مهلة المحتجين بالرمادي تنتهي دون استجابة الحكومة
وقد تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي صورة لشقيق العلواني تم تصويرها من قبل أحد أفراد القوات الأمنية لحظة مقتله تُظهر تناقضاً واضحا مع الرواية الرسمية للسلطات الأمنية التي أعلنت أن شقيق العلواني فارق الحياة في المستشفى.
وتُظهر الصورة قيام أحد أفراد القوات الأمنية بالدعس بحذائه على وجه شقيق العلواني وهو مضرج بالدماء وملقى على الأرض.
وتحدثت مصادر بالمدينة عن أن حشودا عسكرية وصفتها بـ"الضخمة" تقوم بمحاصرة ما يسميها المعتصمون "ساحة العزة والكرامة" التي أنشئت قبل أكثر من عام للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين والتوقف عن الاستهداف الطائفي من قبل الحكومة للعراقيين، على حد قولهم.
دعوة الصدر
من جهته، دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الجيش العراقي إلى محاربة ما سماه الإرهاب والميليشيات الحكومية وليس محاربة معارضي رئيس الوزراء نوري المالكي. وقال الصدر في كلمة وجهها للجيش إن على الجيش ألا يوجه عملياته إلى المدنيين والعزل أو المعارضين للحكم وفق الأطر الديمقراطية، بحسب تعبيره.
وخرجت مظاهرة في الفلوجة جابت شوارع المدينة، ونددت بسياسة المالكي الذي هدد بحرق خيام المعتصمين في ساحات المدن المنتفضة, خصوصا مدينة الرمادي.
كما دعا المتظاهرون إلى إطلاق سراح العلواني فورا, وفتح تحقيق بحادثة اقتحام منزله, وقتل عدد من أفراد حمايته، من بينهم شقيقه.
وإثر ذلك فرضت قيادة شرطة محافظة الأنبار حظرا للتجوال ابتداء من صباح اليوم وحتى إشعار آخر بمدينتي الفلوجة والرمادي على خلفية الاشتباكات المسلحة التي أعقبت اعتقال النائب العلواني.
من جانب آخر، قال شهود عيان إن ثلاثة قذائف سقطت اليوم على مقر اللواء الثامن للجيش العراقي الذي يقع غرب مدينة الرمادي، لكن لم يعرف حتى الآن حجم الخسائر التي نجمت عن القصف.
وفد برلماني
وفور اعتقال العلواني الذي نشرت صورة له على الصفحة الرسمية لقوات العمليات الخاصة في موقع فيسبوك بدا فيها وكأنه تعرض للضرب قرر رئيس البرلمان أسامة النجيفي إرسال وفد برلماني إلى الأنبار للتحقيق في ملابسات القضية.
وندد النجيفي -في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي- باعتقال العلواني، ووصف ذلك بأنه سابقة خطيرة وانتهاك للدستور العراقي نظرا لتمتع النائب بالحصانة البرلمانية.
وكان المالكي هدد أمس الجمعة بحرق خيم الاعتصام بالرمادي، معتبرا أنها أصبحت أوكارا لتنظيم القاعدة. وقال إن الصلاة الموحدة التي أقيمت فيها أمس هي الأخيرة، بعد توعده الأحد الماضي باستخدام القوة المسلحة لإنهاء الاعتصامات، ومنح المشاركين فيها "فترة قليلة جدا" للانسحاب منها قبل أن تتحرك القوات المسلحة لإنهاء الاعتصام.
وبدأت تحذيرات المالكي عقب مقتل قائد الفرقة السابعة في الجيش مع أربعة ضباط آخرين وعشرة جنود أثناء اقتحامهم معسكرا لتنظيم القاعدة غرب محافظة الأنبار التي تشهد منذ ذلك الحين عمليات عسكرية تستهدف معسكرات للقاعدة.
وأطلق المالكي على العملية اسم "ثأر القائد محمد"، في إشارة إلى اللواء الركن محمد الكروي الذي قتل في هجوم 21 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
غير أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام التابع للقاعدة ذكر في بيان اليوم أن العملية لم تؤثر في مقاتليه، وسرد البيان 16 هجوما نفذه التنظيم على أهداف تابعة لقوات الأمن خلال الأيام القليلة الماضية.