موسكو تقترح استضافة لقاء بين طرفي النزاع بسوريا
كشفت موسكو عن استعدادها لاستقبال لقاء غير رسمي لممثلين عن النظام السوري وآخرين من المعارضة قبل مؤتمر جنيف2 للسلام في سوريا، والذي تعثرت جهود الولايات المتحدة وروسيا لعقده بسبب تباين المواقف بين طرفي الأزمة السورية.
وقالت وكالة إيتارتاس الروسية للأنباء عن ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله إن اقتراح بلاده احتضان محادثات بين ممثلين عن النظام والمعارضة السوريين، لا يستهدف التوصل إلى اتفاق بين الطرفين، بل يسعى أولاً إلى خلق أجواء ملائمة وإتاحة الفرصة لمناقشة المشاكل القائمة قبل عقد مؤتمر جنيف2.
وذكر المسؤول الروسي الذي كان يتحدث على هامش اللقاء الذي جمع المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي أمس بمسؤولين من الأمم المتحدة وروسيا والولايات المتحدة في جنيف، أن عددا من ممثلي المعارضة أبدوا استعدادهم لحضور تلك المحادثات، دون أن يقدم تفاصيل إضافية عن هوية هؤلاء الممثلين. وعبّر ذات المسؤول عن أمله بأن تسهم تلك المفاوضات في تمهيد الطريق نحو مؤتمر جنيف2.
وكان بوغدانوف قد تحدث عن برمجة لقاءات اليوم مع عدد من ممثلي المعارضة السورية، بينها لقاءات منفردة مع كل من رفعت الأسد عمّ الرئيس السوري بشار الأسد ونائبُه السابق، ومنسق هيئة التنسيق السورية في الخارج هيثم منّاع، والقيادي في الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير قدري جميل، ورئيس الاتحاد الوطني الديمقراطي صالح مسلّم.
وجاء الموقف الروسي في ظل تعثر محاولات التوافق على موعد لمؤتمر جنيف2، إذ بينما تشترط المعارضة السورية ممثلة في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة وضع إطار زمني واضح لرحيل الأسد، أكدت دمشق أنها ستذهب إلى جنيف من أجل إطلاق عملية سياسية لا من أجل تسليم السلطة أو تشكيل هيئة حكم انتقالية.
العربي يستغرب
من جانب آخر أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي عن استغرابه لعدم تحديد موعد لعقد مؤتمر جنيف2 خلال اجتماع جنيف أمس، وقال في تصريحات له اليوم "لقد شعرت بالإحباط والتعجب لعدم تحديد هذا الموعد، وكنتُ أتوقع أن تكون نتيجة هذا اللقاء مختلفة".
وحول تفسيره لأسباب عدم تحديد موعد انعقاد المؤتمر، اعتبر العربي أن الحكومة السورية رفعت السقف المتوقع من الذهاب إلى جنيف حين اشترطت من الدول المشاركة القبول بالبيان الختامي لمؤتمر "جنيف1" الذي عقد يوم 30 يونيو/حزيران 2012، "وهو الأمر الذي يعني بدء المرحلة الانتقالية ثم إنشاء هيئة حكومية لها صلاحيات كاملة، وهذا ما فسرته الحكومة السورية في اعتقادي بأنه نقل للسلطة".
وذكر العربي أن موضوع نقل السلطة يتم بالاتفاق والتوافق بين الحكومة والمعارضة، أما الاحتجاج بالقول بأن المعارضة السورية منقسمة "فهذا أمر يحدث في كل المعارضات في العالم، ولكن عندما تواجه بأمر محدد وهو المشاركة في المؤتمر فأنا على يقين بأنها ستشارك وترتب أوضاعها".
وأرجع الأمين العام العربي رفع سقف الحكومة السورية من مؤتمر جنيف2 إلى عدم رغبتها في الالتزام بوثيقة جنيف1.
وعن وجود خطة بديلة في حال عدم تحديد موعد للمؤتمر، قال العربي إن الجامعة العربية لا تملك خططا بديلة، وأكد أن المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي يبذل جهوده لعقد اجتماعات أخرى مع الأطراف المعنية خاصة الروس والأميركان لتحديد هذا الموعد.