الائتلاف السوري يهاجم الاتحاد الديمقراطي الكردي
اعتبر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي تنظيمٌ معادٍ للثورة السورية. جاء ذلك بعد يوم من إعلان هذا الحزب تشكيل إدارة مدنية انتقالية لمناطق في شمال سوريا، وهو ما يشكل تحديا جديدا للحكومة الانتقالية التي أعلنتها المعارضة أمس.
كما اعتبر البيان هذا الحزبَ -الذي يعدُّ الفرعَ السوري لحزب العمال الكردستاني التركي- تشكيلاً داعما لنظام الرئيس السوري بشار الأسد من خلال عمل جناحه العسكري المعروف باسم "قوات حماية الشعب الكردي" ضد مصالح الشعب السوري.
وأشار بيان الائتلاف إلى أن الحزب يرتبط بأجندات خارجية، ويكرر اعتداءه على المواطنين العرب والأكراد، ويحارب كتائب الجيش الحر لتشتيت جهودها. وأوضح أن الحزب توقف عن محاربة النظام في جبهات عدة، وبدأ تعزيز مواقعه في مناطق يسيطر عليها الجيش الحر.
ودعا الائتلاف من سماهم "الشرفاء" في هذا الحزب إلى التعجيل بتصحيح مساره والعودة إلى صفوف الثورة.
من جهة أخرى ثمّن الائتلاف في بيان آخر صدر اليوم انضمام المجلس الوطني الكردي إلى صفوفه في مسيرة الثورة السورية.
وعدّ الائتلاف هذا الانضمام إنجازا نوعيا يعزز الوحدة الوطنية، ويعطي رسالة أمل للشعب المكافح على طريق بناء سوريا المستقبل كما يتطلع إليها أبناؤها، وفي ظل دستور يحافظ على وحدة البلاد أرضا وشعبا، ويلبي حقوق مكوناتها ويصون عيشهم المشترك فيها.
أولويات
وأمس حدد رئيس الحكومة الانتقالية بسوريا أحمد طعمة أولويات عمل فريقه خلال الفترة القادمة، وأكد أنه سيعمل على ضمان الأمن في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، ويسعى لتوفير احتياجات السكان هناك.
وأوضح طعمة أنه سيسعى لتفعيل دور المجالس المحلية لإدارة الوحدات المحلية للمدن والبلدات والقرى، مشيرا إلى أن الحكومة ستنشئ هيئة خاصة لرعاية اللاجئين الفلسطينيين في الداخل ومخيمات اللجوء في الخارج.
وتتألف الحكومة التي يقودها طعمة -الذي اختاره الائتلاف لهذا المنصب يوم 14 سبتمبر/أيلول الماضي- من ثمانية وزراء، بينهم أسعد مصطفى الذي عيّن وزيرا للدفاع وكان قبل انشقاقه وزيرا للزراعة في الحكومة السورية.
واختير إبراهيم ميرو -وهو رجل اقتصاد درس في هولندا- لمنصب وزير المالية، وعُينت تغريد الحجلي الوزيرة الوحيدة في الحكومة في منصب وزيرة الأسرة والمرأة، في حين لم يعين وزراء لحقائب الداخلية والتعليم والصحة لأن المرشحين لم يحصلوا على التأييد اللازم.
وقالت مصادر في الائتلاف المعارض إن من المتوقع أن يمارس الوزراء مهام أعمالهم من مدينة غازي عنتاب التركية قرب الحدود السورية، على أن يزوروا المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة إذا اقتضت الضرورة.
تمويل وترحيب
وأكد إياد القدسي نائب رئيس الوزراء في الحكومة الانتقالية أن بعض الدول المانحة تعهدت بتقديم أموال، وقال إن الحكومة الألمانية وعدت بتقديم 60 مليون يورو (أكثر من 80 مليون دولار)، كما تعهدت السعودية بمنح 300 مليون دولار.
ورحب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بتشكيل الحكومة الجديدة، واعتبر أن هذه الخطوة تظهر "روح المسؤولية" التي يتحلى بها الائتلاف، وقال إن فرنسا تدعم الجهود الرامية إلى توصيل مساعدات فورية للمدنيين.
بدوره اعتبر المبعوث البريطاني لدى المعارضة السورية جون ويلكس تشكيل الحكومة "خطوة مهمة"، وأعرب عن استعداد بلاده لتقديم المساعدة في توصيل الخدمات والمساعدات إلى سوريا.