51 قتيلا بالعراق نصفهم بإعدامات جماعية

ارتفعت حصيلة التفجيرات والقتل في العراق أمس الجمعة إلى 51 قتيلا، سقط نصفهم في عمليات إعدام جماعية، في حين حذر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر من أن مستقبل بلاده كدولة موحدة ومستقلة يواجه الخطر بسبب ما اعتبره العداء الطائفي بين السنة والشيعة.

فقد عثرت الشرطة العراقية على سبع جثث لعمال بناء يعملون في المدينة الرياضية بحي القادسية في تكريت شمالي بغداد.

وقال ضابط في الشرطة برتبة رائد إن بعض الجثث مقطوعة الرأس لعمال جرى اختطافهم من موقع عملهم الليلة الماضية، وجميعهم دون الثلاثين من العمر.

كما تم العثور على ثلاث جثث تعود لنساء في شرق بغداد تحمل آثار تعذيب ورصاص في الرأس، وفق ما أفاد مسؤولون رجحوا أن يكون الضحايا قتلنَ أمس الجمعة.

وفي وقت سابق الجمعة أيضا عثرت الشرطة العراقية على 18 جثة شمال بغداد بعدما قامت مجموعة مسلحة ترتدي زي الأمن باختطافهم الليلة الماضية. ومن بين القتلى ضابط في الجيش وأربعة عناصر من الشرطة واثنان من زعماء العشائر، اختطفوا من منازلهم في منطقة الطارمية شمال العاصمة.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن عقيد في الشرطة أن "مسلحين مجهولين يرتدون زي قوات الأمن ويستقلون سيارات عسكرية قاموا باختطاف 18 شخصا بذريعة الاعتقال لدواع أمنية من منازلهم في قرية مجبل في منطقة الطارمية". وأضاف أن الأهالي عثروا على جثث الضحايا مقتولة بالرصاص وملقاة في مزرعة قريبة من قريتهم.

كما أكد ضابط برتبة ملازم أول في شرطة الطارمية مقتل 18 بينهم ضابط برتبة رائد في الجيش وأربعة من عناصر الشرطة واثنان من زعماء العشائر، بعد اختطافهم على يد مسلحين بعد منتصف الليلة الماضية.

واتهم مسؤول كبير في الشرطة العراقية -رفض ذكر اسمه لوكالة رويترز- تنظيم القاعدة بالوقوف وراء الهجوم، وأضاف أنه وقع اختيار الجناة على الضحايا لأنهم يعتبرونهم من أنصار الحكومة العراقية.

‪تقرير أممي قال في سبتمبر/أيلول الماضي إن عدد قتلى العراق هذا العام نحو سبعة آلاف‬ تقرير أممي قال في سبتمبر/أيلول الماضي إن عدد قتلى العراق هذا العام نحو سبعة آلاف (الفرنسية)
‪تقرير أممي قال في سبتمبر/أيلول الماضي إن عدد قتلى العراق هذا العام نحو سبعة آلاف‬ تقرير أممي قال في سبتمبر/أيلول الماضي إن عدد قتلى العراق هذا العام نحو سبعة آلاف (الفرنسية)

حوادث أخرى
من جهة أخرى، قتل عشرة في هجمات أخرى متفرقة. ففي بغداد قال ضابط برتبة عقيد في الشرطة إن انفجار عبوة ناسفة في سوق لبيع الأغنام في منطقة النهروان أدى إلى مقتل اثنين وإصابة أربعة بجروح، وأضاف أنه قتل شخص وأصيب خمسة بجروح جراء انفجار عبوة ناسفة وسط سوق في منطقة أبو غريب.

وقتل أحد العاملين في وزارة البيئة بانفجار عبوة لاصقة على سيارته الخاصة في منطقة الإسكان شمال بغداد.

وفي بعقوبة (60 كلم شمال بغداد) قال ضابط شرطة إن انفجار عبوتين ناسفتين بعد منتصف ليل الخميس في حي الكاطون وسط المدينة أدى إلى مقتل شخصين وإصابة ستة -بينهم امرأة- بجروح.

وأضاف أن مسلحين مجهولين اغتالوا شخصا أمام منزله في قضاء الخالص شمال بعقوبة، كما أطلق مسلحون مجهولون النار من أسلحة رشاشة على مدنييْن أثناء وجودهما داخل أحد المحال التجارية بناحية أبي صيدا، فقتلوهما في الحال.

وفي السعدية قال ضابط برتبة مقدم في الشرطة إن مسلحين مجهولين اغتالوا شخصين قرب منزلهما في السعدية (100 كلم شمال بعقوبة)، وأكد مصدر في الطب العدلي حصيلة الضحايا.

وفي الموصل (350 كلم شمال بغداد)، قال ضابط في الشرطة برتبة نقيب إن مسلحين مجهولين اغتالوا رجلا وزوجته وأصابوا ابنتهما بجروح بعد مهاجمتهم داخل منزلهم في قضاء سنجار.

وفي كركوك أصيب أربعة عسكريين -بينهم ضابط برتبة ملازم- بانفجار عبوة ناسفة لدى مرور دوريتهم في منطقة الحويجة إلى الغرب من كركوك (240 كلم شمال بغداد)، وفقا لمصادر أمنية وطبية.

كما خُطف نجل مدير الوقف الشيعي في كركوك حبيب سمين ديدار على يد مسلحين مجهولين لدى مروره بجنوب المدينة.

وأدت الهجمات اليومية خلال الأسبوع الماضي في عموم العراق إلى مقتل نحو مائتين، في حين قتل قرابة سبعة آلاف شخص منذ بداية العام الجاري. وتأتي الهجمات الأخيرة مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية المقررة في الثلاثين من أبريل/نيسان المقبل.

الصدر حذر من أن مستقبل العراق يواجه الخطر(رويترز-أرشيف)
الصدر حذر من أن مستقبل العراق يواجه الخطر(رويترز-أرشيف)

مظاهرات وتحذير
من جانب آخر شهدت ست محافظات عراقية صلوات موحدة ومظاهرات في جمعة شعارها "ماضون رغم إرهابكم".

وندد خطباء الجمعة بعمليات التصفية التي يتعرض لها رموز عشائرية ودينية، كما استنكروا التهجير الطائفي في عدد من مناطق العراق وقالوا إنه يتم بتواطؤ من القوات الحكومية.

من ناحية أخرى دعت رابطة أئمة وخطباء بغداد إلى مقاطعة الانتخابات المقبلة ما لم يتفق العراقيون على عملية سياسية عادلة، بحسب بيان الرابطة.

يأتي ذلك في وقت حذّر فيه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر من أن مستقبل بلاده كدولة موحدة ومستقلة يواجه الخطر بسبب ما اعتبره العداء الطائفي بين السنة والشيعة، وكشف أن حكومة إقليم كردستان العراق قد تتجه إلى الاستقلال إذا ما واجهت ضغوطاً أكبر من حكومة نوري المالكي.

وقال الصدر في مقابلة مع صحيفة إندبندنت نشرت أمس الجمعة إن الشعب العراقي سيتفكك وتنهار حكومته ويصبح من السهل على القوى الخارجية السيطرة على البلاد، وسيكون الظلام هو المستقبل القريب للعراق بسبب انتشار الطائفية، مشيراً إلى أن وقوفه ضد الطائفية جعله يفقد التأييد بين أنصاره.

وأضاف الصدر أن المالكي، الذي كان اتهم إدارته من قبل بأنها فاسدة وطائفية وعاجزة، ربما ليس الوحيد المسؤول عن ما يحدث في العراق لكنه الشخص الذي يدير البلاد، متوقعاً أن يرشح نفسه لولاية ثالثة، ومعرباً عن رفضه ذلك.

واشار إلى أنه حاول مع زعماء عراقيين آخرين استبدال المالكي، لكنه بقي في منصبه بسبب الدعم الذي حظي به من قوى أجنبية وتحديداً الولايات المتحدة وإيران.

المصدر : الجزيرة + وكالات