بلاغ للنائب العام المصري ضد باسم يوسف

يواجه الإعلامي المصري باسم يوسف تحقيقا قانونيا بتهم إذاعة بيانات كاذبة من شأنها تكدير الرأي العام وإلحاق الضرر بالمصلحة العامة وإشاعة الفوضى في البلاد طبقا لصحف مصرية حكومية.

وقالت صحيفة "الأهرام" إن التهم وجهت لباسم -الذي دأب على توجيه انتقادات لاذعة لحكم الرئيس المصري المعزول محمد مرسي– بعد إذاعة أول حلقة من برنامجه "البرنامج" في عهد الحكومة الحالية.  

وقالت الصحيفة إن النائب العام هشام بركات أمر بالتحقيق في بلاغ تقدم به أحد المشاهدين ضد يوسف يتهمه على خلفية انتقادات ساخرة وجهها للحكومة المصرية الحالية التي يدعمها الجيش، وسخريته من شعبية الفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة إلى درجة أن لا أحد يعرف اسم الرئيس المؤقت عدلي منصور.

وانتقد يوسف في برنامجه -الذي أذيع يوم الجمعة الماضي- ما وصفه "تأليه الأفراد"، وقال إنه ليس مع الإسلاميين الذين هاجموه ووصفوه بالكفر وطالبوا علانية بسجنه، إلا أنه استطرد بالقول إنه ليس مع "النفاق أو تأليه الأفراد وخلق فراعنة"، وأشار إلى خشيته من أن تحل الفاشية باسم الوطنية محل الفاشية باسم الدين. وقد فسر الكثيرون هذه الكلمات على أن المقصود بها هو الفريق السيسي.  

وكان برنامجه قد توقف في السابق أيام حكم مرسي الذي اعتاد يوسف على انتقاده والسخرية منه عن طريق النكات والأغاني والرقصات الساخرة، وحلقة الجمعة الماضية هي الأولى منذ انقلاب الجيش على مرسي وعزله.  

باسم يوسف تحدث بحذر ورفق شديدين عن الجيش والفريق السيسى، حتى قلت إنه بالمقارنة بحلقاته التى كان يخصصها بالكامل للسخرية من الرئيس مرسي والإخوان فإن ما صدر عنه فى حلقته الأخيرة كان أقرب إلى الغزل والملاطفة

حرية الإعلام
يذكر أن باسم يوسف قد ألقي القبض عليه أثناء حكم مرسي ومثل أمام المحكمة في اتهامات تتعلق بإهانة رئيس الدولة والإسلام، وقد أثار القبض عليه في ذلك الوقت انتقادات من الليبراليين الذين قالوا إن ثورة 25 يناير (2011) التي أطاحت بحسني مبارك تتراجع نحو الحكم الاستبدادي. وقد أسقطت عنه الاتهامات في وقت لاحق.   

أما الآن وفي ظل حكومة جديدة يدعمها الجيش ولا يهيمن عليها الإسلاميون، يقول ناشطون إن هجمات مماثلة على حرية الصحافة والحريات المدنية الأخرى مثل الحق في الاحتجاج تبدو مرجحة للحدوث في أي لحظة.

وحرص يوسف في حلقته الجديدة على توجيه نكاته بعناية إلى معسكرات سياسية مختلفة، لكنه لم يصل إلى حد توجيه إهانة مباشرة إلى الفريق السيسي.

وقد علّق الكاتب المصري فهمي هويدي على أداء الحلقة الأخيرة من "البرنامج" بالقول "لاحظت أنه تحدث بحذر ورفق شديدين عن الجيش والفريق السيسي، حتى قلت إنه بالمقارنة بحلقاته التى كان يخصصها بالكامل للسخرية من الرئيس مرسي والإخوان فإن ما صدر عنه فى حلقته الأخيرة كان أقرب إلى الغزل والملاطفة".

ويعرف يوسف باتباعه أسلوب النقد الساخر الذي عرفت به صناعة التلفزيون الأميركية، وكثيرا ما يوصف بأنه الشبيه المصري للإعلامي الأميركي الساخر جون ستيوارت.

المصدر : وكالات