تمديد للإبراهيمي وموسكو تدعو لحوار بسوريا
وافق الموفد العربي الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي على تمديد مهمته لستة أشهر أخرى، بينما دعت روسيا نظام الرئيس السوري بشار الأسد إلى التحاور مع المعارضة التي تعكف في القاهرة على بحث مبادرة حل جديدة لطرحها على المجتمع الدولي.
ونقل دبلوماسيون في نيويورك أمس الأربعاء عن الدبلوماسي الجزائري السابق -الذي ينتهي التفويض الأصلي الممنوح له غدا الجمعة- قوله إنه يشعر بأن مهمته لم تنته بعد.
وكان الإبراهيمي قد عُيّن موفدا مشتركا للجامعة العربية والأمم المتحدة في أغسطس/آب الماضي، بدلا من الموفد السابق كوفي أنان الذي فشلت مساعيه لوقف القتال في سوريا.
وقام الإبراهيمي بدوره خلال الأشهر الستة الماضية بزيارات كثيرة لدمشق وعواصم عالمية كثيرة، في محاولة للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة في سوريا, ونجح فقط في إبرام هدنة بين النظام والمعارضة السوريين في عطلة عيد الأضحى الماضي.
واقترح الموفد العربي الأممي المشترك الأحد الماضي عقد محادثات بين المعارضة السورية وشخصيات مقبولة من النظام السوري في مقر الأمم المتحدة بنيويورك.
دعوة للحوار
وتزامن الإعلان عن موافقة الإبراهيمي على الاستمرار في مهمته مع دعوة روسية لحوار بين الحكومة والمعارضة السوريتين.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في ختام أعمال منتدى التعاون العربي الروسي في موسكو بمشاركة وفد وزاري عربي إن على دمشق أن تترجم استعدادها للحوار مع المعارضة ليس فقط بالأقوال وإنما بالأفعال.
ونفى لافروف عقد لقاء على هامش المنتدى بين وزير الخارجية السوري وليد المعلم ورئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد معاذ الخطيب، وقال إن تنظيم هذا اللقاء ليس هدفا روسيا في الوقت الراهن، وفق ما نقله مدير مكتب الجزيرة في موسكو زاور شوج.
وكان لافروف قال في افتتاح المنتدى العربي الروسي بموسكو إن استمرار النزاع العسكري في سوريا يعد "طريقا مدمرا للطرفين" المتحاربين.
وصرح لاحقا بعد لقائه الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي والوزراء العرب "لقد آن الأوان لوقف هذا النزاع الطويل المستمر منذ سنتين"، وتحدث لافروف عن مؤشرات إيجابية على توجه نحو الحوار من جانب الحكومة والمعارضة السوريتين.
وقال أحمد بن حلي نائب أمين عام الجامعة العربية للجزيرة إن روسيا والوفد الوزاري العربي أكدا ضرورة تضافر الجهود لحقن دماء السوريين, ودفع الحوار من خلال عملية سياسية تؤدي إلى حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة, ونقل السلطة في إطار زمني وفق ما نص عليه اتفاق جنيف في يونيو/حزيران الماضي.
وتابع أنه يعتقد بضرورة رحيل رأس السلطة في سوريا لإنهاء الأزمة, قائلا إن هناك بصيص أمل من مبادرة رئيس الائتلاف السوري التي تضمنت دعوة مشروطة للحوار.
وعرض الخطيب مؤخرا التحاور مع مسؤولين في النظام السوري لم تتلطخ أيديهم بالدماء, ووضع شروطا لذلك، منها إطلاق عشرات الآلاف من السجناء, لكن المهلة التي حددها لتنفيذ شروطه انقضت دون الاستجابة لمطالبه.
اجتماع للمعارضة
من جهة أخرى, كان متوقعا أن تعقد الهيئة السياسية الاستشارية للائتلاف الوطني السوري اجتماعا مغلقا في القاهرة الأربعاء لمناقشة الوضع في الأراضي السورية.
وقال مراسل الجزيرة في القاهرة إن الاجتماع سيبحث إمكانية طرح مبادرة جديدة يتعاطى معها المجتمع الدولي لحل الأزمة في سوريا.
ويعقب ذلك اجتماع للهيئة العامة للائتلاف لصياغة تلك المبادرة، وبحث إمكان تشكيل حكومة في المنفى تدير الشؤون العامة في المناطق التي يسيطر عليها الجيش الحر.
وفي حال الوصول إلى اتفاق بخصوص هذه الموضوعات سيعلن الائتلاف عن المبادرة وعن اسم رئيس الحكومة في مؤتمر صحفي.