حشود وحشود مضادة بمصر والداخلية تتوعد

انطلقت في عدة مدن مصرية مظاهرات لمعارضي الانقلاب تلبية لدعوة وجهها تحالف دعم الشرعية بمناسبة الذكرى الأربعين لنصر أكتوبر وذلك وسط تحذيرات رسمية لجماعة الإخوان المسلمين بعدم "تعكير الأجواء"، في حين بدأ مواطنون بالتوافد إلى الميادين الرئيسية تلبية لدعوة الجيش للاحتفال بالذكرى.

وكان التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب قد دعا إلى مسيرات من مختلف الميادين تتجه إلى ميادين التحرير ورابعة العدوية والنهضة، بالتزامن مع دعوات من مؤيدي خارطة الطريق لمسيرات وفعاليات في ميدان التحرير وسط القاهرة.

وأوضح التحالف في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه أنه دعا أنصاره إلى الاحتشاد اليوم الأحد في ميدان التحرير، في إطار الفعاليات التي أطلق عليها اسم "القاهرة عاصمة الثورة" للاحتفال بذكرى الحرب التي خاضتها مصر ضد إسرائيل عام 1973 ونجحت خلالها في استعادة السيطرة على المجرى الملاحي العالمي لقناة السويس، فضلا عن استعادة جزء من شبه جزيرة سيناء.

وقال التحالف -الذي يضم قوى وأحزابا إسلامية يتقدمها حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين، وحزب البناء والتنمية المنبثق عن الجماعة الإسلامية- إن ميدان التحرير -الذي كان القلب النابض لثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 التي أطاحت بالرئيس المخلوع حسني مبارك بعد ثلاثة عقود قضاها في السلطة- "هو ملك لكل المصريين ولن نقبل أن يمنعنا أحد من الاحتفال بالنصر واستكمال ثورتنا في كل ميادين مصر".

في المقابل، قالت وكالة الصحافة الفرنسية إن حركة تمرد -التي قادت المظاهرات التي أدت لعزل الرئيس محمد مرسي– دعت المصريين أيضا للتظاهر الأحد "لاستكمال ثورة 30 يونيو، وللاحتفال بنصر 6 أكتوبر"، حسبما أعلن قادتها.

‪منصور دعا المواطنين للاحتفال بذكرى 6 أكتوبر‬  (الفرنسية)
‪منصور دعا المواطنين للاحتفال بذكرى 6 أكتوبر‬ (الفرنسية)

تحذير
وقال أبرز قادة تمرد محمود بدر في مؤتمر صحفي أمس السبت "ندعو كل المصريين للتظاهر غدا (الأحد) في كل ميادين التحرير للتأكيد على أن الشعب لن يسمح لأحد بسرقة ثورته، ولن يسمح للعصابات المسلحة بفرض إرادتها على الشعب المصري".

من جهتها، قالت وزارة الداخلية المصرية في بيان لها إن قوات الأمن ستواجه بحسم محاولات إثارة الفتن والتآمر، وفق ما يكفله لها القانون، محذرة مما وصفته بتعكير أجواء احتفالات الشعب المصري بذكرى حرب أكتوبر.

بدوره، قال أحمد المسلماني المستشار الإعلامي للرئيس المصري المؤقت إن المتظاهرين ضد الجيش في ذكرى النصر يؤدون مهام العملاء لا الناشطين.

من جهة ثانية، اعتبرت مشيخة الأزهر -في بيان- أن إفساد الاحتفالات هو خروج على روح الوطنية، وعقوق للوطن يتنافى مع تعاليم الإسلام والأديان كلها.

كما اعتبر مفتي الجمهورية أن أي محاولة لكسر الجيش المصري أو إفساد الاحتفال اليوم ستبوء بالفشل، وسيقف الشعب ضدها.

وقد دعا الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور جموع المواطنين إلى النزول إلى الشوارع اليوم الأحد للاحتفال بذكرى حرب السادس من أكتوبر، والتعبير عن دعمهم للجيش.

في تغريدة له على موقع تويتر تساءل البرادعي ما إذا كان بإمكان المصريين المشاركة معا في ذكرى 6 أكتوبر، وأن تكون لديهم شجاعة المصالحة بعد محاسبة من أجرم كما كانت لديهم شجاعة المواجهة.

دعوة للمصالحة
في المقابل، خرجت أصوات تدعو للمصالحة ونبذ الخلافات بين الأطياف السياسية، وتدعو للتظاهر السلمي. فقد دعا نائب رئيس الجمهورية المستقيل محمد البرادعي إلى المصالحة في ذكرى نصر حرب أكتوبر.

وفي تغريدة له على موقع تويتر تساءل البرادعي ما إذا كان بإمكان المصريين المشاركة معا في ذكرى 6 أكتوبر، وأن تكون لديهم شجاعة المصالحة بعد محاسبة من أجرم كما كانت لديهم شجاعة المواجهة.

من جهته، دعا حزب مصر القوية إلى نبذ الخلافات وعدم استغلال مناسبة الذكرى الأربعين لحرب أكتوبر لتحقيق مكاسب سياسية.

كما أكد تأييده لحق التظاهر السلمي، ودعا إلى عدم الانجرار وراء دعوات الحشد والحشد المضاد حفاظا على ما سماها قدسية ذكرى السادس من أكتوبر.

من جهتها، أكدت حركة شباب 6 أبريل أنها لن تشارك في أي مظاهرات أو أحداث قد تؤدي إلى تصادم واشتباكات بين أبناء الوطن، وذلك حقنا لدماء المصريين على اختلاف انتماءاتهم وأفكارهم.

وقد تواصلت السبت المظاهرات الرافضة للانقلاب العسكري في عدد من الجامعات والمدن المصرية.

واستخدمت قوات الأمن الغاز المدمع عصر السبت لتفريق مجموعات من حركة "طلاب ضد الانقلاب" -التي دعت إلى الزحف نحو ميدان التحرير- بعد أن تمكنت من الدخول إلى ميدان رابعة العدوية للتظاهر احتجاجا على الانقلاب العسكري، وللمطالبة بعودة الشرعية.

وتأتي تلك المظاهرات بعد مظاهرات حاشدة جرت الجمعة بالقاهرة والمحافظات المصرية تنديدا بالانقلاب، قُتل فيها خمسة أشخاص, أربعة منهم في القاهرة وآخر في السويس.

المصدر : الجزيرة + وكالات