أكد الرئيس التركي عبد الله غل أنه لا يمكن تجاهل إسقاط سوريا لطائرة حربية تركية, وكشف في الوقت نفسه عن اتصالات مع دمشق التي أقرت بإسقاط الطائرة, في حادث قد تكون له تداعيات خطيرة في ظل الأوضاع الراهنة في سوريا.
ونددت روما الأحد بالتصرف "الخطير وغير المقبول" للنظام السوري، وأكدت مشاركتها في اجتماع الناتو الذي سيناقش الثلاثاء في بروكسل هذه القضية بناء على طلب أنقرة.
وأعرب وزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرزي عن "استنكاره الشديد وإدانته"، وقال إن إيطاليا ستشارك في اجتماع الناتو التشاوري.
من جانبها دانت بريطانيا بشدة ما سماه وزير خارجيتها وليام هيغ العمل السوري "الشائن"، وقال إن بلاده مستعدة لاتخاذ موقف قوي في مجلس الأمن ضد سوريا.
أما الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، فقد أشاد بمستوى ضبط النفس الذي قال إن تركيا تحلّت به. وأعرب عن قلقله البالغ من التداعيات الخطيرة المحتملة للحادث على المنطقة.
وحذرت تركيا مؤخرا من أنها قد تلجأ إلى المادة الخامسة من معاهدة الحلف التي تنص على مثل هذا التحرك بعد أن أطلقت القوات السورية النار باتجاه الأراضي التركية.
وكان أوغلو قد اجتمع في وقت سابق بالمسؤولين العسكريين والاستخباريين الأتراك، وهاتف قادة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا وإيران ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون لإبلاغهم بالتقييم التركي لما حدث.
وكان الرئيس التركي عبد الله غل قال السبت إن الطائرة ربما خرقت فعلا الأجواء السورية لكن عن غير قصد. وحذر من أنه "يجب أن لا يخامر أيا كان الشك في إجراءات الرد التي ستتخذ إن لزم الأمر". ولم يحدد ماهية الرد، لكن وزير العمل والضمان الاجتماعي التركي فاروق شيليك قال إنها قد تتخذ شكلا دبلوماسيا أو أشكالا أخرى.
وقد أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن الموقف النهائي لتركيا سيعلن بعد انتهاء التحقيق في الحادث. واجتمع أردوغان بالمسؤولين الأمنيين الأتراك مرتين في أقل من 24 ساعة، كما يلتقي اليوم قادة أحزاب المعارضة.
وفي وقت سابق أعلنت أنقرة أنها تمكنت من تحديد إحداثيات الطائرة التي أسقطتها سوريا على عمق 1300 متر تحت سطح البحر في المياه السورية، لكنها لم تعثر على الطائرة نفسها.