تركيا تلجأ رسميا للناتو بشأن طائرتها

مسار الطائرة التركية التي أسقطتها سوريا
undefined
تقدمت تركيا بطلب رسمي إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) لتفعيل بعض مواد ميثاق الحلف، وذلك في أعقاب إسقاط سوريا طائرة استطلاع عسكرية تركية. بينما أكدت دمشق مجددا أن إسقاطها طائرة الاستطلاع التركية الجمعة "عمل سيادي"، وحذرت من أي هجوم يستهدفها.

ويتوقع أن يعقد الناتو اجتماعا الثلاثاء بموجب المادة الرابعة في المعاهدة المؤسسة للحلف التي تخول أي دولة عضو طلب مشاورات عاجلة، إذا "تعرضت وحدة أراضيها أو استقلالها السياسي أو أمنها للتهديد".

وتنص المادة الخامسة من معاهدة الحلف على أن كل دولة عضو فيه يجب أن تعتبر تعرض أي بلد منه لهجوم كعمل موجه ضد الأعضاء كافة, وتتخذ التدابير اللازمة لمساعدة الدولة التي تعرضت لهذا الهجوم.

ووصفت أنقرة إسقاط سوريا لطائرتها بأنه "عمل عدائي على أعلى المستويات"، وقال الناطق باسم الحكومة التركية بولنت أرينش -في ختام اجتماعات حكومية لتقييم الموقف- إن بلاده ستتخذ كافة الخطوات ضمن القوانين الدولية التي هي إلى جانب تركيا. وأضاف أن الطائرة التركية أسقطت بصاروخ وليس بنيران المضادات كما ذكرت السلطات السورية.

تحذير سوري 
وفي المقابل، أكدت دمشق مجددا أن إسقاطها طائرة الاستطلاع التركية الجمعة "عمل سيادي"، وحذرت من أي هجوم يستهدفها.

وتحدث الناطق باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي -في مؤتمر صحفي اليوم- عن "انتهاك صريح" للسيادة السورية قامت به الطائرة التي كانت تحلق -كما قال- على علو مائة متر فقط، وعلى بعد كيلومتر إلى كيلومترين عن الساحل السوري. مما اضطر الدفاعات السورية لإسقاطها برشاش أرضي وليس بصاروخ موجه.

وأضاف أن سوريا عثرت على بعض حطام الطائرة وأعادته إلى تركيا، منتقدا الرواية التركية لما حدث لأنها "تخالف الوقائع". واتهم مقدسي أنقرة بتعقيد الأمور، وحذر من أي عمل قد يستهدف سوريا يخرج به اجتماع الناتو، قائلا "إذا كان اجتماعهم لأهداف عدائية فإن الأراضي والمياه السورية مقدسة".

‪المسؤولون الأتراك بحثوا مطولا أزمة الطائرة وأكدوا التزامهم بالقانون الدولي‬ 
المسؤولون الأتراك بحثوا مطولا أزمة الطائرة وأكدوا التزامهم بالقانون الدولي (الجزيرة)
‪المسؤولون الأتراك بحثوا مطولا أزمة الطائرة وأكدوا التزامهم بالقانون الدولي‬
المسؤولون الأتراك بحثوا مطولا أزمة الطائرة وأكدوا التزامهم بالقانون الدولي (الجزيرة)

طائرة أخرى
وفي آخر تفاعلات ذلك الملف، قالت أنقرة إن القوات السورية أطلقت النار على طائرة تركية ثانية كانت في مهمة للبحث عن طائرة استطلاع أف-4 التي أسقطتها سوريا الجمعة الماضية، لكن الطائرة الثانية لم تسقط.

وهاجمت الصحف التركية نظام الرئيس بشار الأسد بشدة، وأشادت بدعوة تركيا لاجتماع الناتو، لكن رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان لم يشر حتى الآن إلى رد مسلح، فيما قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إن قضية الطائرة سترفع إلى مجلس الأمن.

ولقي إسقاط الطائرة إدانة غربية واسعة، إذ قالت إيطاليا إنه "غير مقبول"، في حين وصفته وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بالعمل "الوقح"، وتحدث نظيرها البريطاني وليام هيغ عن فعل "شائن"، وأبدى استعداد بلاده لدعم عمل قوي ضد سوريا في الأمم المتحدة.

وفي المقابل، وجهت لتركيا وسوريا دعوات لضبط النفس من الصين وألمانيا وإيران والعراق، ومن الأمين العام للأمم المتحدة.

وتركيا من أشد منتقدي النظام السوري بعد أن كانت من أشد حلفائه، وهي تحتضن عشرات آلاف اللاجئين السوريين، إضافة إلى معسكرات الجيش الحر، لكنها تنفي تسليح المعارضة السورية.

المصدر : الجزيرة + وكالات