بن جاسم: القوات العربية لوقف القتال بسوريا

مقابلة مع حمد بن جاسم آل ثاني
undefined
قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني إن فكرة إرسال قوات عربية إلى سوريا هي وقف القتال لا المشاركة فيه. وفي حين عبر الرئيس التونسي المنصف المرزوقي عن تأييده لنشر هذه القوات أكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد رفض بلاده القاطع لأي تدخل عسكري في سوريا.

وأضاف بن جاسم في مقابلة مع الجزيرة أن المقترح القطري بإرسال قوات عربية لسوريا ليس جديدا وإنما تقدم به أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني قبل عدة أشهر، وسط مؤشرات بأنه سيكون هناك مزيد من القتل والدمار في سوريا، مشيرا إلى أن تكرار الدعوة أملته ضرورة فعل عربي دولي لوقف حمام الدم في سوريا.

وردا على سؤال بشأن مدى التأييد العربي للمقترح قال إن هناك دولا عربية تنظر لهذا الموضوع باهتمام وهناك دول ترى أن التدخل لحفظ الأمن يحتاج لموافقة أطراف أخرى، مشيرا إلى أنه سبق للدول العربية إرسال قوات لمراقبة وقف إطلاق النار ولكن هذه القوات كانت قليلة العدد وغير مكتملة العتاد لذلك لم تستطع القيام بمهمتها في وقف القتل في سوريا.

وبشأن مدى تقبل النظام السوري لهذا المقترح، قال إن "الطرف الآخر يريد أن يحسم المعركة لصالحه، وهو منذ أشهر يحاول حسم العملية ولن تحسم بهذه الطريقة لأن ذلك سيتسبب في دمار بشري واقتصادي لسوريا على المدى الطويل بسسبب التعنت والاستمرار في هذا النهج".

وأوضح بن جاسم أنه يختلف مع موقف الرئيس الإيراني القائل بأن تلك القوات ستزيد الوضع اشتعالا، وعبر عن أمله أن يكون هناك تعاون كبير من كل دول المنطقة في هذا الموضوع لأن هذه القوات ليست ذاهبة للقتال وإنما لوقف القتل.

‪المنصف المرزوقي أيد فكرة إرسال قوات عربية لسوريا‬ (الجزيرة)
‪المنصف المرزوقي أيد فكرة إرسال قوات عربية لسوريا‬ (الجزيرة)

وبشأن الموقف الأميركي أوضح بن جاسم أن الكل يعلم أن الولايات المتحدة تمر بمرحلة انتخابات وهناك جمود في مثل هذه القرارات، مشيرا إلى أن العالم الغربي بما في ذلك الولايات المتحدة يريد وضع نهاية لهذا النزاع وهو ما عبرت عنه قيادات بريطانيا وفرنسا وألمانيا كلها بمرحلة انتقالية لنظام يريده الشعب، وهذا سيتحقق ولكن سيحدث ذلك بمزيد من الخسائر. وهل في مدة أطول أو أقرب؟ هذا ما ستكشف عنه المرحلة المقبلة.

وكان الرئيس التونسي المنصف المرزوقي قال إن ما تشهده سوريا من تقتيل ودمار سيرهن لعقود مستوى عيش الشعب السوري، مكررا المطالبة بنشر قوات حفظ سلام عربية في سوريا.

وقال المرزوقي على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة إن بلاده ستشجع كل ما يندرج في خانة الحل السلمي، لكن إن لزم الأمر، أجل، ينبغي أن تكون هناك قوة تدخل عربية لحفظ السلام".

رفض إيراني
في مقابل ذلك تحفظ الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد على التعليق على أنباء تفيد بأن إيران تقدم الدعم لنظام بشار الأسد، وقال في حديث للجزيرة إن الرئيس السوري لا يشاور طهران بشأن الخطوات التي يرغب في اتخاذها.

أحمدي نجاد رفض التعليق على أن بلاده تقدم الدعم لنظام الأسد (الفرنسية)
أحمدي نجاد رفض التعليق على أن بلاده تقدم الدعم لنظام الأسد (الفرنسية)

وقال أحمدي نجاد إن الدعوة لإرسال قوات عربية إلى سوريا غير صائبة، محذرا  من أن إسقاط نظام الأسد عبر الأساليب العسكرية سيكون بداية لحرب جديدة في المنطقة، بحسب تعبيره.

وعلى الصعيد الدولي قال وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا إن تدخل الولايات المتحدة العسكري في سوريا بشكل منفرد سيكون خطأ فادحا في ظل غياب قرار من قبل المجتمع الدولي.

وأوضح بانيتا في مؤتمر صحفي في وزارة الدفاع أن واشنطن تواصل مراقبة مواقع الأسلحة الكيماوية والبيولوجية في سوريا.

وفي السياق ذاته اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغربيين بأنهم تسببوا في عدم الاستقرار في عدد من الدول وهم الآن يوشكون على زرع "الفوضى" في سوريا رغم تحذيرات روسيا.

دعوة سورية
على الصعيد السوري دعت قوى سورية معارضة في الداخل مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ موقف فوري لإطلاق حل سلمي لإخراج سوريا من أزمتها التي تهدد السلم والاستقرار في المنطقة.

وقالت هذه القوى في رسالة وجّهتها إلى رئيس مجلس الأمن الدولي باسم قوى وأحزاب المعارضة السورية للتغيير الديمقراطي السلمي، إن أي جهد يجمع الأطراف السورية حول طاولة الحوار هو جهد إيجابي، وإنّ أيّ جهد من شأنه زيادة التوتر وصبّ الزيت على النار هو جهد سلبي وعلى حساب الشعب.

بدوره قال الناطق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي إن 60% من حل الأزمة في بلاده بيد حكومته و40% في الخارج، مشيرا إلى أن "الدعوات السورية للحوار هي دائماً غير مشروطة ولم تتوقف".

المصدر : الجزيرة + وكالات