الصقيع يضرب الشرق الأوسط

ضربت موجة صقيع دولا عديدة في منطقة الشرق الأوسط، حيث تتأثر سوريا ولبنان والأردن ومصر وإسرائيل وتركيا والضفة الغربية وقطاع غزة بعاصفة ثلجية ترافقها أمطار غزيرة وتدني كبير في درجات الحرارة، كانت أكبر آثاره على اللاجئين السوريين.

وقد عُطل عمل الوزارات في الأراضي الفلسطينية وأعلنت السلطات الأردنية تعطيل الدراسة في كامل أنحاء المملكة الأردنية. .

وأصدر رئيس الحكومة الفلسطينية رامي الحمد لله صباح اليوم الخميس قرارا بتعطيل العمل في جميع الوزارات والمؤسسات الحكومية العاملة في الأراضي الفلسطينية بسبب سوء الأحوال الجوية.

ونقلت وكالة "معا" الإخبارية الفلسطينية المستقلة عن مصادر حكومية أن "الحكومة قررت التعطيل اليوم باستثناء وزارة الصحة والطوارئ وكل الأقسام الأخرى التي تقدم مساعدات مباشرة للمواطنين في هذه الظروف الجوية السائدة". وطبقا للمصادر فإن الحمد لله دعا الفلسطينيين إلى الالتزام بالإرشادات واللوائح التي تصدر من الجهات المختصة حول كيفية التعامل مع الظروف الجوية الماطرة والعاصفة.

وفي العاصمة الأردنية عمان، قررت السلطات الأردنية أمس الأربعاء تعطيل الدراسة بالجامعات والمدارس في كامل أنحاء المملكة نظرا لسوء الأحوال الجوية، حسبما أفاد مصدر رسمي.

وذكرت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) أن رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور أعلن في جلسة بمجلس النواب الأردني أمس الأربعاء "عن تعطيل الجامعات والمدارس الحكومية والخاصة يوم غد الخميس، نظرا للظروف الجوية التي تسود المملكة، وحرصا على سلامة الطلبة، ولتوفير الظروف والاجواء المناسبة للجهات المعنية للتعامل مع الحالة الجوية".

ونقل المصدر نفسه عن المركز الإعلامي الأمني في مديرية الأمن العام أن حالة الطرق في الأردن تبقى سالكة رغم تساقط غزير للأمطار وتساقط خفيف للثلوج.

رؤية شبه معدومة
وأشار المصدر إلى "أمطار كثيفة ورؤية شبه معدومة" في جرش شمال المملكة، وثلوج كثيفة في بعض مناطق معان جنوبا، وإلى "ضباب كثيف ومدى رؤية عشرة أمتار" في مناطق بعجلون (شمال غرب).

كما أشارت أمانة العاصمة عمان إلى "ارتفاع في منسوب مياه الأمطار بالشوارع الرئيسية" بالعاصمة، وذلك "نتيجة غزارة هطول الأمطار بشكل متواصل وفي مدة زمنية قصيرة، مما يتسبب عادة بتأخر تصريفها".

وكانت عاصفة ثلجية قد ضربت مناطق بفلسطين ولبنان وسوريا والأردن أمس الأربعاء، وقال مدير مكتب الجزيرة في رام الله وليد العمري إن موجة البرد تشمل كل فلسطين بما فيها الأراضي المحتلة عام 1948.

وأضاف أن درجات الحرارة ستنخفض ليلا لما دون الصفر، مشيرا إلى أن هذه الموجة التي تشمل هبوب رياح قوية بسرعة تفوق أحيانا المائة كيلومتر في الساعة ستستمر في الأيام القليلة القادمة.
كما أشار إلى أمطار غزيرة في مختلف المناطق الفلسطينية بما فيها قطاع غزة حيث تدفقت المياه إلى بعض المنازل.

و قال مراسل الجزيرة أحمد جرار أمس الأربعاء إن أمطارا غزيرة هطلت في مناطق البلاد، مما أدى إلى غمر بعض الشوارع، وحدوث اختناقات مرورية في الشوارع الرئيسية بعدد من المدن.

وشكا مواطنون أردنيون من تشكل برك مائية وتعطل في بعض الإشارات المرورية نتيجة هطول الأمطار بشكل غزير في شوارع عامة، مما أدى إلى تعطل السير في كثير من المناطق.

وأضاف جرار أن عددا من الوزارات والمؤسسات العامة من بينها وزارة البلديات وجهاز الدفاع المدني أعلنت حالة الاستنفار، مشيرا إلى أن الأمطار كشفت عيوبا في البنية التحتية.

ويشمل المنخفض الجوي أيضا لبنان حيث تساقطت كميات من الثلوج في بعلبك ومدن أخرى بسهل البقاع شرقي البلاد، وفي بلدة عرسال الحدودية التي لجأ إليها مؤخرا آلاف اللاجئين السوريين الفارين من القصف والمعارك في منطقة جبال القلمون.

وفي فلسطين تساقطت الثلوج منذ ساعات الصباح الباكر في القدس ورام الله وبيت لحم والخليل ونابلس التي غطتها طبقة ثلج من عدة سنتيمترات، بحسب ما أفاد خبراء الأحوال الجوية.

وفي إيران، تضرب العاصفة الثلجية غرب البلاد وأدت إلى عزل مئتي قرية في محافظة كردستان.
وهطلت أمطار غزيرة شمال صحراء سيناء المصرية ما أدى إلى إنقطاع التيار الكهربائي وإغلاق المرافئ، كما قالت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية.

كما هطلت ثلوج كثيفة فوق المناطق الحدودية لتركيا مع سوريا. وقال مسؤول تركي لوكالة الصحافة الفرنسية إن "الإجراءات اللازمة" أتخذت لمساعدة حوالى مئتي الف لاجئ سوري.

وقال مراسل الجزيرة إن البرد زاد من معاناة اللاجئين بعرسال، مشيرا إلى انخفاض حاد لدرجات الحرارة.

وكانت القلمون من بين مناطق في سوريا تشهد منذ يوم أمس تساقطا للثلوج في ظل المنخفض الجوي الذي سيستمر أياما. وسجل تساقط الثلوج في مناطق بسوريا بينها ريف دمشق وحلب وحمص، مما فاقم معاناة السكان والنازحين الذين يواجهون منذ شهور نقصا حادا في الغذاء فضلا عن انقطاع الكهرباء في أغلب الأحيان.