واشنطن تحدد مدى زمنيا لخطة أنان

US Secretary of State Hillary Clinton speaks at the Public Service Hall in Batumi, Georgia, on June 5, 2012, during her joint press conference with Georgian President Mikheil Saakashvili. AFP
undefined

حددت واشنطن منتصف يوليو/تموز المقبل كـ"حد أقصى" لنجاح خطة السلام المتعثرة التي  اقترحها المبعوث الدولي العربي كوفي أنان بشأن سوريا. وأبدت في الوقت نفسه قلقها من إرسال طائرات مروحية حربية إلى سوريا. وفي الأثناء تضاربت الآراء الأممية بشأن توصيف ما يجري في سوريا.

فقد قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إن الولايات المتحدة تدعم بشكل كامل خطة أنان المكونة من ست نقاط، لأن جهوده بالنيابة عن الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية تمثل وحدة هدف دولية "غير مسبوقة".

وذكرت -خلال مناقشة في معهد بروكينغز بواشنطن- أن "ازدراء" الرئيس السوري بشار الأسد لخطة السلام كثف الجهود الدولية -التي شملت روسيا- لتحديد ملامح انتقال سياسي لحقبة ما بعد الأسد. وأكدت أن الولايات المتحدة ترفض انضمام طهران للمحادثات بسبب دعمها العسكري لدمشق.

وأضافت كلينتون أنها ناقشت الخطط المستقبلية مع أنان الأسبوع الماضي. وقالت "لدينا حد زمني في أذهاننا لرؤية ما إذا كانت جهود أنان ستنجح أم لا. الحد الأقصى هو منتصف يوليو/تموز المقبل عندما يقرر مجلس الأمن الدولي ما إذا كان سيمدد مهمة مراقبي السلام هناك أم لا".

وقالت إن من الصعب تمديد مهمة بعثة المراقبين الدوليين في سوريا التي تنتهي في منتصف يوليو/تموز المقبل "إذا لم يتحقق تقدم واضح". وعزت ذلك إلى تزايد الخطر الذي يهدد مهمة المراقبين على الأرض.

قلق أميركي
من جهة ثانية، قالت كلينتون إن الولايات المتحدة قلقة من معلومات تشير إلى إرسال مروحيات روسية هجومية إلى سوريا، متهمة موسكو بالكذب بشأن شحناتها للأسلحة. وأضافت "إننا قلقون بشأن معلومات أخيرة لدينا تشير إلى إرسال مروحيات هجومية من روسيا إلى سوريا، من شأنها أن تصعد النزاع بشكل مأساوي".

كلينتون أكدت دعم بلادها الكامل لخطة أنان في سوريا (الفرنسية-أرشيف)
كلينتون أكدت دعم بلادها الكامل لخطة أنان في سوريا (الفرنسية-أرشيف)

وأوضحت أن الولايات المتحدة واجهت الروس لوقف شحناتهم المستمرة من الأسلحة إلى سوريا، لكنهم ردوا بأنه "لا داعي للقلق لأن كل شيء يقومون بشحنه غير مرتبط بتصرفات الحكومة السورية في الداخل".

ومن جهته، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) جون كيربي إنه لا يملك معلومات عن شحنة طائرات هليكوبتر جديدة مرسلة لسوريا، لكنه أكد "أن نظام الرئيس بشار الأسد بدأ يلجأ إلى طائرات الهليكوبتر لشن هجمات". وشدد كيربي على أن بلاده تعلم باستخدام نظام الأسد "لطائرات هليكوبتر هجومية ضد شعبه".

وبدورها أوضحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند أنه لا يمكنها التكهن بشأن مصدر معلومات كلينتون. غير أنها أوضحت أن مخاوف كلينتون تخص مروحيات في طريقها الآن إلى سوريا، وليست بشأن مبيعات محتملة في الماضي.

تضارب أممي
في هذه الأثناء، قال رئيس عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة هيرفي لادسوس الثلاثاء إنه يعتقد أن سوريا في حرب أهلية. وقال لصحفيين -لدى سؤاله في مقر الأمم المتحدة بنيويورك عما إذا كان الصراع في سوريا تصاعد لحرب أهلية- "نعم، أعتقد أنه يمكن قول ذلك".

وأضاف لادسوس "أعتقد أن هناك زيادة هائلة في مستوى العنف…، إنها زيادة هائلة بالفعل، تشمل  بطريقة ما بعض التغيير في طبيعة الحرب. ما يحدث هو أن الحكومة السورية فقدت مساحات كبيرة من الأراضي ومدنا عديدة لصالح المعارضة، وترغب في استعادة السيطرة على هذه المناطق".

‪لادسوس أعرب عن اعتقاده بأن سوريا دخلت في حرب أهلية‬ (الفرنسية-أرشيف)
‪لادسوس أعرب عن اعتقاده بأن سوريا دخلت في حرب أهلية‬ (الفرنسية-أرشيف)

وقال "لدينا تقارير مؤكدة عن استخدام دبابات ومدفعية ومروحيات هجومية أيضا، وهذا بالفعل أصبح على نطاق واسع". 

وفي المقابل، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة مارتن نتسيركي إنه لا يوجد حتى الآن تشخيص شامل للوضع في سوريا يمكن بموجبه وصف ما يحدث بأنه حرب أهلية.

من ناحية ثانية، قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إنه أطلع مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان على موقف بلاده من الأحداث في سوريا، وأكد موقف تركيا الداعي إلى وضع جدول زمني لتطبيق خطة أنان. 

من ناحية أخرى، قال أحمد فوزي المتحدث باسم أنان إن مجموعة الاتصال الدبلوماسية التي تشكلها الأمم المتحدة حاليا من المقرر أن تعقد أول اجتماع لها "قريبا"، لمنح "قوة" للخطة السداسية بشأن سوريا التي اقترحها أنان. 

وفي المقابل أعلن وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف الثلاثاء أن موسكو مستعدة لاستضافة مؤتمر دولي حول سوريا، مشدداً على ضرورة مشاركة إيران.

 
المصدر : الجزيرة + وكالات