إخوان مصر يدعون الجيش "للتوبة" والاعتذار

An Egyptian military bulldozer moves in as smoke billows from a burning tent in Cairo's Al-Nahda square after Egyptian security forces dispersed supporters of Egypt's ousted president Mohamed Morsi (portrait) in two huge protest camps in the Egyptian capital by force on August 14, 2013. The operation began shortly after dawn when security forces surrounded the sprawling Rabaa al-Adawiya camp in east Cairo and a similar one at Al-Nahda square, in the centre of the capital.
undefined

وجهت جماعة الإخوان المسلمين في مصر اليوم الأحد رسالة إلى من سمتهم "رجال الجيش المصري الشرفاء" طالبتهم فيها بـ"التوبة" عما سمتها الجرائم التي ارتكبت بحق المواطنين، مضيفة أن من شروط التوبة "الندم على ارتكاب الجريمة، والعزم على عدم العودة إليها".

وطالبت الجماعة -في الرسالة المنشورة على موقعها الإلكتروني- الجيش بالاعتذار لشعب مصر حتى يستطيع الشعب القضاء على الانقلاب العسكري، واستعادة "إرادته وسيادته وشرعيته"، وذلك في إشارة إلى انقلاب 3 يوليو/تموز الماضي الذي أطاح بالرئيس محمد مرسي.

وأشارت الرسالة إلى ضرورة إبعاد المؤسسة العسكرية عن الحياة السياسية التي تقوم على المبادئ الديمقراطية والمنافسة بين الأحزاب وتداول السلطة وحرية الرأي والتعبير، وعلى الانتخابات، وهو ما يتناقض مع الحياة العسكرية التي تقوم على الأمر والنهي وعلى طاعة القائد وعلى استعمال السلاح وعلى التدريب على القتال والقتل.

واستطردت "الجيش هو ملك للشعب كله وليس لحزب من الأحزاب، ووظيفته حماية الشعب كله وليس فصيلا من فصائله، لهذه الأسباب كلها كان واجبا على الجيوش وليس جيشنا فحسب أن تبتعد عن السياسة وتتركها لأهلها".

وأكدت الجماعة أنه كما لا يجوز للجيش أن يقتحم الحياة المدنية السياسية، فإنه لا يجوز لحزب أو جماعة سياسية أن تستقوي بالجيش أو تحرضه على خصومها السياسيين "لأن ذلك يدمر كل قواعد الديمقراطية والحياة المدنية ويحول الدولة إلى معسكر كبير يدار إدارة ديكتاتورية".

للمزيد اضغط هنا للدخول إلى صفحة مصر
للمزيد اضغط هنا للدخول إلى صفحة مصر

عواقب الانقلاب
وأشارت الرسالة إلى أن الانقلابات العسكرية كانت رائجة في أزمنة سابقة، إلا أنها أصبحت مرفوضة تماما الآن بعد انتشار وثائق حقوق الإنسان، والإقرار بسيادة الشعوب، ودللت الرسالة على ذلك بموقف الاتحاد الأفريقي من انقلاب مصر.

وأوضحت أن الاتحاد الأفريقي جمد عضوية مصر، وأن دولة جنوب أفريقيا رفضت استقبال أي شخص محسوب على الانقلاب للعزاء في وفاة الرئيس الراحل نيلسون مانديلا، واستقبلت عضوا مصريا في مجلس الشعب السابق معارضا للانقلاب للقيام بواجب العزاء، حسب قولها.

ولفتت إلى وجود العديد من الدول خارج أفريقيا لها الموقف نفسه من الانقلاب، مشيرة إلى انسحاب ممثلي 122 دولة عندما ألقى وزير خارجية مصر كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وتساءلت الجماعة في رسالتها -التي قالت إنها تخاطب الضمير الديني والإنساني والوطني لشرفاء الجيش- "هل ما فعلتموه هو دوركم ووظيفتكم؟ هل يشتري الشعب السلاح ويوفر لكم ما تحتاجونه من عتاد ومؤن وتدريب كي تقتلوه؟".

وتابعت الرسالة "إذا كان الدافع للانقلاب على الشرعية وقتل المواطنين السلميين الأبرياء هو تحقيق أحلام كبير الانقلابيين للوصول إلى كرسي الحكم، وهو ما صرح به ونشر في التسريبات التي أذيعت في قناة الجزيرة، وتحقيق المصالح الشخصية لكبار معاونيه، فهل من الوطنية تقديم المصالح الخاصة على المصلحة العامة للشعب والوطن؟".

وخاطبت الرسالة من أسمتهم شرفاء الجيش قائلة "إنكم عندما تقتلون المواطنيين الذين هم إخوانكم وأبناؤكم لا تقتلون أشخاصا فحسب، ولكنكم تقتلون مصر ذاتها، تقتلون حاضرها ومستقبلها، تقتلون استقرارها وآمالها".

وفي ما يتعلق بالحراك الشعبي والطلابي المستمر منذ ستة أشهر، قالت الرسالة "إن القضية الآن لم تعد قضية الإخوان المسلمين، ولكنها أصبحت قضية شعب يناضل من أجل حريته وكرامته وسيادته وتصحيح أوضاع دولته، واحترام كل فئة لتخصصها ودورها، وإيقاف العدوان على حقوقه حتى تستطيع الدولة أن تنهض وتتقدم بعد أن تقضي على الفساد، وتعيش كما تعيش الدول المحترمة".

المصدر : الجزيرة