مقدسي: غادرت دمشق بسبب الاستقطاب

The spokesman for the Syrian Foreign Ministry, Jihad Makdisi, gives a press conference at the Foreign Ministry in Damascus on June 25, 2012. The European Union rounded on Syria for downing a Turkish fighter jet while warning of the dangers of military escalation ahead of NATO talks on the incident the following day. AFP PHOTO / STR
undefined

قال المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي إنه ترك سوريا "بسبب الاستقطاب والعنف اللذين لم يتركا مكاناً للاعتدال والدبلوماسية"، معتبراً أن الاحتجاجات التي اندلعت في سوريا قبل نحو عامين تحمل مطالب مشروعة.

وأضاف مقدسي "لقد غادرت ساحة حرب ولم أغادر بلدا طبيعيا، وأعتذر على المغادرة بدون إعلان مسبق. فقد تمنيت لو كان بإمكاني البقاء على تراب الشام، لكن لم يعد للوسطية والاعتدال مكان في هذه الفوضى وخرجت الأمور عن السيطرة".

وأضاف "وصل الاستقطاب بين السوريين إلى مرحلة قاتلة ومدمرة، وبالطبع عندما تتجرأ على مغادرة سوريا، ستخاطر بأن توصف بأوصاف شنيعة أو تخوين أو شتائم أو بألقاب أخرى فجأة كما حصل معي فوراً بعد مغادرتي، من قبل البعض الذين لم يلقوا مني سوى الاحترام".

وجاء في بيان لمقدسي "خرجت من المشهد مستقلا لكي لا أزيد ألم بلدي ولا أكون خنجرا بيد أحد ضد مصلحة سوريا". وشدد على أنه لا يملك أسرارا "يطمع فيها أحد"، وأنه ليس "ممن يفرط بالأمانة".

وأضاف إن "الحراك الشعبي المتمثل بالمطالب المشروعة قد كسب -بمبادئه وجوهره- معركة القلوب لأن المجتمع بجميع أطيافه يقف دوما مع الأضعف ومع المطالب المشروعة للناس" لكنه "لم يحسم بعد معركة العقول لدى السوريين لأسباب كثيرة".

وكان مقدسي غادر دمشق في الثالث من ديسمبر/كانون الأول الماضي من دون أن تعرف وجهته. وتردد أن سبب ابتعاده ضغوط تعرض لها من محيطين بالرئيس السوري، في حين ذكرت مصادر قريبة من السلطات أنه في "إجازة لمدة ثلاثة أشهر".

ولم يحدد مقدسي مكان إقامته الحالي، مكتفيا بالقول إنه استقر منذ مغادرته "لدى إخوان لنا من الشرفاء ممن يساعدون الشعب السوري على تجاوز محنته الإنسانية بدون تمييز". ونفى أن يكون قد زار الولايات المتحدة أو أي دولة أوروبية.

ومقدسي هو مسيحي من دمشق. وكان في لندن حيث أعد أطروحة الدكتوراه عن الإعلام خلال عمله في السفارة السورية، عندما استدعي إلى دمشق بعد اندلاع الاحتجاجات المطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد منتصف مارس/آذار 2011.

المصدر : وكالات