الخرطوم تتهم جوبا بعدم الجدية

وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين
undefined

الجزيرة نت-الخرطوم

اتهم السودان دولة جنوب السودان بالتراجع عن اتفاقات سابقة بين البلدين، داعيا جوبا لمزيد من الجدية لمعالجة خلافاتهما حول عدد من القضايا، وذلك بعد أن فشلت اجتماعات بين وفدي السودان وجنوب السودان بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا السبت في التوصل لحلول بشأن القضايا محل الخلاف بينهما.

ويختلف السودان وجنوب السودان حول فك ارتباط قوات الحركة الشعبية-قطاع الشمال التي تحمل السلاح ضد الخرطوم بولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق الحدوديتين بجيش جنوب السودان، وترسيم الحدود بين البلدين، ونقل النفط الجنوبي عبر المنشآت السودانية، وبعض المناطق الأخرى المتنازع عليها بجانب منطقة أبيي.

ووفق رئيس وفد الخرطوم لمفاوضات أديس أبابا وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين فإن الجنوبيين "تراجعوا عن تنفيذ بعض ما تم الاتفاق عليه سابقا" وأضاف أن مخرجات اتفاق رئيسي البلدين واضحة "لكنهم جاؤوا بآراء ومفاهيم جديدة".

وقال حسين إن عقبات كبيرة وقفت حائلا دون التوصل لاتفاق حول الترتيبات الأمنية والميل 14، وفك الارتباط بين جيش دولة الجنوب والحركة الشعبية-قطاع الشمال ومسألة أبيي.

وكان الطرفان اتفقا في الثاني من ديسمبر/ كانون الأول الماضي بالعاصمة السودانية الخرطوم على وقف دعم أي منهما لمعارضة الآخر. وجددا التزامهما الكامل بتنفيذ اتفاق التعاون الذي وقعاه بالعاصمة الإثيوبية في سبتمبر/ أيلول الماضي.

وفد السودان اعتبر أن نظيره الجنوبي حاد عن اتفاق البشير وسلفاكير الأخير(الجزيرة)
وفد السودان اعتبر أن نظيره الجنوبي حاد عن اتفاق البشير وسلفاكير الأخير(الجزيرة)

وأكدا وصولهما لتفاهمات لإزالة العقبات "بتجديدهما الالتزام بتنفيذ كل الاتفاقيات بطريقة متزامنة".

من جانبه عزا وزير العدل والشؤون القانونية لجنوب السودان جون لوك في تصريحات للصحفيين إخفاق هذه الجولة من المباحثات إلى الموقف "غير المبرر" للسودان في اشتراط تطبيق اتفاقيات التعاون المشترك الموقعة في 27 سبتمبر/أيلول الماضي، بشروط جديدة غير موجودة في تلك الاتفاقيات.

وقال إن وفد بلاده قرر العودة إلى جوبا دون الاتفاق على ترتيبات لتطبيق اتفاقية التعاون، والترتيبات المؤقتة للإدارة والأمن في منطقة أبيي. وأضاف أنه لم يجر التوصل أيضا إلى اتفاق على ترتيبات استئناف النفط وإنشاء إدارة لمنطقة أبيي ومجلس تشريعي وإدارة للشرطة للمنطقة أو حتى تفعيل للمنطقة الآمنة المنزوعة السلاح.

وقال وفد الجنوب إنه يشعر بخيبة أمل إزاء نتائج هذه الجولة من المباحثات، وإن حكومة الجنوب ما زالت ملتزمة بالتطبيق الفوري وغير المشروط للاتفاقيات، وإنها تأمل بأن تتخلى الحكومة السودانية عن كل جهودها لتأخير تطبيق هذه الاتفاقيات من خلال محاولة فرض شروط جديدة للتطبيق لم تتضمنها الاتفاقيات الموقعة.

المفاوضات بين وفدي البلدين ستستأنف بعد اجتماع مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي الذي سيعقد على هامش القمة الأفريقية في أديس أبابا يوم 27 يناير/كانون الثاني الجاري

تقدم بالمفاوضات
في المقابل قال عضو الوفد السوداني المفاوض السفير بدر الدين الطيب في تصريحات للصحفيين إنه رغم عدم التوصل إلى اتفاق، حدث تقدم كبير في المحادثات بشأن كل الملفات، وسوف ترفع كل النقاط الخلافية إلى القمة المقبلة التي ستعقد بين الرئيسين السوداني عمر حسن البشير ورئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت في أديس أبابا.

وأشار إلى أن المفاوضات بين وفدي البلدين سوف تستأنف بعد اجتماع مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي الذي سيعقد على هامش القمة الأفريقية في أديس أبابا يوم 27 يناير/كانون الثاني الجاري.

وجاءت اجتماعات الطرفين الأخيرة عقب تعثر تنفيذ اتفاق التعاون بينهما بسبب إصرار الحكومة السودانية على تنفيذ بند الترتيبات الأمنية أولا قبل التعاون الاقتصادي.

كما تبادلت الدولتان اتهامات بشأن اختراقات أمنية على حدودهما التي فشلتا في ترسيمها حتى الآن بشكل كامل.

وكان السودان وجنوب السودان وقعا اتفاقاً في 27 سبتمبر/أيلول الماضي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا اشتمل على ثمانية ملفات كانت مثار جدل بين البلدين إلا أن قضية أبيي -التي يتنازع الطرفان السيادة عليها- ما زالت عالقة.

المصدر : الجزيرة