عشرات القتلى بسوريا ومظاهرات غاضبة

قتل اليوم 41 شخصا على الأقل برصاص النظام السوري معظمهم في مدن حماة وحمص وريف دمشق، يأتي هذا بعد مجزرة مدينة الحولة بمحافظة حمص التي راح ضحيتها أكثر من مائة شخص بينهم عشرات الأطفال، كما سقط بعد ظهر اليوم ثلاثة قتلى في حي القدم بالعاصمة دمشق وجرح العشرات إثر إطلاق النار على المشيعين.

ووثقت الهيئة العامة للثورة مقتل 13 في حمص بينهم ست نساء و11 في دمشق وريفها بينهم سيدة ومجند منشق، وثمانية جنود في حماة أعدموا ميدانيا عند محاولتهم الانشقاق، وثلاثة أشخاص في إدلب وثلاثة في درعا وشخصان في حلب وواحد في الحسكة.

وقد عمّت مظاهرات اليوم أكثر المدن السورية غضبا على المجزرة التي نفذتها قوات الأمن والشبيحة أمس ليلا في مدينة الحولة، وتركزت المظاهرات في مناطق مختلفة بمدينة دمشق وريفها وحمص وحماة وإدلب وحلب شمالا والحسكة ودير الزور شرقا ودرعا جنوبا.

مظاهرات عمّت سوريا غضبا لنحر الأطفال في الحولة (الفرنسية)
مظاهرات عمّت سوريا غضبا لنحر الأطفال في الحولة (الفرنسية)

مجزرة الحولة
وفي حديث للناشط هادي العبد الله لقناة الجزيرة، قال إنهم أحصوا حتى الآن 106 قتلى في الحولة فقط، أكثرهم قتل ذبحا، بينهم عشرات الأطفال، وأضاف أن وفد المراقبين الدوليين وصل إلى الحولة ووثق وصور في أحد المساجد جثامين 94 من ضحايا المجزرة.

 
وقال العبد الله إن الناشطين وعناصر من الجيش الحر ناشدوا المراقبين البقاء في المدينة لمنع النظام من تكرار فعلته، لكنهم أصروا على المغادرة خشية على حياتهم بسبب استمرار القصف وإطلاق النار من قوات الأمن تجاه المدينة.

وأشار العبد لله إلى أن النظام عمد أكثر من مرة لارتكاب مجازره ليلا لصعوبة تحرك المراقبين ووصولهم إلى المناطق المستهدفة، وذكر أن وفدهم لمعاينة بلدة كفر عايا في حمص -التي تعرضت لحملة أمنية اعتقل فيها عشرات الشباب- تعرض لإطلاق نار مباشر من حاجز للجيش هناك.

من جهة أخرى قال الناشط محمد الحلبي إن تشييعا لقتلى سقطوا أمس في مدينة حلب تحول إلى مظاهرات نددت بمجزرة الحولة وإن وفدا من المراقبين وصل المدينة، في حين تعرضت مدينتا إعزاز والأتارب بريف حلب لقصف عنيف بالأسلحة الثقيلة وسمع دوي انفجارات في إعزاز.

قتلى وقصف
وفي دمشق قال مجلس قيادة الثورة إن ثلاثة أشخاص قتلوا وجرح العشرات برصاص الأمن أثناء تشييع جثامين ثلاثة قتلى بينهم امرأة أصيبت برصاصة وهي في بيتها، كما أوردت شبكة شام أن قوات الأمن أطلقت النار لتفريق موكب تشييع خالد الشربجي في حي كفرسوسة بدمشق.
 
الجيش السوري يواصل العمليات العسكرية ضد المدنيين (الجزيرة)
الجيش السوري يواصل العمليات العسكرية ضد المدنيين (الجزيرة)

في غضون ذلك، أكد ناشطون أن أكثر من أربعين شخصا أصيبوا في قصف مستمر من الجيش النظامي بالمروحيات والمدفعية على قرى منطقة جبل الأكراد التابعة لريف اللاذقية والقريبة من الحدود التركية.

 
كما تعرضت مدينتا الجيزة وبصرى الشام في محافظة درعا لاقتحام من قوات الأمن والشبيحة وسط إطلاق نار كثيف من أسلحة ثقيلة، وفي حي الكتيبة بمدينة خربة غزالة في المحافظة نفسها قالت شبكة شام إن امرأة لقيت حتفها إثر سقوط قذيفة على منزلها.

ولا تزال أحياء وبلدات كثيرة في حمص تتعرض للقصف بينها مدينة الرستن وبلدة كفر عايا وشارع الحميدية وسط المدينة وحي جوبر الذي يستهدف منذ أكثر من أسبوع، كما لا تزال مدينة الحولة تتعرض لقصف وهجمات تحول دون إحصاء عدد قتلى أمس بشكل صحيح.

الرواية الرسمية
من جهة أخرى، يقول النظام في روايته الرسمية إن مجموعة مسلحة هاجمت مدرسة ابتدائية في الهامة بريف دمشق وحطمت محتوياتها. كما أقدم ثلاثة مسلحين على إطلاق النار بشكل عشوائي في حي بستان القصر مما أدى إلى مقتل طفلين وإصابة طفل ومواطن آخر بجروح خطيرة.

وفي مدينة حماة قامت "مجموعة إرهابية مسلحة" باختطاف مديرة مدرسة ضاحية الباسل للتعليم الأساسي وفقا لمصدر رسمي، وأوردت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر بالمحافظة قوله إن الجهات المختصة عثرت على ثلاث جثث من عائلة واحدة من سكان حي المرابط ملقاة في سوق الطويل، بعد إعدامها بعيارات نارية في الرأس والصدر.

ونقلت وكالة يونايتد برس عن مصدر محلي قوله إن 15 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب العشرات بجروح، عندما هاجم مسلحون أمس بلدة كنسبا (45 كم شمال مدينة اللاذقية على طريق جسر الشغور) وأحرقوا مخفرا للشرطة ومقر البلدية وعددا من المنازل، ولا يزال 17 عنصرا من المخفر مجهولي المصير.

المصدر : الجزيرة + وكالات