غضب طلابي ومظاهرات ضد الانقلاب بمصر

تسود الأوساطَ الطلابية حالة من الغضب تحولت إلى مظاهرات رافضة للانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس محمد مرسي، لتنضاف إلى موجة المسيرات التي تشهدها عدة محافظات مصرية تنديدا بالانقلاب وللمطالبة بعودة الشرعية إلى البلاد، في وقت بدأت فيه الحكومة إعداد قانون جديد حول "الإرهاب" وأرجأت إقرار قانون آخر لتنظيم حق التظاهر.

وخيمت حالة غضب عام في العديد من الجامعات المصرية ومنها كليات جامعة الأزهر في القاهرة وفي محافظات أخرى، حيث خرجت مظاهرات ندد خلالها الطلاب باعتداء قوات الأمن الأحد على زملائهم في جامعة الأزهر.

وخلال تلك المظاهرات جدد المشاركون رفضهم الانقلاب ومطالبتهم بإطلاق سراح الطلاب والأساتذة المعتقلين.

وفي جامعة الإسكندرية، تظاهر طلاب وطالبات بكليات التجارة والحقوق والتربية والآداب والهندسة احتجاجًا على اقتحام قوات الأمن حرم جامعة الأزهر وملاحقتها الطلاب المعارضين للانقلاب.

وطالب المتظاهرون بإقالة شيخ الأزهر ورئيس جامعة الأزهر لتواطؤهما مع قوات الأمن في اقتحام الجامعة والاعتداء على الطلاب.

كما خرجت مظاهرة في جامعة الأزهر بالدقهلية ردد فيها الطلاب شعارات رافضة للانقلاب، وطالبوا بإطلاق المعتقلين، وقرروا تصعيد حركتهم الاحتجاجية. ورفع المشاركون في المظاهرة شعارات رابعة العدوية وصور طلاب قتلوا خلال الأحداث المختلفة منذ الانقلاب. وشهدت جامعتا عين شمس والزقازيق مظاهرات مماثلة.

في غضون ذلك أمرت النيابة العامة المصرية بحجز 43 من طلاب جامعة الأزهر اعتقلوا الأحد إلى حين ورود تحريات المباحث والأمن الوطني، ووجهت لهم تهم إثارة الشغب وقطع الطريق وإتلاف الممتلكات العامة والتعدي على أفراد الشرطة.

طالب يلوح بإشارة رابعة في وجه قوات الأمن أمام جامعة الأزهر (رويترز)
طالب يلوح بإشارة رابعة في وجه قوات الأمن أمام جامعة الأزهر (رويترز)

مواصلة التظاهر
وكانت حركة "طلاب ضد الانقلاب" دعت إلى مواصلة التظاهر والاحتجاجات اليوم الاثنين ردا على اقتحام قوات الأمن حرم جامعة الأزهر بالقاهرة لفض المظاهرات التي نظمتها الحركة أمس، واعتقال عشرات الطلاب من داخل كليتي التجارة والدعوة.

وفي حديث للجزيرة، قال عضو الحركة بجامعة الأزهر محمود صلاح إن طلاب الجامعة سيكون لهم في الأيام القادمة مزيد من الفعاليات والاحتجاجات ضد الانقلابيين بدءا من اليوم الاثنين.

ونقلت البوابة الإلكترونية لصحيفة "المصريون" عن المتحدث باسم الحركة أحمد غنيم قوله إن الأحداث التي شهدتها جامعة الأزهر غير مسبوقة، مؤكدا أن رد الحركة على ما جرى أمس سيكون "غير مسبوق" أيضا، وقال "انتظروا ردنا".

وأضاف غنيم أن كافة الخيارات متاحة بما في ذلك التوجه بمسيرات إلى جامعة الأزهر لدعم الطلاب هناك، لافتا في الوقت ذاته إلى ما سماها "خطورة جامعة الأزهر على الانقلابيين".

وكانت قوات الأمن المركزي قد اقتحمت حرم جامعة الأزهر واستخدمت قنابل الغاز وطلقات الخرطوش لتفريق مظاهرة للطلاب في ثاني أيام بدء الدراسة بالجامعة بعد تأجيلها لأكثر من شهر، وفق ما ذكره طلاب الجامعة.

وإلى جانب مظاهرات الطلاب تتواصل الاعتصامات والمظاهرات المنددة بالانقلاب، حيث شهدت مدينة الإسكندرية ثماني مسيرات ليلية للمطالبة بعودة "الشرعية".

كما شهدت مراكز مختلفة بمحافظات الشرقية وأسوان وبورسعيد وأسيوط والمنيا وبني سويف والغربية ومرسى مطروح مظاهرات ومسيرات منددة بالانقلاب العسكري وبقتل المتظاهرين.

كما نظم معارضو الانقلاب سلاسل بشرية في حيي المهندسين والهرم بمحافظة الجيزة رفضا للانقلاب العسكري ولملاحقة معارضيه أمنيا. ورفع المتظاهرون شعار رابعة وصور الرئيس مرسي.

الإرهاب والتظاهر
وعلى صعيد آخر بدأت الحكومة المصرية إعداد مسودة قانون جديد حول "الإرهاب" يقضي بإنزال عقوبة الإعدام بحق كل من يرتكب أفعالاً تؤدي إلى سقوط ضحايا. ويعتمد المشروع تعريفاً يفيد بأن الإرهاب هو كل استخدام للقوة يلجأ إليه الجاني لتنفيذ مشروع إجرامي فردي أو جماعي بهدف الإخلال بالنظام العام.

كما يعاقب القانون بالسجن المشدد كل من أنشأ أو أسس أو أدار جمعية أو جماعة أو منظمة يكون الغرض منها الدعوة إلى تعطيل الدستور أو القوانين.

من جهة أخرى قررت الحكومة تأجيل إقرار مشروع قانون تنظيم التظاهر وطرحه لحوار مجتمعي لمدة أسبوع تتلقى خلاله مقترحاتِ المواطنين أو المؤسسات المعنية على المشروع الذي تعرض لانتقادات واسعة داخل مصر وخارجها.

المصدر : الجزيرة + وكالات