عشرات القتلى وقصف متواصل بسوريا

أفادت لجان التنسيق المحلية بأن 60 شخصا قتلوا الأربعاء في سوريا معظمهم بـريف دمشق ودرعا واللاذقية وحلب، وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر استعدادها لإجلاء مصابين ومدنيين محاصرين من مدينة حمص، كما أعلن رئيس بعثة المراقبين التزام بعثته أخلاقيا بالبقاء في سوريا.

وقتل ستون شخصا في سوريا، وثقت الشبكة السورية 35 من بينهم في مناطق عدة، في حين ألحقت بهم الهيئة العامة للثورة السورية عشرة آخرين، سقطوا في قصف على أحياء جنوب الملعب وطريق حلب بمدينة حماة، كما لحق بهم أربعة ثم 11 في قصف آخر.

وقالت الشبكة السورية ومركز دمشق لحقوق الإنسان -في تقرير لهما- إن القتلى سقطوا في محافظات مختلفة، وإنهم قتلوا على أيدي قوات الأمن والجيش السوري النظامي, بينهم ستة أطفال وسيدة بالإضافة إلى ثلاثة قتلى تحت التعذيب ومجندين منشقين.

وأوضح تقرير الشبكة أن عشرة من القتلى كانوا في دمشق وريفها، وأن سبعة منهم سقطوا في حماة وستة في درعا ومثلهم في حمص، في حين قتل اثنان في اللاذقية واثنان في دير الزور، بالإضافة إلى قتيلين أحدهما في حلب والآخر في إدلب.

وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأن عشرة أشخاص على الأقل سقطو جراء قصف على أحياء جنوب الملعب وطريق حلب في حماة التي تشهد منذ وقت انفجارات وإطلاق نار من مختلف الأسلحة تعم أحياءها.

وفي دير الزور تحدثت الشبكة عن قصف بالطيران المروحي السوري على قرية الشحيل بشكل عنيف وسط حركة نزوح لأهالي القرية، مع وجود دبابات تتجه إلى القرية تمهيدا لاقتحامها.

ويتواصل القصف من مروحيات الجيش السوري -حسب نشطاء سوريين- على درعا ودير الزور وقرية بيانون في حلب.

وفي هذه الأثناء، تواصل "إضراب الكرامة" في أحياء دمشق، وشمل مناطق أخرى كشارع بغداد وحي السويقة والقابون, وانتقل إلى ريف دمشق وشمل مناطق في بيلا وبيت سحم ويَلْدَا.

وشمل الإضراب -الذي دعا إليه الناشطون- كذلك مناطق بحلب العاصمة الاقتصادية للبلاد ودرعا جنوباً, وقد كتب ناشطون على واجهات المحلات عبارات تندد بالمجازر التي يرتكبها النظام.

القتال المتواصل في حمص منع الجرحى والمسنين والأطفال من اللجوء إلى مكان آمن(الفرنسية)
القتال المتواصل في حمص منع الجرحى والمسنين والأطفال من اللجوء إلى مكان آمن(الفرنسية)

إجلاء بحمص
في غضون ذلك، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن مسؤولي الجيشين النظامي والحر وافقوا على طلب تقدمت به اللجنة لوقف إطلاق النار مؤقتاً من أجل الدخول إلى مدينة حمص.

وأكدت اللجنة أنها ستعمل على إجلاء مئات المحاصرين والمصابين العالقين في المدينة، وأضافت أن فرقها جاهزة لدخول حمص بالتعاون مع الهلال الأحمر السوري لبدء تلك المهمة.

وأوضحت اللجنة الدولية أن الأولوية القصوى لإجلاء الجرحى والمرضى إلى مناطق أكثر أمنا لعلاجهم، تماشيا مع القانون الدولي الإنساني. وتسعى الوكالة كذلك إلى توصيل "المساعدات التي تمس الحاجة إليها" والإمدادات الطبية إلى فرع الهلال الأحمر العربي السوري في حمص.

وقال المتحدث باسم الصليب الأحمر هشام حسن لرويترز "لدينا فرق من اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومن الهلال الأحمر العربي السوري في مدينة حمص. نريد أن ندخل بأسرع ما يمكن، ونحن نضع اللمسات الأخيرة على المسائل الفنية وخطوط الاتصال".

وأضاف "كنا قد طلبنا من السلطات السورية ومن جماعات المعارضة في حمص السماح لنا وللهلال الأحمر السوري بدخول المدينة ومساعدة الناس. وقد حصلنا على موافقة السلطات وعلى ضمانات من المعارضة، ونأمل أن نكون قادرين على القيام بذلك في أسرع وقت ممكن".

وقالت مديرة عمليات اللجنة الدولية للصليب الأحمر للشرقين الأدنى والأوسط بياتريس ميجيفانروجو إن "مئات المدنيين محاصرون في الحي القديم بحمص، غير قادرين على المغادرة واللجوء إلى مناطق أكثر أمنا بسبب استمرار المواجهات المسلحة".

وأضافت في بيان أنه "من الضروري السماح للجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري على الفور بالوصول بأمان ودون عوائق إلى من يحتاجون لمساعدة تنقذ حياتهم".

المراقبون الدوليون باقون في سوريا رغم تعليق عملهم هناك (دويتشه فيله)
المراقبون الدوليون باقون في سوريا رغم تعليق عملهم هناك (دويتشه فيله)

المراقبون باقون
وفي سياق عمل المراقبين، اشترط رئيس البعثة روبرت مود لعودة فريقه إلى العمل أن تخف حدة العنف بشكل كبير، وأن تلتزم الحكومة والمعارضة بسلامة وأمن وحرية حركة المراقبين. وأشار إلى أن الأوضاع متدهورة في سوريا مذ علقت البعثة المؤلفة من ثلاثمائة مراقب غير مسلح عملياتها.

وأوضح الجنرال مود أن تعليق العمليات لا يعني "التخلي" عن سوريا، مضيفا أن البعثة "ملزمة أخلاقيا بعدم التخلي..، ويجب أن تضاعف جهودها".

وأشار إلى أنه من غير المرجح أن تعود دوريات المراقبين بشكل تام إلا إذا أظهر نظام الرئيس الأسد والمعارضة السورية "التزاما واضحا بتخفيف حدة" العداوات. وأضاف أن استخدام العبوات الناسفة المصنعة يدويا والقناصة قد ازداد، مما تسبب في العديد من الوفيات المتزايدة في سوريا.

كما أعلن مساعد الأمين العام لعمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة هيرفيه لادسو للصحفيين في نيويورك أن الأمم المتحدة قررت "عدم تعديل" بعثتها في سوريا "بل الإبقاء عليها". لكنه أوضح أنه تجري حاليا عملية مراجعة لإجراء تغييرات محتملة.

المصدر : الجزيرة + وكالات