بدء التحقيق بملابسات وفاة عرفات

(FILES) -- A file handout picture dated April 21, 2004 and made available by the Palestinian Press Office (PPO) shows Palestinian leader Yasser Arafat at his office in the West Bank city of Ramallah. Arafat, who died in 2004, was poisoned by polonium, according to the findings of laboratory research carried out in Switzerland and cited in an Al-Jazeera report on July 3, 2012. AFP
undefined

من المقرر أن يصل الدكتور عبد الله البشير رئيس اللجنة الطبية للتحقيق في وفاة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات إلى رام الله غدا الأربعاء للبدء بالتحقيق لمعرفة ملابسات وفاة عرفات، وذلك بعد كشف تحقيق تلفزيوني أجرته قناة الجزيرة عن وجود إشعاعات سامة في ملابسه قبيل وفاته.

وقال البشير الذي توجد عيادته في العاصمة الأردنية إنه سيلتقي غدا بالقيادة الفلسطينية، منوها بأنه بدأ بالفعل اتصالاته مع المختبر السويسري الذي كشف عن وجود مادة البولونيوم في ملابس عرفات، لترتيب القدوم إلى رام الله لفحص عينة من رفاته، غير أنه أشار إلى أن الوفد الطبي السويسري لن يتمكن غدا من القدوم لرام الله بسبب ارتباطه بمواعيد وبرامج مسبقة.

وحسب البشير فإن الأعراض الواردة في التقارير الطبية للرئيس الراحل لا تتفق مع أعراض عنصر البولونيوم المشع، لكنه استدرك قائلا في اتصال مع وكالة رويترز "ليس بالضرورة أن تكون نظرية واحدة، والاحتمالات كلها مفتوحة"، مشيرا لإمكانية الاستعانة بأكثر من مختبر.

وكان عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات قد أكد في وقت سابق أمس أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أوعز لأحد مستشاريه الطبيين بالاتصال بالخبراء السويسريين والتنسيق معهم للقدوم لرام الله وأخذ عينات من رفات عرفات، واستكمال فحوصاتهم للوصول إلى النتيجة الحقيقية لوفاته.

بدوره قال رئيس لجنة التحقيق الفلسطينية للكشف عن أسباب وفاة عرفات، توفيق الطيراوي، إن الدكتور البشير هو الذي يقوم بالاتصال بالمختبر السويسري، وبالتالي "عندما يأتي هذا الفريق ستتم الإجراءات حسب الأصول، وبالتالي بعيدا عن وسائل الإعلام، لا نريد أن نعمل كل شيء على شاشات التلفزيون والإعلام".

وأكد الطيرواي أن اللجنة التي يرأسها تعمل منذ سنة ونصف لكشف ملابسات وفاة عرفات، وأضاف "لا أحد في العالم يعرف الذي نعمله، فقط بدأنا بالحديث عندما ثارت هذه الضجة الإعلامية، اضطررنا أن نتكلم بالشكل العام، لكن لا نستطيع أن نتحدث بأي تفاصيل، لأن هذه التفاصيل ستضر بالتحقيق"، مبديا كامل الاستعداد للتعامل مع لجنة تحقيق دولية وتزويدها بكل المعلومات التي لدى لجنة التحقيق الفلسطينية وكل التحقيقات التي جمعتها على مدى عام ونصف.
الطيراوي لم يستبعد تجنيد إسرائيل لاغتيال عرفات (الجزيرة)
الطيراوي لم يستبعد تجنيد إسرائيل لاغتيال عرفات (الجزيرة)

ولم يستبعد الطيراوي ضلوع أحد الفلسطينيين بـ"اغتيال عرفات"، وقال في تصريحات لإذاعة صوت فلسطين "أنا قلت الأداة التي استخدمها الاحتلال في جريمته لا بد أن تكون أداة فلسطينية، إذا كان قد دس له السم في الطعام أو الدواء"، ولم يستبعد أن تكون إسرائيل قد جندت أحد العملاء لدس المادة السامة لعرفات.

بدورها نفت إسرائيل أي صله لها بوفاة عرفات، وقال رئيس جهاز الأمن الداخلي (شين بيت) أفي ديختر "الجثة في أيديهم، إنها في رام الله، وكل المفاتيح فعلا في أيديهم".

تحقيق عربي ودولي
وفي إطار البحث بملابسات وفاة عرفات أكد عريقات أن السلطة الفلسطينية تلقت وعدا من الأمين العام لـجامعة الدول العربية نبيل العربي بتشكيل لجنة تحقيق عربية لكشف ملابسات وفاة عرفات.

وكانت تونس قد تقدمت بطلب للجامعة العربية بعقد اجتماع وزاري ينظر في ملابسات وفاة عرفات وما ينبغي اتخاذه من قرارات في ضوء تحقيق تلفزيوني أجرته الجزيرة وكشف عن وجود إشعاعات سامة في ملابسه قبيل وفاته.

وعقب نشر تحقيق الجزيرة في الثالث من الشهر الجاري، طالبت السلطة الفلسطينية بتحقيق دولي على شاكلة التحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري, وتواترت الدعوات في الساحة الفلسطينية إلى تفعيل التحقيقات الداخلية في هذه القضية.

وكانت صحة عرفات قد تدهورت بشكل مفاجئ نهاية أكتوبر/تشرين الأول عام 2004 عندما كانت إسرائيل تحاصره في المقاطعة برام الله، ولم تنفع محاولات أطباء فلسطينيين وآخرين مصريين وتونسيين في علاجه أو اكتشاف السبب في ما كان يعاني منه، فتم نقله إلى مستشفى بيرسي العسكري في العاصمة الفرنسية باريس.

وهناك أجرى الأطباء الفرنسيون عدة فحوصات له، ودرسوا عدة احتمالات لإصابته بينها التسمم، لكن النتائج التي توصلوا إليها لم تظهر أثرا لأي سموم، وتعددت الشائعات آنذاك بشأن إصابته بين قائل بالسرطان أو التليف الكبدي، وراجت حتى مزاعم بإصابته بمرض الإيدز، وفشل الأطباء في علاجه، وأعلن رسميا عن وفاته يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2004.

المصدر : الجزيرة + وكالات