المقدسي يدعو لمناصرة الإخوان في "نكبتهم"

الإفراج عن ابو محمد المقدسي من قبل السلطات الأردنية
undefined
 
محمد النجار-عمان
 
دعا منظر التيار السلفي الجهادي عصام البرقاوي الشهير بأبي محمد المقدسي إلى مناصرة جماعة الإخوان المسلمين في ما سماه بنكبتها التي تعيشها بمصر، مستنكرا بشدة الهجوم عليها من بعض أبناء التيار.

وجاء في رسالة مطولة وجهها المقدسي -المعتقل في الأردن- لأبناء التيار وحملت عنوان "الإنصاف حلة الأشراف" -سربت من داخل سجنه وحصلت الجزيرة نت على نسخة منها- أنه تألم كثيرا "لتناول بعض إخواننا للإخوان المسلمين في بياناتهم وكتاباتهم وخطاباتهم، بالطعن والثلب والتحقير، في وقت نكبتهم وابتلائهم وتسلط النظام في مصر عليهم".

وأشار المقدسي إلى أن هذا الموقف يجعل "إخواننا هؤلاء يبدون كالمصطفّين بغير قصد إلى صف الظالمين والطواغيت والمرتدين في هجمتهم على كل ما يمت إلى الإسلام بصلة"، وقال إنه ساءه أكثر عدم الإنصاف في "تلكم الكلمات والبيانات التي جعلت الإخوان أشر من العلمانيين والمرتدين من الانقلابيين، وحكمت عليهم بأنهم من جملة الطواغيت".

لا نكفرهم
وجاء في الرسالة أيضا "فلتعلم الدنيا كلها أننا لا نكفّر الإخوان المسلمين، بل هم عندنا مسلمون وإن خالفونا في كثير من المسائل بعضها في المنهج والأصول، فلا يجوز أن نعصي الله فيهم وإن عصوه فينا، ولا أن نبهتهم وإن بهتَنا بعضُهم وظلمونا ووصفونا بالإرهابيين أو التكفيريين، فلا نظلمهم وإن ظلمونا، بل نطيع الله فيهم وإن عصوه فينا".

"فلتعلم الدنيا كلها أننا لا نكفّر الإخوان المسلمين، بل هم عندنا مسلمون وإن خالفونا في كثير من المسائل بعضها في المنهج والأصول".

وتابع أنه "ليس من المروءة ولا من الرجولة أن نشمت بمخالفينا من المسلمين في مصابهم، وتسلط أعداء الله عليهم، وانتهاكهم لحرماتهم، فمن عاداهم لإسلامهم الذي يصفه بالمعتدل، هو أشد عداوة لنا ولإسلامنا الذي يصفه بالمتطرف والمتشدد والإرهابي".

وهاجم المقدسي بعض دول الخليج العربي ودول أخرى اتهمها بدعم الانقلاب في مصر، في الرسالة التي رد فيها على بعض رسائل وخطب ومقالات تداولها أبناء التيار على مواقع جهادية هاجمت الإخوان المسلمين في مصر والرئيس المصري المعزول محمد مرسي.

حسم جدل
وقال قيادي بارز في التيار للجزيرة نت -فضل عدم ذكر اسمه- إن رسالة المقدسي جاءت لتحسم جدلا مستمرا بين أبناء التيار حول ما يتعرض له الإخوان المسلمون في مصر.

وتابع أن "كل قيادات التيار متفقة على عدم النيل من الإخوان والتوقف عن مهاجمتهم بل والدعاء إلى الله بأن ينتقم ممن ظلمهم على الرغم من مخالفتنا لهم في قضايا في أصول المنهج ورفضنا لطريقتهم في الاحتكام إلى الدساتير والقوانين الوضعية والقسم باحترام هذه الدساتير التي تشرع من دون الله".

من جهته اعتبر الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية وخاصة السلفية منها بسام ناصر أن رسالة المقدسي ترد بشكل مباشر على المتحدث باسم تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" أبي محمد العدناني.

وأوضح ناصر أن العدناني هاجم في تسجيل صوتي مؤخرا جماعة الإخوان المسلمين ووصفها بأنها "حزب علماني بعباءة إسلامية، بل هم أشر وأخبث من العلمانيين".

وتابع أن "موقف المقدسي لا يمكن قراءته إلا بأنه موقف أخلاقي بامتياز، فهو مع مخالفته للإخوان في قضايا عقائدية وجوهرية، كموقفهم من الديمقراطية، ومشاركتهم في الانتخابات البرلمانية، التي يعتبرها مخالفات شديدة وغليظة، إلا إنه لا يرى من المروءة فتح النار عليهم في هذه الأوقات العصيبة، التي يمرون بها في محنة شديدة، من الملاحقة والاعتقال والتعذيب على أيدي الانقلابيين".

المصدر : الجزيرة