وصول وفد نواب حماس المرحل إلى غزة

البردويل: استكمال العدوان بعد الزيارة هو رسالة انتقام من غزة
undefined

أحمد فياض-غزة

أعرب وفد نواب حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن استنكاره لإقدام السلطات البلغارية على ترحليهم بالقوة من العاصمة صوفيا إلى تركيا، قبل إتمامهم سلسلة لقاءات مع برلمانيين بلغاريين وسفراء دول عربية وأجنبية بدعوة من مركز الشرق الأوسط للأبحاث.

ووصف النائب صلاح البردويل فور وصوله غزة عملية الترحيل بالهمجية المنافية لكل أخلاق الدبلوماسية، مطالباً الحكومة البلغارية بالاعتذار للشعب الفلسطيني بسبب تعاملها الفظ مع ممثليه.

وأوضح البردويل في المؤتمر الصحفي الذي عقد في معبر رفح برفقة النائبين إسماعيل الأشقر ومشير المصري اليوم، أن الوفد فوجئ بعد اليوم الثاني للزيارة بضغوطات إعلامية وأمنية بلغارية كبيرة جداً على الجهة المنظمة لوقف لقاءات الوفد مع الجاليات العربية وطلبة جامعة صوفيا وسفراء عدد من الدول.

وأضاف أن الوفد قرر قطع الزيارة قبل موعد انتهائها بثلاثة أيام نتيجة تصاعد حدة التهديدات من جهات أمنية بلغارية بإيعاز من المخابرات البلغارية ووزارة الخارجية التي يترأسها وزير صهيوني يهودي، لكن قوات الأمن اقتحمت الفندق قبل موعد سفرهم الذي كان مقرراً بعد 12 ساعة ورحلتهم فوراً إلى تركيا.

وحمّل النائب البردويل المستوى السياسي في بلغاريا مسؤولية ترحليهم بالقوة وعدم مراعاته لحصانة النواب ولا تمثيلهم للشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن عملية الترحيل جاءت مخالفة لكل القوانين والأعراف الدبلوماسية، لأنها اتخذت بحق نواب يتمتعون بالحصانة ودخلوا بطريق شرعية بتأشيرة سفر من السفارة البلغارية في القاهرة.

ودعا الجهات الفلسطينية المعنية إلى اتخاذ موقف واضح مما حدث، لافتاً إلى أن التغطية على الحدث بالصمت والتخاذل والتواطؤ ليس من شيم أي جهة تحترم نفسها.

الجزيرة نت من جانبها حاولت الاتصال بوزير الشؤون الخارجية في السلطة الفلسطينية رياض المالكي للتعليق على الحادثة، ولكنها لم تنجح في الوصول إليه.

حماس طالبت بردة فعل عربية وفلسطينية وفي الصورة الرئيسان الفلسطيني والبلغاري خلال زيارة الأخير إلى رام الله العام الماضي(الفرنسية-أرشيف)
حماس طالبت بردة فعل عربية وفلسطينية وفي الصورة الرئيسان الفلسطيني والبلغاري خلال زيارة الأخير إلى رام الله العام الماضي(الفرنسية-أرشيف)

طلب إدانة
كما طالب البردويل الجهات العربية الرسمية بإدانة الحدث والتعامل معه وفق هذا السلوك بردة فعل عربية فلسطينية تخبر من خلالها الجميع أن الأمة العربية والشعب الفلسطيني ليسوا لقمة سائغة يتجرأ على حقوقها وكرامتها كل من هب ودب.

واعتبر في كلمته خلال المؤتمر أن هناك تناقضا واضحا بين مواقف الاتحاد الأوروبي العملية التي يتخذها على الأرض، وتلك النظرية التي يتشدق بها قادته ليل نهار حول الديمقراطية واحترام الشعوب وحقها في تقرير مصيرها.

وأشار إلى أن ما سلكته الحكومة البلغارية من سلوك بحق النواب تعبير عن الخنوع للصهيونية والتواطؤ والتعامل معها، ونكران لحقوق الشعوب في تقرير مصيرها، وهي مواقف تسيء إلى الاتحاد الأوروبي والغرب أكثر مما تنفعه.

وردا على سؤال للجزيرة نت بشأن تداعيات ترحيل الوفد على الحوارات الأوروبية غير المعلنة مع حركة حماس، قال البردويل إن الحركة توافق على الحوار مع كافة الجهات باستثناء الجهة الصهيونية، ولكن على أساس من الاحترام المتبادل وعدم القبول بأي إملاءات، واحترام الشعب الفلسطيني.

وأضاف أن حماس تتعامل مع الاتحاد الأوروبي وفق هذا الإطار، مشيراً إلى أن ما حدث للوفد في دولة من دول الاتحاد نقطة سوداء في تاريخه.

من جانبه قال القيادي في حركة حماس أحمد يوسف إنه طالما أن الحركة موجودة على قوائم الإرهاب فإن أي نشاط بشكل علني وبظهور إعلامي سيدفع الدول الأوروبية إلى القيام بما قامت به بلغاريا.

وأضاف يوسف في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت أنه من السهولة بمكان عند الإعلان عن وجود وفد لحماس في دولة أوروبية ما، أن تتحرك السفارة الإسرائيلية وجهات أخرى للتحريض وتذكير الاتحاد الأوروبي بأن حماس ما زالت على قوائم الإرهاب، وبالتالي تجد الدولة نفسها في حرج شديد.

وأوضح أن مثل هذه اللقاءات تحتاج الى مستوى عال من السرية وعدم الإفصاح عنها لضمان تحقيق أهداف الزيارات إلى بلدان الاتحاد الأوروبي.

المصدر : الجزيرة