انطلاق مؤتمر مصالحة لمناطق جوبا بمقديشو

جانب من مؤتمر المصالحة لمناطق جوبا في العاصمة الصومالية مقديشو
undefined

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 قاسم أحمد سهل-مقديشو

انطلق في العاصمة الصومالية مقديشو الأحد مؤتمر للمصالحة في مناطق جوبا التي تعد أكثر المناطق توترا في الصومال على مدى السنوات العشرين الماضية، فيما اشتكت بعض العشائر في اجتماع لها في مقديشو من توزيع غير عادل في الوفود المشاركة في المؤتمر.

وقد حضر في مناسبة افتتاح المؤتمر إلى جانب الوفود المشاركة من العشائر الصومالية في تلك المناطق، رئيس الوزراء الصومالي عبدي فارح شردون ورئيس إدارة مناطق جوبا الانتقالية أحمد محمد إسلان (أحمد مدوبي) وممثل من بعثة الأمم المتحدة لمساعدة الصومال "أنسوم" وعدد من سفراء الدول الأجنبية المعتمدين في الصومال.

وذكر الناطق باسم الحكومة الصومالية رضوان حاجي عبد الولي في حديث للجزيرة نت أن الحكومة الصومالية تحملت مسؤولية كبيرة لإعداد هذا المؤتمر الذي حظي بمشاركة واسعة من العشائر المختلفة في مناطق جوبا -وفق كلامه- بهدف تطبيق ما اتفق عليه في أديس أبابا بين الأطراف المختلفة والحكومة الفدرالية الصومالية في أواخر أغسطس/آب الماضي.

رئيس إدارة جوبا الانتقالية أحمد محمد إسلان(الجزيرة)
رئيس إدارة جوبا الانتقالية أحمد محمد إسلان(الجزيرة)

وأضاف أن المؤتمر يهدف كذلك إلى إعطاء فرصة لممثلي السكان في مناطق جوبا للتوصل إلى أرضية مشتركة تسمح لهم بحل خلافاتهم والتصالح فيما بينهم وتشكيل إدارة إقليمية خاصة لهم تكون جزءا من مكونات الحكومة الفدرالية الصومالية، وأشار عبد الولي إلى أن المؤتمر سيستمر ثلاثة أيام في مقديشو ثم يستكمل وجهه الثاني في كيسمايو في الشهور المقبلة.

مقاطعة وتفاؤل
غير أن عشائر هبرجدر التي هي من العشائر القاطنة في مناطق جوبا أعربت في اجتماع  عقدته الأحد في مقديشو وشارك فيه سياسيون ونواب من العشائر، عن مقاطعتها للمؤتمر بسبب عدم رضاها عن الأسلوب الذي أعدت به الحكومة الفدرالية الصومالية للاجتماع لا سيما طريقة توزيع الوفود المشاركة فيه التي وصفتها بغير العادلة.

وقال رئيس مجلس عشائر هبرجدر أبوكر الشيخ عثمان للجزيرة نت "منحونا عضوا واحدا من أصل مائتي مشارك وهذا نعده غير عادل ومخالفا للدستور ونظام اقتسام السلطة المتبع ويعقد الوضع المتأزم في مناطق جوبا ولا يجلب لها حلا"، داعيا الحكومة الفدرالية الصومالية إلى تصحيح هذا الأمر بأسرع وقت ممكن.

أما عن الوفود المشاركة فقد اعتبر بعض ممن استطلعت الجزيرة نت آراءهم أن المؤتمر سينجح في أهدافه ويتوصل إلى نتائج إيجابية وأبدوا تفاؤلا كبيرا.

ومن بين هؤلاء جنرال محمد عبد القادر حسن من منطقة جمامي بمحافظة جوبا السفلى الذي قال إن السكان في مناطق جوبا كانوا في حالة حرب مستمرة لمدة 23 سنة وإن الوقت قد حان للحد من القتال.

وأعرب عن أمله بأن تعمل الوفود المختلفة التي تمثل كل العشائر في مناطق جوبا -حسب وصفه- على طي صفحة الماضي من العنف والحرب وبدء صفحة جديدة تقود مناطق جوبا الغنية بالثروات إلى السلام والرخاء.

وقد أبدى محمد سلطان ديقو من مدينة كيسمايو تفاؤلا مماثلا. وقال إن جهود المصالحة التي تمخض عنها اتفاق أديس أبابا قد حقق تقاربا بين العشائر والأطراف المختلفة في مناطق جوبا وأن مؤتمر المصالحة في مقديشو سيجلب للسكان في تلك المناطق مزيدا من التقارب والتفاهم والتعايش بسلام، وأضاف أن الخلاف يتركز أساسا على اقتسام السلطة والثروة وسيحل هذا الأمر في المؤتمر، حسب قوله.

رئيس الوزراء عبدي فارح شردون يلقي كلمة أمام المشاركين بمؤتمر المصالحة (الجزيرة)
رئيس الوزراء عبدي فارح شردون يلقي كلمة أمام المشاركين بمؤتمر المصالحة (الجزيرة)

خارطة طريق
وفي كلمة له أمام الوفود المشاركة في مؤتمر المصالحة قال رئيس الوزراء الصومالي عبدي فارح شردون إن الحكومة الصومالية تأمل من المؤتمرين بلورة خريطة طريق تقود مناطق جوبا في غضون عامين إلى تشكيل إدارة إقليمية تشكل نموذجا يحتذى به في بناء الإدارات الإقليمية الأخرى التي تتشكل ضمن الحكومة الفدرالية الصومالية.

ووعد بأن الحكومة الصومالية ستبذل كل ما بوسعها وتسخر كل إمكانياتها للوقوف بجانب السكان في مناطق جوبا ومساعدتهم في التوصل إلى تفاهم وبناء ثقة تقودهم إلى التعايش يسلام.

من جانبه شدد رئيس إدارة جوبا الانتقالية أحمد محمد إسلان الضرورة على تقديم تنازلات تكون نقطة عبور إلى التقدم والازدهار في مناطق جوبا.

وأشار إلى أن الحرب ليست وحدها هي التي تتطلب الشجاعة بل إن السلام يتطلب شجاعة أكبر، آملا بأن تعود الوفود بعد نهاية المؤتمر إلى مناطقها متكاتفة الأيدي لاستكمال ما تبقى من المصالحة.

ويذكر أن مناطق جوبا في جنوب الصومال تضم ثلاث محافظات هي جوبا السفلى وجوبا الوسطى وجيدو ولا تزال مساحة كبيرة منها في أيدي حركة الشباب المجاهدين.

المصدر : الجزيرة