العسكري يحذر من الزحف للعباسية

قبل ساعات من مظاهرة مليونية غاضبة دعت إليها قوى سياسية مصرية واختلفت على مكانها, وجه المجلس العسكري الحاكم تحذيرات من "الزحف" على مقر وزارة الدفاع, بينما دعا المرشح المستبعد من الانتخابات الرئاسية حازم صلاح أبو إسماعيل أنصاره إلى فض اعتصام العباسية, قائلا "من نزل من أجلي فليرجع".

وقال اللواء محمد العصار عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مؤتمر صحفي إن "المرفوض هو الزحف على وزارة الدفاع", بينما قال اللواء مختار الملا عضو المجلس العسكري في بيان ألقاه في ختام المؤتمر الصحفي إن أفراد القوات المسلحة ملزمون "بالذود عن مقر وزارة الدفاع والمنشآت العسكرية"، وأضاف "إذا اقترب أحد من عرينهم فكل يحاسب نفسه".

وعلق العصار على الاشتباكات الأخيرة التي راح ضحيتها 11 قتيلا على الأقل فجر الأربعاء بقوله إنها وقعت بين المعتصمين وبعض سكان المنطقة ممن يقولون إنهم متضررون من قطع الطرق والاعتداء على المنازل والممتلكات من جانب المعتصمين. كما رأى أن المكان المناسب لهذه الاعتصامات هو ميدان التحرير.

المعتصمون بالعباسية ينتمون لتيارات متعددة (الفرنسية)
المعتصمون بالعباسية ينتمون لتيارات متعددة (الفرنسية)

وفي المؤتمر الصحفي تعهد المجلس الأعلى بتسليم السلطة إلى الرئيس المنتخب بنهاية يونيو/حزيران المقبل أو قبل ذلك، وجدد التزامه بضمان نزاهة الانتخابات الرئاسية بنسبة 100%.

وقال اللواء العصار "نحن ملتزمون بنزاهة الانتخابات بنسبة 100%، ليس لنا مصلحة مع أحد ولسنا مؤيدين لأحد المرشحين، وكل المرشحين مصريون محترمون".

وأضاف أن مطلب المعتصمين بتسليم السلطة هو أمر تعهدنا به في مرات عدة ونجدد التعهد به مرة أخرى، ونطالب الشعب بالحرص على اختيار الرئيس القادم وتوفير المناخ المناسب لإجراء الانتخابات.

وقال إن "الحديث عن نزاهة الانتخابات يدعو للاستغراب، فلا مجال للشك في المجلس الأعلى في القيام بأي عملية تزوير.. وإن الانتخابات البرلمانية جرت بكل نزاهة شهد بها العالم ونحن ملتزمون بنزاهة الانتخابات الرئاسية".

وأوضح أن لجنة الانتخابات الرئاسية دعت منظمات محلية وأجنبية لمتابعة الانتخابات للتأكد من نزاهتها وشفافيتها، مشددا على أن القوات المسلحة لا يمكن أن تضحي بسمعتها ورصيدها عند الشارع ولا مجال للتفكير في تزوير الانتخابات.

وأضاف، نريد أن تمر الفترة الانتقالية حتى تسليم السلطة بسلام ودون مشكلات، وندعو الأغلبية للالتزام بقواعد الديمقراطية وألا ينزعوا "سلم الانتخابات" بعدما أوصلتهم للبرلمان.

دعوات لمليونية
واستبق المؤتمر الصحفي مظاهرة مليونية الجمعة دعت إليها قوى سياسية متعددة سماها بعض النشطاء "جمعة الزحف", في إشارة لاعتزامهم تنظيم مسيرة كبيرة إلى مقر وزارة الدفاع بمنطقة العباسية التي شهدت مواجهات دامية قتل خلالها 11 شخصا في الساعات الأولى من صباح الأربعاء, بعد هجوم لمسلحين مجهولين قرب مقر الوزارة.

وبينما دعت جماعة الإخوان المسلمين وحزب النور السلفي لقصر التظاهرات على ميدان التحرير, تمسكت حركة 6 أبريل بالزحف إلى العباسية.

أبو إسماعيل دعا أنصاره لمغادرة اعتصام العباسية (الأوروبية-أرشيف)
أبو إسماعيل دعا أنصاره لمغادرة اعتصام العباسية (الأوروبية-أرشيف)

كما سمى نشطاء مظاهرات غد "جمعة النهاية" في إشارة إلى مطالب المعتصمين في منطقة العباسية بشمال القاهرة، حيث مبنى وزارة الدفاع وفي ميدان التحرير، بإنهاء الإدارة العسكرية لشؤون البلاد وإلغاء حصانة من الطعن على قرارات لجنة الانتخابات الرئاسية.

وبينما يؤكد المعتصمون قرب وزارة الدفاع أن احتجاجهم سلمي, تتصاعد الانتقادات للمجلس الأعلى للقوات المسلحة لعدم تصديه لهجمات تعرض لها المعتصمون على مدى أيام.

وقد بدأ أنصار حازم أبو إسماعيل ونشطاء آخرون الاعتصام قرب وزارة الدفاع في الساعات الأولى من صباح يوم السبت، بعد مسيرة انطلقت من ميدان التحرير بوسط القاهرة مساء يوم الجمعة الماضي.

أبو إسماعيل ينفي مسؤوليته
ورفض أبو إسماعيل محاولات تحميله مسؤولية أحداث العباسية, ودعا أنصاره إلى فض الاعتصام. وقال أبو إسماعيل، بصفحته الشخصية على فيسبوك، "من كان نزل في هذه الأحداث من أجلي فليرجع، أما غيرهم من شتى الفئات ونزلوا للقضايا العامة وليس لي سلطان عليهم فهؤلاء فقط المستمرون، وما أنا إلا أحد الموضوعات التي طرحها هؤلاء فقط لا غير".

على صعيد آخر, أعلنت المؤسسة العربية لدعم منظمات المجتمع المدني أنها تختلف جزئيا مع الدوافع التي تقف وراء الاعتصام والتظاهر أمام وزارة الدفاع، "إلا أنها تؤكد ضرورة حماية حق  التظاهر والاعتصام السلمي".

وحمّلت المؤسسة في بيان وزارة الداخلية والمجلس العسكري مسؤولية التقصير والتقاعس عن  مواجهة الاعتداءات ضد المعتصمين، مطالبة بالقبض على مرتكبي هذه الأحداث ومعرفة من يقف وراءهم.

المصدر : وكالات