توتر بمصر قبيل إعلان اسم الرئيس

واصل المتظاهرون المصريون اعتصامهم بميدان التحرير بوسط القاهرة احتجاجا على الإعلان الدستوري المكمل الذي أصدره المجلس العسكري، في حين احتشد آخرون مؤيدون للمجلس أمام النصب التذكاري للجندي المجهول، في وقت يترقب فيه المصريون بمزيد من القلق اسم الفائز بالرئاسة الذي تحدد الإعلان عنه ظهر الأحد.

وقالت اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية إنها ستعلن نتيجة جولة الإعادة للانتخابات ظهر الأحد لمعرفة الفائز فيها من المتنافسين محمد مرسي مرشح جماعة الإخوان المسلمين، وأحمد شفيق آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك.

وكان من المقرر أن تُعلن نتائج الجولة الثانية التي نظمت يومي 16 و17 يونيو/حزيران يوم الخميس، لكن اللجنة أعلنت الأربعاء الماضي تأجيلها لحين استكمال النظر في الطعون.

وأعلن كل من مرسي وشفيق أنه الفائز في هذه الانتخابات بناء على ما لدى كل طرف من أرقام، وسط حالة من التوتر السياسي الكبير في البلاد وشد بين المجلس العسكري الحاكم منذ الإطاحة بمبارك بداية 2011، وجماعة الإخوان المسلمين، أكبر القوى السياسية في مصر.

في هذه الأثناء أعلنت مجموعة من الأحزاب الليبرالية تشكيل ما يسمى التيار الثالث للتعبير عن رفضها الانقسام الحالي بين المجلس العسكري وغالبية القوى الثورية والإسلامية.

وفي سياق الأزمة السياسية أفاد مراسل الجزيرة بالقاهرة أن جهات سيادية اجتمعت مع الناشط السياسي محمد البرادعي المدير العام السابق لوكالة الطاقة الذرية، لمناقشة سبل الخروج من الأزمة السياسية الراهنة، وتوليه رئاسة حكومة ائتلافية خلفا لحكومة كمال الجنزوري الذي قال إن مسألة تقديم استقالته للمجلس العسكري أو للرئيس القادم سيتحدد خلال ساعات.

ونفى الجنزوري في مؤتمر صحفي عقده مساء السبت ما تردد عن هروب بعض رجال الأعمال المصريين من مصر، وأكد أنه طالب الوزراء بإعداد وثيقة عمل تتضمن مقترحات ورؤية تقدم إلى الحكومة القادمة. 

‪شفيق اعتبر نفسه الفائز الشرعي‬ (الجزيرة)
‪شفيق اعتبر نفسه الفائز الشرعي‬ (الجزيرة)

استقطاب حاد
وفي الوقت الذي يواصل فيه متظاهرون من قوى سياسية مختلفة في مقدمتها جماعة الإخوان المسلمين، اعتصامهم المفتوح في ميدان التحرير لليوم الخامس على التوالي للمطالبة بسرعة إعلان نتائج الانتخابات وبطلان القرارات المتعلقة بحل مجلس الشعب وما يعرف بالإعلان الدستوري المكمل، تجمعت حشود أخرى في حي مدينة نصر بالقاهرة أمام قبر الجندي المجهول تضامنا مع المجلس العسكري وتأكيدا لاحترام أحكام القضاء.

وحمل المتظاهرون لافتات تأييد للمجلس الأعلى للقوات المسلحة وللمرشح الرئاسي الفريق أحمد شفيق الذي أعلن في مؤتمر صحفي منذ يومين أنه يعتبر نفسه الفائز الشرعي بالانتخابات.

وأكد متظاهرو مدينة نصر الذين أقاموا منصة وحيدة رددوا عليها الأغاني والأناشيد الوطنية، احترامهم لحكم المحكمة الدستورية العليا الخاص بحل مجلس الشعب ومساندتهم للقوات المسلحة، منددين بما أسموها محاولات داخلية وخارجية لإذكاء الفتنة في مصر.

وأدى التنافس الشرس بين مرسي وشفيق إلى خلق حالة من الاستقطاب الحاد في مصر وأثار المخاوف بشأن حدوث قلاقل محتملة عقب إعلان النتيجة لأي من المرشحين.

المصدر : الجزيرة + وكالات