دعوات للتظاهر مجددا ضد الفيلم المسيء

دعت أحزاب وجماعات إسلامية إلى مظاهرات جديدة اليوم الجمعة في مصر ودول عربية وإسلامية أخرى امتدادا للاحتجاجات على الفيلم المسيء للإسلام, والتي تحولت في جانب منها إلى أعمال عنف أوقعت أربعة قتلى في صنعاء وأكثر من مائتي جريح في القاهرة, فضلا عن مقتل السفير الأميركي في هجوم على قنصلية بلاده في مدينة بنغازي الليبية قبل يومين.

ويتوقع أن تُنظم بعد صلاة الجمعة وقفات احتجاجية أمام المساجد في مختلف المدن المصرية استجابة لدعوة من جماعة الإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية، ودعت الجماعتان إلى أن تكون هذه الاحتجاجات سلمية بخلاف الاحتجاجات التي تحولت إلى أعمال عنف في محيط السفارة الأميركية بالقاهرة.

وقالت وزارة الصحة المصرية من جهتها إنها وضعت خطة لتأمين وتوفير عشرات سيارات الإسعاف في ميدان التحرير وميدان عبد المنعم رياض وكذلك في محيط السفارة الأميركية تحسبا لمظاهرات يتوقع أن تنظم اليوم.

وفي السودان, دعا مجلس الدعوة -وهو هيئة رسمية لعلماء الدين المسلمين- إلى مظاهرات سلمية بعد صلاة الجمعة. وقال بعض قياديي المجلس إنهم سيقومون بمسيرة إلى السفارتين الألمانية
والأميركية, وطالبوا بطرد سفيري البلدين.

وفي العاصمة الأردنية, قال القيادي بالتيار السلفي الجهادي أبو محمد الطحاوي إن أنصار التيار سيتظاهرون اليوم على بعد نصف ميل من السفارة الأميركية. وكان مصدر أمني أردني رفيع قال أمس إن الأجهزة الأمنية ستقوم بدءا من فجر اليوم بعزل المنطقة المحيطة بالسفارة الأميركية بضاحية دير غبار الراقية غربي عمان.

وفي المغرب, دعت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة التابعة لجماعة العدل والإحسان المحظورة إلى التظاهر سلميا اليوم تنديدا بالفيلم المسيئ للإسلام. وفي القدس المحتلة, قالت الشرطة الإسرائيلية إنها ستكثف اليوم الجمعة إجراءات الأمن في المدينة القديمة بمناسبة صلاة الجمعة تحسبا لمواجهات محتملة مع المصلين الفلسطينيين.

ويتوقع خروج مظاهرات بعد صلاة الجمعة في بلدان إسلامية مثل باكستان, وكذلك في سرينغار عاصمة الشطر الخاضع للسيطرة الهندية من كشمير الذي شهد أمس بدوره احتجاجات منددة بالفيلم المسيء للإسلام.

احتجاجات وقتلى
وكان أربعة أشخاص قتلوا وجرح آخرون أمس أثناء اقتحام مئات اليمنيين السفارة الأميركية بصنعاء في سياق الاحتجاجات على الفيلم الذي تبرأت منه واشنطن, ووصفته وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بالمثير للاشمئزاز.

‪المواجهات في محيط السفارة الأميركية بالقاهرة أوقعت أكثر من مائتي جريح‬ المواجهات في محيط السفارة الأميركية بالقاهرة أوقعت أكثر من مائتي جريح
‪المواجهات في محيط السفارة الأميركية بالقاهرة أوقعت أكثر من مائتي جريح‬ المواجهات في محيط السفارة الأميركية بالقاهرة أوقعت أكثر من مائتي جريح

وحطم المقتحمون بعض نوافذ المقر، وأحرقوا خمس سيارات متوقفة أمام مقرات الحراسة ثم تسلقوا أسوار السفارة، قبل أن تطلق قوات الأمن النار لتفريقهم مما أسفر أيضا عن جرح العشرات.

وقد أبدى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أسفه لاقتحام السفارة الأميركية, وقدم اعتذاره الشخصي للرئيس الأميركي باراك أوباما, وشكل لجنة تحقيق في فشل رجال الأمن في منع المتظاهرين من الوصول إلى المجمع.

وفي القاهرة, أوقعت المواجهات بين الشرطة المصرية ومتظاهرين يحتجون على الفيلم المسيء قرب السفارة الأميركية عن إصابة 224 شخصا وفق أحدث حصيلة, ثمانية منهم نقلوا إلى المستشفيات.

وقالت وزارة الداخلية المصرية إن 13 رجل شرطة أصيبوا في المواجهات, بينما اعتقل 12 من المحتجين.

ولا تزال المواجهات مستمرة بين المتظاهرين وقوات الأمن في محيط السفارة الأميركية وميدان التحرير وأمام مسجد عمر مكرم حتى فجر اليوم. وسط دعوات إلى التهدئة, بما في ذلك الدعوة الصادرة عن الرئيس محمد مرسي.

 وفي مدينة صيدا جنوب لبنان تظاهر المئات احتجاجا على الفيلم المسيئ للإسلام. وردد المشاركون في المظاهرة شعارات تندد بكل من شارك في هذا الفيلم وتشير إلى أن الحرية لا تعني الاعتداء على المشاعر الدينية لمن ينتمون إلى ديانات أخرى.

وكانت الاحتجاجات امتدت إلى المغرب والسودان وتونس التي أطلقت شرطتها القنابل المدمعة لتفريق متظاهرين تجمعوا أمس أمام السفارة الأميركية بتونس العاصمة. وفي غزة تظاهر مئات الفلسطينيين في ساحة المجلس التشريعي بغزة تنديدا بالفيلم، بينما قام نحو ألف متظاهر بنغالي بإحراق العلم الأميركي في العاصمة داكا.

وتظاهر مئات الإيرانيين كذلك أمس أمام مقر السفارة السويسرية التي تقوم بأعمال السفارة الأميركية، كما تظاهر أنصار رجل الدين العراقي مقتدى الصدر في بغداد, بينما هدد قيس الخزعلي قائد عصائب الحق -وهي مليشيا شيعية عراقية- باستهداف المصالح الأميركية في بلاده.

تحقيق بليبيا
وفي ليبيا التي شهدت مقتل السفير الأميركي كريستوفر ستيفنس وثلاثة من مواطنيه في حادثة الهجوم على القنصلية ببنغازي أثناء احتجاجات على الفيلم المسيء، أكد رئيس الوزراء المكلف مصطفى أبو شاقور أن التحقيق بشأن الهجوم الذي أسفر عن مقتل السفير وثلاثة موظفين أميركيين آخرين أحرز تقدما مهما.

وقال أبو شاقور لوكالة الصحافة الفرنسية إن الجهات التي تتولى التحقيق حصلت على أسماء وصور لمشتبه في ضلوعهم بالهجوم, مؤكدا اعتقال عدد من الأشخاص في إطار هذا التحقيق.

وكانت وزارة الداخلية الليبية قالت في وقت سابق أمس إن تحقيقا فتح في الهجوم, وإن عددا من الأشخاص أوقفوا على ذمة القضية.

وقال ونيس الشارف مساعد وزير الداخلية في مدينة بنغازي إن التحقيق يتم في كنف السرية, وستُعلن النتائج عندما يتقدم تلك التحقيق.

وكانت السلطات الليبية وجهت الاتهام بدءا إلى جماعة أنصار الشريعة التي نفت ضلوعها في الهجوم على القنصلية الأميركية, كما أن السلطات لم تستبعد وقوف تنظيم القاعدة أو أنصار العقيد الراحل معمر القذافي وراء الهجوم.

المصدر : الجزيرة + وكالات