الإعلان عن توافق قريب ينهي الأزمة بتونس

لقاء بارز بين الغنوشي والعباسي (أقصى اليمين) لبحث مخرج للأزمة في تونس
undefined

أُعلن الليلة الماضية في تونس، أن الأطراف السياسية المتحاورة اقتربت من الاتفاق على تشكيل حكومة محايدة تشرف على الانتخابات القادمة وإقرار مشروع الدستور، بما ينهي الأزمة القائمة منذ الصيف الماضي.

وقالرئيس حركة النهضة، راشد الغنوشي، التي تقود الائتلاف الحاكم إثر اجتماع لست ساعات مع الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، حسين العباسي، إن التوافق بات أقرب من أي وقت مضى.

وامتنع الغنوشي عن الإفصاح عن المرشح الذي قد يكون تم الاتفاق عليه لترؤس الحكومة، التي ستدير البلاد حتى الانتخابات التشريعية والرئاسية القادمة.

من جهته, قال العباسي، إنه لم يحصل بعد اتفاق نهائي على كل القضايا, لكنه أشار بدوره إلى قرب التوافق بين الأغلبية والمعارضة. وأضاف أنه سيتم في كل الأحوال الإعلان بعد غد الاثنين عن استئناف الحوار الوطني الذي عُلّق في وقت سابق من هذا الشهر.

وكان الحوار الوطني قد بدأ نهاية أكتوبر/تشرين الماضي على قاعدة "خريطة طريق"، عرضها الاتحاد العام التونسي للشغل وثلاث منظمات أخرى, وتنص على استقالة الحكومة الحالية برئاسة علي العريّض, واستبدالها بحكومة محايدة, والانتهاء من الدستور في أجل لا يتعدى أربعة أشهر.

بيد أنه عُلق في الخامس من هذا الشهر لإتاحة مزيد من الوقت للأحزاب المشاركة في الحوار، للاتفاق على المرشح لرئيس الحكومة وفق ما قال حينها اتحاد الشغل.

وأيدت حركة النهضة والجزء الأكبر من الأغلبية وكذلك الحزب الجمهوري المعارض، ترشيح الوزير الأسبق أحمد المستيري للمنصب, في حين يدعم جزء من المعارضة ترشيح وزيرين سابقين أيضا هما محمد الناصر وجلول عياد.

يُشار إلى أن الأزمة السياسية الحالية بدأت إثر اغتيال النائب المعارض محمد البراهمي في 25 يوليو/تموز الماضي، حيث باتت المعارضة تطالب منذ ذلك الوقت بحل الحكومة الحالية, كما طالبت بحل المجلس التأسيسي (البرلمان) قبل أن تتراجع لاحقا عن المطلب الثاني.

وأعلن نواب المعارضة المنسحبون أمس، أنهم سيستأنفون -الاثنين- عملهم في المجلس التأسيسي، الذي يسعى لتشكيل هيئة مستقلة للانتخابات, وحسم نقاط الخلاف الأخيرة في مشروع الدستور.

وجاء إعلان نواب المعارضة عن عودتهم بعد مشاروات مع "الرباعي" الراعي للحوار, وبعد تراجع نواب النهضة وآخرين من الأغلبية عن تعديلات أدخلت مؤخرا على النظام الداخلي للمجلس التأسيسي لإسراع وتيرة العمل فيه.

لقطة من مواجهات الأربعاء بسليانة (الفرنسية)
لقطة من مواجهات الأربعاء بسليانة (الفرنسية)

مواجهات واعتقالات
على صعيد آخر, اعتقلت الشرطة التونسية أمس عشرة أشخاص إثر مواجهات في حي الانطلاقة الشعبي غرب العاصمة.

واندلعت المواجهات بُعيد منع الشرطة سلفيين، من تنظيم مسيرة إلى مقر المجلس التأسيسي، احتجاجا منهم على ما يصفونه بالاعتقالات التعسفية في صفوفهم على إثر العمليات المسلحة المتفرقة التي شهدتها البلاد في الأشهر القليلة الماضية.

وقالت الشرطة إنها أقنعت السلفيين بعدم تنظيم المسيرة, مؤكدة أن من شاركوا في المواجهات من المنحرفين.

وأثناء المواجهات التي انتهت في المساء بعد وصول تعزيزات أمنية, تم حرق إطارات مطاطية, ورشق قوات الأمن بالحجارة.

وتأتي المواجهات في حي الانطلاقة بعد أيام من أعمال العنف، التي وقعت في مدينتي سليانة (شمال غرب) وقفصة (جنوب غرب)، أثناء إضرابين عامين دعا إليهما اتحاد الشغل.

وأصيب عشرات من أفراد الأمن خلال تصديهم لمشاغبين هاجموا مقار أمنية, في حين تم حرق مقرين لحركة النهضة وحزب المؤتمر من أجل الجمهورية المشاركين في الائتلاف الحاكم.

وأدانت وزارة الدفاع التونسية أمس اعتداء متظاهرين على وحدة من الجيش كانت مكلفة بحماية مقر محافظة قفصة الأربعاء الماضي, وقالت إن النيابة العسكرية تعهدت بفتح تحقيق قضائي لملاحقة المسؤولين عن الاعتداء.

المصدر : الجزيرة + وكالات