الصقيع يقتل نازحين ولاجئين سوريين بالداخل والجوار

A man walks with a hammer after fixing plastic covers on tents in the snow-covered makeshift refugee camp of Terbol near the Bekaa Valley town of Zahleh in eastern Lebanon on December 11, 2013. Lebanese authorities are mobilising to help Syrian refugees living in makeshift camps during winter, as storm "Alexa" brings several days of rain, snow and a steep drop in
undefined

ارتفعت الخميس حصيلة الوفيات، العديد منهم من الأطفال، بين السوريين النازحين في بلادهم واللاجئين في بلدان مجاورة مثل تركيا ولبنان بسبب العاصفة الثلجية التي تضرب المنطقة، والتي دفعت آلافا منهم إلى توجيه نداءات لإغاثتهم.

وتوفي 12 طفلاً سوريا، منهم عشرة في حلب، وأحدهم لم يتجاوز شهره السادس، نتيجة البرد القارس الذي نجم عن العاصفة الثلجية إليكسا.

وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن ستة أطفال حديثي الولادة وسيدة مسنة توفوا في مخيمات النزوح واللجوء بسوريا وتركيا، منهم أربعة أطفال توفوا في مخيم للنازحين في بلدة جرابلس قرب مدينة منبج بمحافظة حلب قرب الحدود مع تركيا.

وتابعت أن الطفلين الآخرين توفيا في مخيم "أورفة 1" في تركيا جراء البرد واستمرار انقطاع الكهرباء، مشيرة كذلك إلى وفاة سيدة مسنة في مخيم الجولان بإدلب إثر انهيار خيام تحت الثلج.

وكان الائتلاف الوطني السوري أشار بدوره إلى وفاة الطفل الرضيع بحلب بسبب البرد، إلى جانب وفاة  طفلة في الرستن بحمص. وقد نشر ناشطون شريطا مصورا لها على الإنترنت. وذكرت تقارير أن لاجئين سوريين اثنين توفيا في لبنان بسبب البرد أيضا.

وزادت العاصفة الثلجية "أليكسا" -التي يتوقع أن تستمر في دول المنطقة حتى نهاية هذا الأسبوع- من صعوبة أوضاع أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ سوري في البلدان المجاورة، في ظل عدم توفر وسائل التدفئة الضرورية، خاصة بالنسبة إلى المقيمين في المخيمات التي توصف بالعشوائية.

وتجتاح العاصفة أنحاء سوريا ولبنان مصحوبة برياح عاتية مع هبوط شديد في درجات الحرارة، وهي تمثل بداية ثالث شتاء منذ اندلاع الثورة في مارس/آذار 2011.

صيحة فزع
وفي لبنان، أطلق آلاف اللاجئين السوريين في مخيم عرسال اللبناني صرخة استغاثة بعد تردي الأحوال الجوية وارتفاع معدل تساقط الثلوج.

ونقل مراسل الجزيرة شكوى اللاجئين في مخيم عرسال اللبناني من عدم تلقيهم أي نوع من المساعدات لافتقارهم إلى التصاريح الأمنية، وهو ما يعانيه لاجئون سوريون في مخيمات مماثلة بسهل البقاع.

وأضيفت إلى الوضع الإنساني -المتدهور أصلا في ظل قلة الغذاء والدواء- قسوة الأحوال الجوية، ليتفاقم وضع ملايين النازحين في عشرات المدن السورية، وفي مخيمات اللجوء على الحدود في لبنان وتركيا والأردن.

وحذرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من أن كارثة تواجه النازحين واللاجئين السوريين بسبب البرد، وقالت إنها سترسل إليهم مزيدا من المساعدات. وكانت المفوضية ذكرت في وقت سابق أنها سترسل طائرات محملة بالمواد الغذائية والمساعدات الأخرى من العراق إلى المناطق الكردية في شمال سوريا تحديدا.

وفي بيروت، أبلغ رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس بأن لبنان يشعر بالخيبة من المجتمع الدولي لأنه تجاهل مساعدته في مواجهة تدفق اللاجئين السوريين إليه.

مساعدات عاجلة
وبدأت وكالات تابعة للأمم المتحدة بنقل إمدادات محدودة إلى سوريا من العراق ولبنان، لكنها لم تنقل إمدادات من تركيا بسبب رفض سلطات دمشق. وأكد دبلوماسي غربي أنه تم التخطيط لتنفيذ عملية مشتركة بين مفوضية اللاجئين وبرنامج الأغذية العالمي برا، لكن تعذر ذلك.

وأوضح مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين، أمين عوض، أن مدينتي الحسكة والقامشلي السوريتين ستستقبلان أغذية ومواد إغاثة مع حلول الشتاء.

وذكر أن عدد من يحتاجون للمساعدة في الحسكة وحدها يتراوح بين خمسين وستين ألفا، بينما أبرز المتحدث باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أن الشحنة التي ستشرع المفوضية في إرسالها تبلغ 285 طنا.

وتقدر مفوضية اللاجئين عدد النازحين بسوريا بحوالي 6.5 ملايين شخص، واللاجئين إلى الدول المجاورة بأكثر من 2.3 مليون.

المصدر : الجزيرة + وكالات