإسلامية التي تقاتله أصبحت الآن قادرة على الوصول إلى إسرائيل.

وأشار الزيات إلى أن النظام سحب قواته قبل ثمانية شهور من المناطق الشمالية، وأوكل مهمة الصراع مع الجيش الحر إلى المقاتلين الأكراد، وبهدف تهديد تركيا أيضا بتعاظم قوة الانفصاليين الأكراد.

وأضاف أن النظام كرر هذه السياسة بانسحابه من المناطق الحدودية مع لبنان ليدفع بحليف حزب الله إلى المعركة، ولينقل الصراع إلى داخل لبنان حيث تتعرض مناطق نفوذ الحزب في البقاع الآن للقصف.

المصدر : الجزيرة + وكالات