إسرائيل تسلم جثامين ستة شهداء قريبا

الاحتلال أفرج أواسط 2012 عن جثامين 91 شهيدا
undefined

عوض الرجوب-رام الله

تتوقع عائلات عدد من الشهداء الفلسطينيين وناشطون في الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء المحتجزة في مقابر الأرقام الإسرائيلية، تسلم ستة من الجثامين خلال شهرين كحد أقصى. لكن تفاؤل ذوي الأسرى يتسم بالحذر خشية تراجع إسرائيل عن هذا الاستحقاق.

ونجحت مساعي منظمات حقوقية إسرائيلية وفلسطينية في إدراج العشرات من ملفات جثامين الشهداء في المحاكم الإسرائيلية والحصول على قرارات للإفراج عن عدد منها، لكن جيش الاحتلال ماطل في التنفيذ أكثر من مرة.

وحسب الحملة الوطنية استُدعي ذوو ستة شهداء لإجراء الفحوص اللازمة، مرجحة أن يفرج خلال شهرين كحد أقصى عن جثامين كل من الشهيدة آيات الأخرس وأحمد عايد الفقيه ومحمد شاهين وسامي بشارات وأحمد ياسر صالح ومجدي خنفر بعد إتمام إجراء فحص الحمض النووي.

وأوضح منسق الحملة سالم خلة للجزيرة نت أن فحوص الـ(دي إن أي) ستجرى لذوي الشهداء الستة يومي 5 و7 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، موضحا أن الفترة بين أخذ العينات من ذوي الشهداء والتعرف عليهم وتسليمهم تستغرق في العادة من ثلاثة إلى ثمانية أسابيع.

سالم خلة: سيفرج عن جثامين 30 شهيدا قبل فبراير القادم(الجزيرة نت)
سالم خلة: سيفرج عن جثامين 30 شهيدا قبل فبراير القادم(الجزيرة نت)

30 التماسا
وذكر أن الحملة تتابع التماسات في المحاكم الإسرائيلية لجثامين 30 شهيدا محتجزة في مقابر الأرقام، معربا عن أمله في الانتهاء منها حتى أواخر يناير/كانون الثاني من العام المقبل، وبالتالي الإفراج عنها.

وإذا تحقق هذا الإنجاز، يوضح خلة، تكون الحملة قد ساهمت في الإفراج عن قرابة 130 جثمانا، ليتبقى 288 جثمانا محتجزا في مقابر الأرقام. وذكر أن إسرائيل لا تعترف سوى بثمانين منها فقط.

ورغم تفاؤله بالإفراج عن الجثامين كون القضية محكومة بأمر قضائي هذه المرة، وليس من السهل التملص منه كما في الوعود السياسية، أكد خلة أن الاحتلال غير مأمون الجانب، ويمكن أن يُفشل الإفراجات كما نكث بوعده عقب الإفراج عن 91 جثة عام 2012.

وكانت إسرائيل أفرجت في مايو/أيار 2012 عن رفات 91 شهيدا فلسطينيا كانت تحتجزها في مقبرة الأرقام بغور الأردن منذ سنوات، حيث نقل رفات 79 منها إلى مدينة رام الله بالضفة الغربية ونقل الباقي إلى قطاع غزة. كما وعدت إسرائيل بالإفراج عن 80 آخرين في الشهر التالي، لكن ذلك لم يتم.

من جهته قال أشرف شاهين، شقيق الشهيد محمد مصطفى شاهين من بلدة دورا جنوب الضفة الغربية، إن جمعية حقوقية إسرائيلية تدعى (هموكيد) اتصلت بهم وأبلغته ووالديه بضرورة توجههم إلى مقر التنسيق والارتباط الإسرائيلي في قلقيلية في 5 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل لأخذ عينات من اللعاب بهدف إجراء فحص الحمض النووي (دي إن أي).

والدا الشهيدين أحمد الفقيه (يمين) ومحمد شاهين سيجريان فحص الحمض النووي لاسترجاع ابنيهما (الجزيرة نت)
والدا الشهيدين أحمد الفقيه (يمين) ومحمد شاهين سيجريان فحص الحمض النووي لاسترجاع ابنيهما (الجزيرة نت)

انتصار وجرح
وأوضح أن مساعي عائلته في المحاكم الإسرائيلية أسفرت عام 2005 عن قرار قضائي بتسلم جثمان شقيقه وجثمان الشهيد الفقيه، وهما من سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي واستشهدا في اقتحام مستوطنة عتنئيل جنوب الخليل أواخر 2002، لكن وزارة الدفاع الإسرائيلية رفضت في حينه تسليم الجثمانين.

واعتبر شاهين تسلّم جثمان شقيقه مكسبا بعد نضال استمر أكثر من عشرة أعوام، لكنه لا يفرط في التفاؤل خشية تراجع الاحتلال عن الإفراج مرة أخرى.

وأضاف أن الإفراج، إن تم، سيعمق الجرح المفتوح منذ 11 عاما، لكنه سيغلق ملفا مقلقا للعائلة حيث سينتزع جثمان شقيقه من مقابر الأرقام وتُجرى له مراسم الدفن في مكان معروف وفق أحكام الشريعة الإسلامية.

وحاولت إسرائيل في السابق، وفق الحملة الوطنية الفلسطينية لاسترداد جثامين الشهداء، الإلقاء بعبء مقابر الأرقام كما هي دون أسماء إلى السلطة الفلسطينية، وهو ما رفضته الحملة والقيادة الفلسطينية.

المصدر : الجزيرة