صباحي: الإسلاميون أقلية بمصر

تدشين "التحالف الشعبي" برئاسة صباحي
undefined

قال السياسي المصري والمرشح السابق للانتخابات الرئاسية حمدين صباحي إن الإسلاميين أقلية بمصر، وإنه واثق أن ائتلاف الجماعات اليسارية الذي يعمل على توحيده سيكون قويا بما يكفي لهزيمتهم والحصول على أغلبية في البرلمان بالانتخابات المتوقع إجراؤها قبل نهاية العام.

وقال صباحي بتصريحات صحفية لوكالة رويترز للأنباء أمس إنه يسعى لحالة "اصطفاف وطني من أحزاب لديها أهدافنا من العدالة الاجتماعية، ولكن ليس بالضرورة أن يكون لديها نفس معتقداتنا أو أيديولوجياتنا، وبهذا سوف نحصل على الأغلبية في البرلمان". وقد أسس صباحي مؤخرا حركة التيار الشعبي اليسارية.

وأوضح صباحي -الذي حل ثالثا بالانتخابات الرئاسية التي جرت في مايو/أيار الماضي وفاز فيها مرشح الإخوان المسلمين محمد مرسي- أن جبهته قد تضم جماعات ليبرالية وأشخاصا يتفقون مع برنامجه للعدالة الاجتماعية، لكنه استبعد بشدة أن تضم هذه الجبهة الجماعات الإسلامية وتحديدا من حزب الحرية والعدالة الذي ينتسب له رئيس الجمهورية الحالي محمد مرسي.

يُذكر أن الإسلاميين كانوا قد فازوا بنحو 70% بالبرلمان الأول الذي تم انتخابه في وقت سابق من العام الجاري بعد الثورة التي انطلقت في 25 يناير/كانون الثاني 2011 وأدت لإسقاط الرئيس السابق حسني مبارك، لكن هذا البرلمان حل في يونيو/حزيران الماضي بعد أن قضت محكمة بأن القوانين التي أجريت الانتخابات البرلمانية على أساسها غير دستورية.

‪صباحي حل بالمركز الثالث في الانتخابات الرئاسية الأخيرة‬ صباحي حل بالمركز الثالث في الانتخابات الرئاسية الأخيرة
‪صباحي حل بالمركز الثالث في الانتخابات الرئاسية الأخيرة‬ صباحي حل بالمركز الثالث في الانتخابات الرئاسية الأخيرة

ويرى صباحي أن الإسلاميين أقلية في مصر، وأن فوزهم الساحق بالسياسة خلال العام ونصف العام المنصرم بعد الثورة ضد مبارك يعود إلى مهارتهم التنظيمية والشعبية القوية، والتي قال إنه يعمل على محاكاتها في جبهته الليبرالية الجديدة، وتعهد بأن تنهي هذه الجبهة "حالة التناقض الموجودة في مصر، لأن الأقلية المنظمة أخذت الأغلبية في البرلمان والرئاسة، والأغلبية المفككة حصلت على الأقلية في البرلمان".

وأكد أنه ضد استخدام الدين في السياسة "ولذلك سأظل في المعارضة ضد الإسلاميين" واصفا نفسه بالمعارض النزيه الذي سينتقد سياسات الإسلاميين وينافسهم في الانتخابات، لكنه لن يحارب وجودهم لأنهم من ضمن الجماعة الوطنية على حد قوله.

وأكد صباحي الذي يعتبر من الأتباع الأوفياء للرئيس الراحل جمال عبد الناصر أنه لا يسعى لإحياء سياسات اقتصادية اشتراكية قديمة مثل تأميم الصناعات الخاصة، ودعا لنظام يجمع بين عناصر القطاعين العام والخاص، شريطة أن يخدم كل الشعب وليس فقط أصحاب الأسهم الأثرياء.

وقال صباحي متحدثا عن سياسات عبد الناصر إنها كونت طبقة وسطى كبيرة ومهمة جدا للحفاظ على اقتصاد الدولة ووسطيتها.

يُذكر أن الطبقة الوسطى تقلصت في مصر خلال عهد مبارك نظرا لتركيز سياساته الاقتصادية على النخبة الحاكمة، وعبر صباحي عن قناعته بأنه لن يحدث تغيير بهذه السياسات في ظل الرئيس الإسلامي المنتخب حديثا، وقال إنه يجري الآن الحفاظ على نفس سياسات نظام مبارك الاقتصادية ولكن بنكهة دينية، واصفا نظامي مبارك ومرسي بأنهما رأسماليان.

صباحي اتهم الرئيس مرسي بالوفاء أكثر لجماعته
صباحي اتهم الرئيس مرسي بالوفاء أكثر لجماعته

ووفق صباحي فإن مصر تحتاج للعمل على القطاعات الأكثر فقرا "وهناك ما لم يشتغل عليه الرئيس الجديد، ولم يقل إنه سيشتغل عليه" مشيرا إلى أن عبد الناصر الذي وصل للرئاسة بعد ثورة 1952، قرر بعد 45 يوما من استلامه مقاليد السلطة زيادة الحد الأدنى للأجور، وأعاد توزيع الأراضي الزراعية، الأمر الذي أدى لتكوين أكبر طبقة وسطى في تاريخ مصر وأقل مستوى للبطالة على حد تأكيده.

في المقابل يرى صباحي أنه باستثناء تطور بسيط في نظام الأمن الذي تأثر بشدة بعد الانتفاضة، فإن مرسي لم ينجز أي تقدم منذ توليه الرئاسة في 30 يونيو/حزيران الماضي.

وقال إن هناك فجوة كبيرة بين أحلام المصريين في العدالة الاجتماعية وطريقة تفكير الرئيس المنتخب، متهما مرسي بالإخلاص أكثر لجماعته ونمطها الاقتصادي، وأضاف أن ملايين من المصريين الذين خرجوا في الشارع من مسلمين ومسيحيين أرادوا عدالة وكرامة وتعليما حديثا وفرص عمل ونظاما وضرائب عادلة "ولكن هذه المفاهيم ليست واضحة في عمل الرئيس وحكومته حتى الآن ولا موجودة في مشروع قادم".

وشدد صباحي على الحاجة لما أسماه إجراءات ثورية من أجل أن يشعر الناس بتغيير حقيقي. وردا على سؤال عن استعداده لترشيح نفسه للرئاسة مرة أخرى قال إنه سيفعل إذا كان ذلك مطلبا وطنيا فقط.

يُذكر أن صباحي بدأ مشواره السياسي رئيسا لاتحاد الطلاب في السبعينيات، وأصبح محسوبا على المعارضة في عهد الرئيس الراحل أنور السادات إذ هاجمه علانية، وأدى ذلك لاستبعاده من العمل في الجامعة أو الهيئات الحكومية.

المصدر : رويترز