دبلوماسي إيراني: السفير نجا من تفجيري بيروت

قال دبلوماسي إيراني إن سفير بلاده ببيروت كان على وشك الخروج من السفارة لحظة وقوع الهجوم الذي استهدفها الثلاثاء بتفجير مزدوج أودى بحياة 23، بينهم الملحق الثقافي الإيراني وأربعة من أمن السفارة. وقد توالت إدانات الهجوم الذي تبنته "حركة جهادية".

وقال الدبلوماسي -الذي رفض كشف هويته- لوكالة الصحافة الفرنسية إن "السفير غضنفر ركن أبادي كان على موعد مع وزير الثقافة اللبناني غابي ليون بمعية الملحق الثقافي في السفارة إبراهيم الأنصاري".

وأضاف "وبينما كان الأنصاري -الذي قتل في الهجوم- ينتظره في سيارة قرب مدخل السفارة، فجر الانتحاري الأول نفسه، وعاد السفير الذي كان على وشك الخروج أدراجه، ثم وقع الانفجار الثاني".

وكانت مصادر لبنانية وإيرانية أكدت مقتل 23 شخصا وإصابة 146 آخرين في الهجوم الذي تبنته جماعة جهادية تعرف باسم "كتائب عبد الله عزام" احتجاجا على مشاركة حزب الله في القتال إلى جانب النظام السوري، وللمطالبة بالإفراج عن معتقلين في السجون اللبنانية.

الرد الإيراني
أما إيران التي وصفت أمس الهجوم بأنه "جرس إنذار" وقالت إنه يخدم إسرائيل، أكد أمير عبد اللهيان نائب وزير الخارجية أن بلاده ستحتضن "محور المقاومة" رغم التفجير.

وأضاف عبد اللهيان الذي التقى مسؤولين لبنانيين الأربعاء في بيروت، أنه "رغم هذا العمل الإجرامي نؤكد على احتضاننا محور المقاومة ومحور الممانعة".

واعتبر أن أمن لبنان من أمن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مؤكدا استمرار بلاده في التشاور مع كافة دول المنطقة في مجال "مواجهة الفكر التكفيري الإرهابي الظلامي المتطرف".

من جانبه قال رئيس المكتب السياسي في حزب الله إبراهيم أمين السيد في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية "إذا كنا موجودين في سوريا فليتفضلوا ويقاتلونا في سوريا، أما أن يستهدفوا الأبرياء والمدنيين والأطفال والنساء والناس العاديين فهذا عمل جبان وعمل بائس ويائس".

وقال رئيس كتلة حزب الله في البرلمان اللبناني النائب محمد رعد إن "هذا النمط من التفجيرات تطور جديد وخطير يستوجب من اللبنانيين أن يكونوا على قدر المسؤولية".

‪التفجير المزدوج أودى بحياة 23 شخصا وأصاب 146 آخرين‬  (الأوروبية)
‪التفجير المزدوج أودى بحياة 23 شخصا وأصاب 146 آخرين‬ (الأوروبية)

إدانات
وعلى صعيد الإدانات التي توالت على المستويات الدولية والعربية والمحلية، استنكرت المملكة العربية السعودية مساء الأربعاء هذا التفجير واصفة إياه "بالإرهابي الجبان".

وقال مصدر سعودي مسؤول في بيان له "إن حكومة المملكة العربية السعودية تستنكر وتدين بشدة التفجير الإرهابي الجبان الذي شهدته العاصمة اللبنانية بيروت". 

وبدورها نددت الحكومة الأردنية مساء الأربعاء أيضا بالتفجير "الإرهابي"، وقال الناطق باسمها محمد المومني إن "الحكومة الأردنية تدين التفجيرات الإرهابية في العاصمة اللبنانية بيروت".

وأكد المومني "موقف الأردن الثابت في رفض كل أشكال الإرهاب والعنف بجميع أشكاله ومظاهره وأيا كانت دوافعه ومصادره".

ومن ضمن الدول الغربية التي تجاوزت الإدانات التقليدية في رد فعلها -وفق وصف وكالة رويترز- أعربت فرنسا عن "التضامن مع السلطات اللبنانية والإيرانية"، وتبرع سفير بريطانيا توم فليتشر بالدم لجرحى الهجوم. وكان البيت الأبيض قد أدان التفجيرين ودعا كل الأطراف في لبنان إلى الهدوء وضبط النفس.

يذكر أن الضاحية الجنوبية لبيروت -وهي معقل حزب الله- تعرضت لثلاثة تفجيرات على الأقل هذا العام، ونسبت تلك الهجمات إلى جماعات مرتبطة بقوات المعارضة السورية، ويعتقد أنها انتقام من تدخل حزب الله في القتال بسوريا.

المصدر : الجزيرة + وكالات