قتلى بقصف مدن ومجزرة في دير الزور

 
وثقت الشبكة السورية ومركز دمشق لحقوق الإنسان سقوط 21 قتيلا بنيران قوات النظام اليوم مع مواصلة الجيش النظامي قصفه المدفعي وبالطيران المروحي مدنا وبلدات في حمص واللاذقية وحلب ودير الزور، وذلك بعد ساعات من ارتكابه مجزرة جديدة في دير الزور فجرا راح ضحيتها أكثر من ثلاثين قتيلا وأكثر من سبعين جريحا بينهم أطفال.

 
وأشارت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إلى أن عشرة قتلوا في حمص، تلتها الحفة في ريف اللاذقية بأربعة قتلى، كما قتل اثنان آخران في كل من دير الزور ودمشق وريفها وإدلب وواحد في حماة، ومن بين الضحايا -وفق نفس المصدر- طفلة وسيدة ومجند منشق وأربعة قتلى تحت التعذيب.

في غضون ذلك قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن قوات النظام تقصف بعنف منذ صباح اليوم بالمدفعية وبالطيران المروحي أحياء بمدينة حمص وسط البلاد، إضافة إلى مدينتي تلبيسة والقصير وقراها بنفس المحافظة.

كما تتعرض مدينة الرستن بحمص لقصف عنيف بالطائرات المروحية وراجمات الصواريخ أوقع قتيلان على الأقل وعشرات الجرحى وفق الهيئة العامة للثورة.

وفي ريف محافظة حلب شمالا تواصل قوات النظام قصف مدن وبلدات بيانون وحريتان وحيان وعندان بالمدفعية والمروحيات. وأشار نشطاء إلى تمركز دبابات عند مفرق بيانون تمهيدا لاقتحامها.

القصف متواصل على عدة أحياء بحمص (الجزيرة)
القصف متواصل على عدة أحياء بحمص (الجزيرة)

قصف الحفة
كما تتعرض مدينة الحفة في ريف اللاذقية والقرى المجاورة لها لقصف عنيف بقذائف الهاون والأسلحة الثقيلة والطيران الحربي بحسب الهيئة العامة للثورة.

وأشار نشطاء إلى قيام قوات الأمن بحرق المحاصيل الزراعية لليوم الثاني على التوالي في إنخل بمحافظة درعا جنوبا وسط انتشار القناصة والدبابات في شوارع البلدة مما أدى إلى حركة نزوح واسعة للسكان عن البلدة.

وشرقا في دير الزور قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن القوات النظامية تقصف مدينة العشارة في المحافظة مما أسفر عن سقوط أربعة قتلى و17 جريحا على الأقل.

وفي التفاصيل، ذكرت شبكة شام الإخبارية أن قوات عسكرية كبيرة قوامها 15 دبابة و15 سيارة عسكرية محملة بالجنود والشبيحة اقتحمت العشارة وسط إطلاق نار كثيف وعشوائي.

مجزرة دير الزور
يأتي هذا التصعيد بعد ساعات من ارتكاب قوات النظام مجزرة جديدة فجر اليوم في دير الزور قتل فيها 31 شخصا وأصيب أكثر من سبعين آخرين وفق الشبكة السورية لحقوق الإنسان، وذلك بعدما استهدف قصف مدفعي للجيش النظامي الليلة الماضية مظاهرة في الجبيلة تندد بالمجازر التي حصلت بالمناطق الأخرى من البلاد وتنادي بالحرية وإسقاط النظام.

وأشار ناشطون إلى أن كثيرا من الجثث ما زالت تحت الأنقاض في الجبيلة.

وفي سياق متصل قامت قوات الجيش والأمن السوري صباح اليوم في محاولة لاقتحام مشفى النور في الجبيلة لخطف الجرحى ولكن وبسبب تواجد عناصر حماية من الجيش الحر أمام المشفى دارت اشتباكات بين الجانبين ولم يتمكن الجيش النظامي من خطف الجرحى وفق ناشطين.

وكانت لجان التنسيق المحلية قد ذكرت أن 109 أشخاص على الأقل قتلوا أمس بنيران قوات النظام، معظمهم في حمص وإدلب ودير الزور. ووجه ناشطون في حمص وإدلب وفي بلدة الحفة قرب اللاذقية نداءات استغاثة للمجتمع الدولي للتدخل لإيقاف قصف قوات النظام المتواصل منذ أيام.

شبيحة النظام السوري يدعمهم رجال أمن في بلدة داريا قرب دمشق (الجزيرة)
شبيحة النظام السوري يدعمهم رجال أمن في بلدة داريا قرب دمشق (الجزيرة)

توثيق الخروق
وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بالتعاون مع مركز دمشق لدراسات حقوق الإنسان يوم الاثنين ما لا يقل عن 870 نقطة خرق لمبادرة كوفي أنان بإطلاق نار مباشر وقصف مدفعي واقتحامات من قبل قوات الجيش السوري على المتظاهرين السلميين مما أدى إلى وقوع العديد من القتلى والجرحى والعديد من الاعتقالات.

وشملت الخروق محافظات دمشق وريفها وحمص وإدلب ودرعا وحماة ودير الزور واللاذقية وحلب والرقة والحسكة وطرطوس.

وقد اتهمت الأمم المتحدة الحكومة السورية باتباع "تكتيكات جديدة مروعة"، وتحدثت عن "تكثيف خطير" للعنف واستخدام المروحيات لقصف المدن والمراكز السكانية وسط مخاوف من ارتكاب مجازر جديدة في الحفة باللاذقية والرستن وتلبيسة بحمص.

ودعا بيان صادر عن مكتب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الاثنين إلى وقف فوري لإراقة الدماء والمعارك في سوريا، مشيرا إلى "تصاعد خطير للعنف" خلال الأيام الماضية بتكثيف الجيش السوري هجماته على المراكز المدنية، وتوجه المعارضة على نحو متزايد إلى الهجمات المنسقة على القوات الحكومية، مما يعرض المدنيين لمخاطر شديدة في المناطق التي تتعرض للقصف.

وأبلغ المراقبون الدوليون التابعون للأمم المتحدة -وفق البيان- عن زيادة مستوى المعارك المسلحة بين القوات الحكومية وقوات المعارضة، وأوضحوا أن "العمليات العسكرية المكثفة للحكومة ومنها قصف مدينة حمص وما تردد من أنباء عن قصف مراكز سكانية أخرى وكذلك إطلاق النار من المروحيات على تلبيسة والرستن تؤدي إلى خسائر فادحة بين المدنيين وانتهاكات لحقوق الإنسان".

وقد أبدت الخارجية الأميركية خشيتها من أن يكون النظام السوري يستعد لارتكاب مجزرة جديدة في مدينة الحفة بمحافظة اللاذقية.

المصدر : الجزيرة + وكالات