مساع فلسطينية لتدويل ملف مقتل عرفات

فيلم مقتل عرفات
undefined

تسعى السلطة الوطنية الفلسطينية إلى تدويل ملف مقتل الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، على خلفية تحليلات أجراها علماء سويسريون ترجح وفاته مسموما بمادة البولونيوم المشع 210، بعد فحص عينات من متعلقاته ورفاته.

وقال المندوب الدائم لدى الجامعة العربية بركات الفرا إن التحرك الفلسطيني المرتقب سيتم بالتنسيق مع جامعة الدول العربية، حسب تصريحات أدلى بها لإذاعة "صوت القدس" التي تبث في غزة.

وذكر الفرا أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس طلب من الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي قبل يومين تدويل ملف عرفات عبر طرحه على مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة.

وتوقع الدبلوماسي الفلسطيني أن تشهد الأيام المقبلة تحركا مكثفا بهذا الاتجاه، والضغط من أجل اتخاذ قرار دولي بتشكيل لجنة تحقيق في ملف وفاة عرفات، على غرار تلك التي تشكلت للتحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.

كما توقع السفير الفلسطيني لدى مصر أن تتم المباشرة بإجراءات تدويل ملف وفاة عرفات عبر طرحه على الجمعية العامة للأمم المتحدة كخطوة أولى.

تحقيقات الجزيرة
وكانت الجزيرة قد أجرت تحقيقين استقصائيين لكشف سبب وفاة عرفات، وذلك بناء على تحليلين لفريق علماء سويسري، ركّز الأول على متعلقاته ومقتنياته الشخصية، بينما أجري الثاني على عينات من رفاته، وخلصت كلها إلى وجود البلولونيوم في متعلقات عرفات ورفاته، وهو ما عزز فرضية موته مسموما.

وفُحصت العينات في مختبرات سويسرية وروسية وفرنسية، وأكد المختبر السويسري في تقرير من 108 صفحات وجود مادة البولونيوم بمعدل يصل إلى 18 ضعف المعدل الطبيعي، مما يرفع نسبة الاشتباه في وفاته مسموما إلى 83%.

تغطية خاصة عن مقتل عرفات اضغط هنا
تغطية خاصة عن مقتل عرفات اضغط هنا

وأدى نشر نتائج التحليل إلى تصاعد المطالب بكشف ومحاكمة المتورطين في الجريمة، بينما دعا ناصر القدوة -وهو ابن شقيقة عرفات- إلى نقل ملف التحقيق في وفاة خاله إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، بما يكفل خلق حالة سياسية وقانونية دولية، يمكن أن تقود إلى خطوات أخرى تكفل التعامل الجاد مع هذه القضية.

وقال القدوة -وهو عضو لجنة التحقيق الفلسطينية في وفاة عرفات- أثناء مؤتمر صحفي عقده أمس الاثنين في رام الله "انتهت المجادلة لأن إسرائيل هي الجهة الوحيدة المعنية التي يمكن لها امتلاك واستخدام مادة مشعة مثل البولونيوم 210، ناهيك عن كل القرائن والدلائل الأخرى التي كررناها مرارا".

وأوضح للصحفيين أن البولونيوم مادة مشعة لا تمتلكها سوى قلة من الدول الأعضاء في النادي النووي، وإسرائيل واحدة منها.

وأضاف أن مسألة ما "إذا كان هناك منفّذ محلي وهوية هذا الخائن مسألة مهمة أمنيا، وأيضا من زاوية تطبيق العدالة والقصاص، ولكن لا يمكن أن يقلل من المسألة الأساسية، وهي المسؤولية السياسية والجنائية لإسرائيل"، إلا أنه أشار إلى أن عقد محاكمة دولية بهذا الشأن يستلزم قرارا أمميا.

وكان عرفات قد أصيب بمرض غامض يوم 12 أكتوبر/تشرين الأول 2004 أثناء حصار قوات الاحتلال الإسرائيلي لمقره في رام الله على خلفية أحداث انتفاضة الأقصى، وظهرت عليه في تلك الأثناء أعراض غثيان يصحبه قيء وآلام في البطن، شخصها طبيبه حينها بإنفلونزا، كان قد أصيب بها قبل مدة، لكن حالته استمرت بالتدهور ولم ينجح أطباء مصريون وتونسيون في وقف تدهور الحالة، مما استدعى نقله يوم 29 أكتوبر/تشرين الأول من الشهر نفسه إلى مستشفى بيرسي العسكري في باريس.

وقد أخفق الأطباء الفرنسيون بدورهم في تشخيص حالته، ثم دخل في غيبوبة ما لبث أن توفي بعدها يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2004 عن 75 عاما. ولم يخضع عرفات بعد وفاته في فرنسا للتشريح أو يتحدد سبب وفاته أو يُكشف عن سجله الطبي، وهو ما أثار الاشتباه في أوساط الفلسطينيين بأنه مات مسموما.

المصدر : الجزيرة + وكالات