غضب وإضراب بشمال لبنان وتوقيف جنود

شهدت جنازة الشيخ أحمد عبد الواحد الذي قتل هو ومرافقه بنيران الجيش اللبناني في عكار بشمال لبنان أمس، هتافات مناهضة للنظام السوري وحزب الله، في حين عمّ الإضراب مدينة طرابلس وشمل إغلاق جميع المؤسسات التجارية في المدينة.

ففي بلدة البيرة بمحافظة عكار مسقط رأس عبد الواحد، هتف آلاف المتظاهرين الذين تجمعوا من مناطق سنية في شمال لبنان بسقوط الرئيس السوري بشار الأسد الذي يقود حملة دموية لقمع المعارضة في بلاده واتهموه بأنه يريد نقل الأزمة من سوريا إلى لبنان.

وبينما أطلق مسلحون نيران أسلحتهم الخفيفة في الهواء تعهد مشاركون في الجنازة بالانتقام من بشار الأسد والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الذي يعتبر حليفا قويا للنظام السوري.  

وفي طرابلس بشمال لبنان، أصبح وسط المدينة المزدحم عادة مهجورا اليوم الاثنين حيث أغلقت المحال التجارية وامتنع الطلاب عن التوجه إلى المدارس، وهو أمر يعكس غضب السكان إزاء مقتل الشيخ عبد الواحد ومرافقه. وكان عبد الواحد ينشط في معارضة النظام السوري ودعم اللاجئين السوريين إلى لبنان.

وسط هذه الأجواء دعا البيان الختامي لمجلس المفتين في دار الفتوى بلبنان السلطة السياسية إلى تحمل مسؤوليتها كاملة تجاه ما جرى وما يجري في البلاد. وأكد محمد علي الجوزو مفتي جبل لبنان على أن الدولة ومؤسساتها في خدمة المواطن اللبناني.

وفي هذا الإطار، أجرى الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي اتصالات هاتفية مع رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عدنان منصور، مؤكدا على تضامن جامعة الدول العربية مع  الحكومة اللبنانية في مساعيها لوقف أعمال العنف واحتواء حالة التوتر.

وناشد العربي جميع القيادات اللبنانية التحلي بالحكمة وضبط النفس في ظل هذه الظروف العصيبة والمتغيرات التي تعصف بالمنطقة وذلك حماية للسلم الأهلي في لبنان.

توقيف
وفي هذا السياق أيضا، فتح الجيش تحقيقا في الحادث. وأمر القاضي صقر صقر بتوقيف ثلاثة ضباط و19 عنصرا رهن التحقيق تمهيدا لإنجاز الإجراءات القانونية المناسبة.

وخيم الهدوء الحذر على منطقة الطريق الجديدة في وسط بيروت وسط انتشار كثيف للجيش اللبناني، وذلك بعد مقتل شخصين في اشتباكات دارت البارحة واستمرت حتى فجر اليوم بين أنصار تيار المستقبل وأنصار حزب "التيار العربي".

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام بأن الاشتباكات الليلية أسفرت أيضا عن إصابة 18 شخصا وأضرار مادية جسيمة بينها حرق مقر لحزب التيار العربي القريب من حزب الله والمؤيد للنظام السوري.

وقالت الوكالة إن الاشتباكات بين عناصر من تيار المستقبل بزعامة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري وعناصر من حزب التيار العربي بزعامة شاكر البرجاوي توقفت فجر اليوم عندما تدخل الجيش اللبناني فاصلا بين الفريقين.

وشهدت مناطق عدة في لبنان مساء أمس احتجاجات على حادثة القتل تمثلت بقطع الطرقات بالإطارات المشتعلة في عدد من شوارع العاصمة بيروت، وكذلك في البقاع والشمال.

وقتل الشيخ ومرافقه "عندما رفض موكبهما التوقف على حاجز للجيش عند بلدة الكويخات في منطقة عكار" بحسب مصدر أمني.

غير أن مرافقا للشيخ عبد الواحد أكد لوسائل الإعلام أن السيارة توقفت عند الحاجز الذي سمح لها بمتابعة سيرها، ثم عاد بعض عناصر الحاجز وأوقفوها "وتعرضوا للشيخ بكلام غير مهذب وطلبوا منه النزول من السيارة، وعندما رفض الشيخ النزول وهم بأن يعود أدراجه بالسيارة، أطلقت النار بغزارة".

يُشار إلى أن مدينة طرابلس تشهد منذ أكثر من أسبوع حالة من التوتر في أعقاب اشتباكات بدأت بعد مواجهة مساء السبت قبل الماضي بين الجيش اللبناني وشبان إسلاميين كانوا يتظاهرون بالمدينة، مطالبين بالإفراج عن الموقوف شادي المولوي الذي اتهم لاحقا بالتواصل مع "تنظيم إرهابي".

وتوسّعت الاشتباكات إلى مواجهة بين منطقتيْ باب التبانة حيث يوجد معارضون لنظام الأسد، ومنطقة جبل محسن المؤيدة له، مما أسفر عن مقتل تسعة بينهم جندي لبناني.

المصدر : الجزيرة + وكالات