السنوسي بليبيا وأميركا تطلب محاكمة عادلة

طلبت الولايات المتحدة من ليبيا تنظيم محاكمة عادلة لرئيس المخابرات في النظام الليبي السابق عبد الله السنوسي المسجون حاليا في طرابلس، بعد أن سلمته السلطات الموريتانية -التي كانت قد اعتقلته في مارس/آذار الماضي على أراضيها- لنظيرتها الليبية أمس الأربعاء.

وقال باتريك فانتريل مساعد المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية إن السنوسي "متهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية ومن الواضح للأسرة الدولية أنه مسؤول عن أعماله".

ولكن فانتريل أكد أن طرابلس يجب عليها أن "تعتقل السنوسي وفق شروط أمنية جيدة، وأن تعامله بإنسانية، وأن تؤمن له محاكمة عادلة في إطار الاحترام التام للمعايير الدولية من قبل ليبيا".

وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف في حق السنوسي في 27 يونيو/حزيران 2011 بتهمة ارتكاب "جرائم وعمليات اضطهاد مدنيين تعتبر جرائم ضد الإنسانية". 

وردا على سؤال بهذا الخصوص، اكتفى فانتريل بالتذكير بأن الولايات المتحدة حثت الحكومة الليبية على الإبقاء على تعاونها مع المحكمة طبقا للقرار الدولي 1970 "الذي تبناه مجلس الأمن الدولي في 26 فبراير/شباط2011، وينص على أن المجلس لجأ إلى المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية بالنسبة للوضع في ليبيا منذ 15 فبراير/شباط 2011 وطلب من السلطات الليبية في تلك الفترة "التعاون كليا" مع المحكمة. 

ورفضت طرابلس تسليم سيف الإسلام نجل العقيد الراحل معمر القذافي، الذي أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة باعتقاله بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

طه بعرة: مكتب النائب العام تسلم السنوسي (يسار) وسيتم قريبا التحقيق معه (الجزيرة)
طه بعرة: مكتب النائب العام تسلم السنوسي (يسار) وسيتم قريبا التحقيق معه (الجزيرة)

وصول وسجن
وكان السنوسي وصل إلى طرابلس أمس الأربعاء بعد أن سلمته السلطات الموريتانية لنظيرتها الليبية، وعرضت قناة ليبيا الأحرار الصور الأولى لوصول السنوسي إلى أحد المطارات الليبية. 

وقد وصل السنوسي -على متن طائرة ليبية قادمة من العاصمة الموريتانية نواكشوط، برفقة عدد من المسؤولين الليبيين- إلى مطار معيتيقة القريب من وسط طرابلس.

وتم نقله وسط إجراءات أمنية مكثفة إلى سجن "الهضبة" الذي بني حديثا ويتسع لمائة سجين، والسجن مخصص للشخصيات المهمة التي دعمت نظام القذافي.

وقال طه بعرة المتحدث باسم النائب العام الليبي لوكالة رويترز إن مكتب النائب العام تسلم السنوسي، وإنه سيخضع لفحوص طبية، وسيتم قريبا التحقيق معه بشأن قضايا وجهت إليه اتهامات فيها.

وأفادت مراسلة الجزيرة في نواكشوط في وقت سابق بأن تسليم السنوسي جاء عقب مغادرة وفد ليبي كبير، ضم وزيريْ العدل والمالية وقائد أركان الجيش الليبي صباح الأربعاء.

وكان الوفد وصل الثلاثاء إلى نواكشوط لمناقشة طلب تسليم رئيس المخابرات السابق، ويبدو أنه قدم تعهدات بضمان محاكمة عادلة له.

وقال مصدر رسمي لوكالة الصحافة الفرنسية إن "كل الإجراءات القانونية المتعلقة بتسليم السنوسي احترمت، وكل الضمانات المطلوبة أعطيت من الحكومة الليبية".

يشار إلى أن موريتانيا كانت قد اعتقلت السنوسي في مارس/آذار الماضي بعد أن حاول دخول الأراضي الموريتانية بجواز سفر مالي مزور، قادما من الأراضي المغربية.

ويعد السنوسي الذراع اليمنى للقذافي، وهو متهم بالمسؤولية عن عشرات الجرائم التي نفذت في البلاد، ومن بينها إعدام أكثر من 1200 سجين سياسي رميا بالرصاص في أقل من ثلاث ساعات في يونيو/حزيران 1996.

وكانت المحكمة الجنائية الدولية أصدرت أمرا بالقبض على السنوسي والقذافي ونجله سيف الإسلام، بعد اتهامهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية أثناء ثورة 17 فبراير/شباط 2011. كما طالبت كل من ليبيا وفرنسا ومحكمة العدل الدولية بتسليم السنوسي من أجل محاكمته.

المصدر : الجزيرة + وكالات