"أصدقاء سوريا" يقررون استبعاد الأسد

Arab and Western Foreign ministers hold the "London 11" meeting from the Friends of Syria Core Group at Lancaster House in London on October 22, 2013. Arab and Western powers met in London to push Syrian oppsition leaders to attend talks in Geneva next month, but President Bashar al-Assad poured cold water on hopes of any peace deal. AFP PHOTO/POOL/OLI SCARFF
undefined

أعلن رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا اليوم الثلاثاء أن الائتلاف لن يشارك في مؤتمر جنيف الثاني الشهر المقبل إلا إذا كان الهدف منه رحيل الرئيس بشار الأسد, بينما قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن دول مجموعة "أصدقاء سوريا" اتفقت اليوم بلندن على ألا يكون هناك دور للأسد في سلطة انتقالية محتملة.

وفي مقتطفات من كلمته باجتماع مجموعة أصدقاء سوريا بلندن, قال الجربا إن المعارضة تجازف بفقدان مصداقيتها إذا خضعت للضغوط الدولية بالذهاب إلى مؤتمر يستهدف تسوية سياسية للأزمة دون تحقيق الهدف الذي من أجله قامت الثورة منتصف مارس/آذار 2011, وهو إنهاء حكم الأسد.

من جهته, قال وزير الخارجية البريطاني إن مجموعة أصدقاء سوريا ستقف إلى جانب الائتلاف في مؤتمر جنيف الثاني الذي يفترض أن يعقد الشهر المقبل.

وأضاف هيغ بمؤتمر صحفي إن الأمر الأكثر أهمية هو التوصل إلى اتفاق دبلوماسي في جنيف, قائلا إنه يتعين أن يكون هناك قبول من النظام والمعارضة للتسوية المحتملة التي قد يفضي إليها المؤتمر. لكن هيغ أقر في الأثناء بالصعوبات التي تعترض طريق الحل السياسي للأزمة السورية.

وكان أمين الجامعة العربية نبيل العربي قد أعلن أمس أن مؤتمر جنيف الثاني سيعقد يوم 23 من الشهر المقبل، لكن المبعوث العربي الأممي المشترك الأخضر الإبراهيمي قال بنفس المؤتمر الصحفي مع العربي أن هناك مساعي لعقده الشهر المقبل ولكن لم يتم الاتفاق على موعد مؤتمر جنيف 2.

وعقد مؤتمر جنيف1 في يونيو/حزيران 2012, وانتهى باتفاق يقضي بتشكيل حكومة انتقالية, ولا يحدد مصير الأسد. وقد ظل الاتفاق حبرا على ورق.

ورفض الأسد مرارا التنحي, بل إنه أعلن بمقابلة مع تلفزيون الميادين اللبناني أمس أنه لا يرى ما يمنعه من الترشح للرئاسة مجددا بعد انتهاء ولايته الحالية العام المقبل.

هيغ: أصدقاء سوريا سيدعمونالائتلاف بمؤتمر جنيف المرتقب (الفرنسية)
هيغ: أصدقاء سوريا سيدعمونالائتلاف بمؤتمر جنيف المرتقب (الفرنسية)

ضغوط دولية
وقال مراسل الجزيرة بلندن ناصر البدري إن هناك ضغوطا دولية على الائتلاف للمشاركة بالمؤتمر المرتقب. وأشار أيضا إلى انقسام بصفوف المعارضة, بما في ذلك داخل الائتلاف الوطني الذي يمثل الطيف الأوسع من المعارضين.

وكان المجلس الوطني السوري -وهو المكون الأكبر بالائتلاف- قد أعلن مؤخرا أنه لن يشارك ضمن الائتلاف في مؤتمر جنيف.

وعقد اجتماع أصدقاء سوريا بلندن على مستوى وزراء خارجية الدول الـ11 الأعضاء, في حين ضم وفد الائتلاف الوطني الجربا ونوابه الثلاثة فاروق طيفور وسهير الأتاسي وسالم المسلط، إضافة إلى الأمينِ العام للائتلاف بدر جاموس, وفقا لمراسل الجزيرة.

وقال وزير الخارجية البريطاني إن اجتماع مجموعة أصدقاء سوريا يستهدف محاولة إقناع فصائل المعارضة بالتوحد لحضور مؤتمر جنيف. وأضاف أن بلاده لن تدّخر جهدا في الوقوف مع من وصفهم بالأطراف المعتدلة بالمعارضة السورية.

وكان الموفد الأممي قد زار مصر والعراق, ويزور إيران وسوريا خلال أيام, للإعداد للمؤتمر. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم إن بلادها منفتحة على أي مقترح خلال زيارة الإبراهيمي لطهران مطلع الأسبوع المقبل شرط أن تُحل أزمة سوريا بالطرق السلمية والسياسية.

واتهم المتحدث باسم الائتلاف لؤي صافي أمس الولايات المتحدة بأنها لا تتخذ موقفا حازما من نظام الأسد. وأضاف بمقابلة سابقة مع الجزيرة أن الأسد يبدو مرتاحا بعد التفاهم الروسي الأميركي بشأن السلاح الكيميائي السوري.

‪الأسد قال إن ظروف نجاح‬ (رويترز)
‪الأسد قال إن ظروف نجاح‬ (رويترز)

الأسد يشكك
وكان الرئيس السوري قال في مقابلة بثها أمس تلفزيون الميادين إن ظروف نجاح مؤتمر جنيف الثاني غير متوفرة.

وأضاف الأسد أنه لا يوجد موعد, ولا توجد عوامل تساعد على انعقاد المؤتمر بالوقت الحاضر. وأكد مشاركة النظام بالمؤتمر, وتسائل في الأثناء عما إذا كانت المعارضة تمثل جزءا من الشعب على حد تعبيره.

وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي يشارك باجتماع مجموعة أصدقاء سوريا قد قال بوقت سابق إن بقاء الأسد بالسلطة سيطيل أمد الحرب، وإن تنحي الأخير يشكل مطلبا أساسيا للمعارضة والدول الغربية الداعمة لها.

وحذر كيري أمس خلال مؤتمر صحفي في باريس من أن "الحرب لن تنتهي إذا بقي الأسد موجودا بالسلطة" لافتا إلى أن المعارضة لن تقبل ببقاء الأسد في السلطة.

المصدر : الجزيرة + وكالات