اتفاق ثلاثي لربط البحر الأحمر بالميت

Israeli Regional Development Minister Sylvan Shalom
undefined

وقعت كل من الأردن وإسرائيل والسلطة الفلسطينية اتفاقا لربط البحرين الأحمر والميت، في خطوة ذات آثار اقتصادية مباشرة، لكن مراقبين اعتبروها "لعبة سياسية"، فيما وصفتها إسرائيل بـ"الحدث التاريخي الذي يحقق حلم هرتسل"، وهاجمها مناصرو البيئة.

ووقع الاتفاق في مقر البنك الدولي في واشنطن كل من وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي سيلفان شالوم، ووزيرا المياه الفلسطيني شداد العتيلي، والأردني حازم الناصر، ويقوم على ربط البحرين الأحمر والميت بأربعة أنابيب لإنقاذ الأخير من الجفاف، وإقامة محطة تحلية عملاقة للمياه في مدينة العقبة بالأردن، لتوزيعها على الأطراف الثلاثة.

وفيما قال شالوم إن التوقيع على الاتفاق يعد "حدثا تاريخياً بامتياز"، وإن من شأنه أن يحقق حلم تيودور هرتسل -الأب الروحي للحركة الصهيونية- اعتبر وزير المياه في السلطة الفلسطينية شداد العتيلي أن الاتفاق أظهر "أننا نستطيع العمل معا على رغم مشاكلنا السياسية".

إن التوقيع على الاتفاق يعد حدثا تاريخياً بامتياز، ومن شأنه أن يحقق حلم تيودور هرتسل، الأب الروحي للحركة الصهيونية

وبموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه بعد 11 عاما من المفاوضات، سيتم إقامة نظام للضخ في خليج العقبة في أقصى شمال البحر الأحمر، لجمع حوالى مائتي مليون متر مكعب من المياه سنويا، على أن يتم نقل جزء من كميات المياه هذه باتجاه البحر الميت، وهو بحر مغلق فيه تركيز كبير بالملح ويواجه خطر الجفاف بحلول العام 2050.

كما ينص الاتفاق على تحلية جزء آخر من المياه التي يتم ضخها من البحر الأحمر، وتوزيعها في إسرائيل والأردن والأراضي الفلسطينية، للاستجابة لحاجات المنطقة التي تعاني شحا في المياه، كما وافقت إسرائيل على تقديم كميات إضافية من المياه من بحيرة طبريا لصالح الأردن، وفق ما أعلن البنك الدولي.

وبحسب إطار ثالث للاتفاق، وافقت إسرائيل على بيع السلطة الفلسطينية كميات إضافية من المياه تتراوح بين عشرين وثلاثين مليون متر مكعب سنويا من المياه المحلاة.

وقالت إنجر أندرسن -نائبة رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا- في بيان "يسعدني أن المشاركة الطويلة الأجل من جانب البنك الدولي ساهمت في تسهيل هذه الخطوة التالية من جانب الحكومات الثلاث، والتي ستعزز إمدادات المياه المتاحة وتساهم في توفير مياه جديدة من خلال عملية التحلية".

ولم يذكر البنك الدولي تكلفة المشروع أو من سيدفعها، غير أن مدير مكتب الجزيرة في رام الله وليد العمري قال إن تكلفة المشروع تقدر بما بين 250 و400 مليون دولار، وسينفذ خلال خمس سنوات.


توقيت توقيع الاتفاق يثير التساؤل ما دامت فكرة المشروع قائمة منذ التسعينيات، وهو يحمل رسالة مفادها أن إسرائيل التزمت بكل شيء ولم يبق لها سوى أن تقيم علاقات مائية وبيئية

دلالات سياسية
وبشأن الدلالات السياسية للمشروع في وقت تتعثر فيه المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة بيرزيت باسم الزبيدي، إن توقيت توقيع الاتفاق يثير التساؤل ما دامت فكرة المشروع قائمة منذ التسعينيات، ورأى في ذلك رسالة مفادها أن إسرائيل التزمت بكل شيء ولم يبق لها سوى أن تقيم علاقات مائية وبيئية.

وأضاف الزبيدي للجزيرة أن الفلسطينيين لا حاجة لهم بما سماه الفتات المائي لأن لا قيمة للمياه بدون الأرض، وأشار إلى أن "اللعبة سياسية بامتياز" وأنه بهذا المشروع تمنح إسرائيل الفرصة لفرض أولوياتها كما تريد.

من ناحية أخرى، حذرت منظمات عدة معنية بحماية البيئة من آثار سلبية محتملة لوصول مياه البحر الأحمر على المنظومة البيئية الهشة للبحر الميت.

واتهمت منظمة "أصدقاء الأرض" البيئية سيلفان شالوم بتضليل الرأي العام من خلال عدم الإعلان أن المشروع منفصل تماما عن مشروع أكثر طموحا يدرسه البنك الدولي.

وأكدت المنظمة أن هذا المشروع للربط بين البحرين "ضخم ويطال ملياري متر مكعب من المياه التي تصب من البحر الأحمر في اتجاه البحر الميت، فضلا عن إقامة منشآت للتحلية قرب البحر الميت وإنتاج الكهرباء بالطاقة المائية عبر استخدام الفرق في المستوى بين البحرين".

المصدر : الجزيرة + وكالات